أصيبت بكورونا وأجرت عملية جراحية

تقرير قصة تميز: وفاء أبو النجا ذهبت لمنزلها خلال القصف لتأخذ كتبها.. وتفوقت بمعدل 99.1%

الساعة 09:11 ص|04 أغسطس 2021

فلسطين اليوم

غزة / أمل خالد الوادية :

خوف وتوتر وتفكير بالمستقبل المجهول، وعيون تترقب تعب وجهد 12 عاماً من الدراسة، كان حال طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة، الذين قضوا أيام وليالِ منهمكين بين طيات الكتب، فعلى الرغم من الظروف الصعبة والحرب الأخيرة التي شهدها طلبة الثانوية بالقطاع، واجتياح فيروس كورونا، استطاعوا تحقيق إنجاز عارم بالتفوق والنجاح، ممزوجة مشاعرهم بالفرح والسرور.

وفاء أمجد موسى أبوالنجا من سكان مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تفوقت بالثانوية العامة بمعدل 99.1 ( الفرع العلمي) من مدرسة أم سلمة الثانوية للبنات، فرغم قصف منزلها وتشريدها وعائلتها من منزل لآخر استطاعت أن تهزم هدف الاحتلال بتفوقها ونجاحها، فلم ينل اصابتها بفيروس كورونا من عزيمتها شيء، بل زادها اصراراً، وتفوقاً، وحققت إنجازاً يلمع في فضاء الناجحين.

 

المعاناة الحقيقة

عاشت الطالبة وفاء طوال فترة الحرب الأخيرة تحت تهديد اتصالات الاحتلال الاسرائيلي بقصف منزلها وتدمير حياة العائلة، إلى جانب اصابتها وعائلتها بفيروس كورونا التي اجتاحت قطاع غزة، وإجراءها عمليات مرضية، كل ذلك لم يكسر قوتها وعزيمتها بل حققت نجاحاً يسمعه كل العالم.

تقول الطالبة وفاء لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" : " كان بيتنا مهدد بالقصف ولما خرجت منه لم أستطع اخذ كتبي وأغراضي الدراسية، فبعدما خرجنا من المنزل وقبل قصفه بيومين، ذهبت للمنزل رغم تهديد الاحتلال وأخذت كل كتبي، لكن أجواء التشريد من منزل لآخر جعلتني لا أستطيع الدراسة ما يقارب شهر، فبعد عناء من انتهاء الحرب على غزة استطعنا أن نستقر في منزل قبل امتحاناتي بأسبوع وكان وقتي ضيق جداً للدراسة، فكنت أعتمد على التلاخيص وأسئلة من هنا وهناك."

أن تعيش ظروف استثنائية صعب تليها ظروف مرضية قاسية، هكذا كانت تصارع أبوالنجا مرحلة التوجيهي الصعبة، حيث خضعت لعمليات في عينها أثناء تقديم امتحانات الثانوية العامة، وفي أيام الدراسة.

عزيمة حديدية

لم تكن الظروف المريرة التي عاشتها أبو النجا هينة عليها، بالمقابل لم تكسرها وتضعف من عزيمتها الصلبة شيء، استطاعت أن تتحدها جميعهاً وتفرح عائلتها بتفوقها بمعدل عالٍ.

تكمل الطالبة وفاء حديثها لمراسلة وكالة فلسطين: " كان الوقت الضيق يداهمني قبل الامتحانات، لكن بتوفيق من الله ثم عائلتي التي هيأت لي كل الظروف المناسبة بعدما استقرينا بمنزل بالإيجار،كان له الأثر الأكبر بنفسيتي ومعنوياتي، قدموا لي كل شيء ولم يجعلوني أشعر بالنقص على الرغم من ظروفنا الصعبة التي عشناها، والحمدلله أنني رفعت راسهم وحققت حلمهم بمعدلي 99.1".

وأشارت إلى أنها كانت معتمدة بالدراسة على المواد الأساسية كالرياضيات، والفيزياء، والانجليزي،  بسبب ضيق الوقت التي كانت تمر به، وجُل تركيزها على الأشياء التي تشعر بضعف نحوها، حيث كانت تقضي من 6- 10 ساعات دراسة في اليوم منغمسة بين صفحات الكتب.

سر التميز

عادت الفرحة إلى قلبها من جديد، لكن هذه المرة استقبلتها في منزل ليس منزلها، فكانت الفرحة ناقصة، يغمرها الحزن على ذكرياتها، وذكريات منزلها الذي عاشت فيه سهر وتعب الليالي وغرست بين ثناياه حلم النجاح.

تقول الطالبة وفاء :" لم أستطع النوم ليلة إعلان نتائج الثانوية العامة فبعدما صليت الفجر، أمسكت هاتف والدتي لأنتظر وصول رسالة نتيجتي، وحين دقت الساعة العاشرة صباحاً وصلني انجازي وفرحتي بمعدل 99.1فالحمدلله على كرم الله".

وأكدت الطالبة وفاء إلى أن سر نجاحها وتفوقها بالثانوية العامة هو توفيق الله لها ثم دعم وتشجيع عائلتها سواء مادياً أو معنوياً.

أما والدة الطالبة أبو النجا تقول: " بنتي وفاء طول عمرها طالبة متفوقة وكنا متوقعين نجاحها من اوائل الثانوية العامة؛ لكن الحمدلله على قدر الله والحمدلله انه بنتي حققت هدفها وفرحتنا  بمعدلها وإنجازها، شعور لا يوصف على الرغم من الظروف الصعبة التي مررنا بها".

حلمها ورسالتها

بمشاعر مملؤة بالفرح والانتصار على الظروف الصعبة تخبرنا الطالبة وفاء عن حلمها: " الحمدلله اني قدرت ارفع راس أهلي وأحصد معدل عالٍ، وحلمي أدخل تخصص هندسة برمجيات أنفع فيه وطني وديني، وأكمل بالدراسات العليا".

ووجهت أبو النجا رسالتها إلى الاحتلال الاسرائيلي بقولها: "على الرغم من كل الي بتعملوه فينا احنا صامدين وصابرين، وبنقدر نرفع وطنا ودينا بالعلم لأن العلم سلاح، ومعدلي أكبر رسالة للاحتلال بأنني انتصرت عليه بتفوقي ونجاحي".

وفي ختام حديثها أهدت الطالبة أبو النجا نجاحها وتفوقها لأرواح الشهداء، وللأسرى القابعين خلف سجون الاحتلال الاسرائيلي، ولأهلها وأحبتها ولجميع أبناء الشعب الفلسطيني.

الطالبة وفاء أبو النجا.jpg
 

 

 

 

كلمات دلالية