حصدت معدل مميز 96.1% ...

"الطالبة مرح" تهدي تفوقها لأرواح الشهداء وتوضح طريق النجاح

الساعة 01:06 م|03 أغسطس 2021

فلسطين اليوم - فتحي الزق

اعداد الصحفي: فتحي الزق

حالة من الترقب والتوتر تسود المنزل، يتجمع الأهالي خلف شاشات الهواتف النقالة ينتظرون الساعة العاشرة على أحر من الجمر، أما الطالبة مرح التي تقف إلى جانبهم وتنهمر دموعها كانت تشعر بحالة من الخوف خشية من عدم حصولها على المعدل الذي كانت تتوقعه في الثانوية العامة "التوجيهي".

دموع الطالبة مرح بنر كانت قبل الإعلان عن نتيجة الثانوية العامة بدقائق، وفي لحظة واحدة انطلقت الزغاريد وعلت الأصوات مرددة 96% لتسقط مرح ارضًا شاكرة لله عز وجل على نتيجتها التي كانت أفضل من توقعاتها بقليل.

أغاني النجاح عمت ارجاء الحارة لتنهال الزيارات المهنئة بالنجاح الباهر الذي حققته مرح في الثانوية العامة التوجيهي بعد مرحلة طويلة من الدراسة المدرسية لترسم الفرحة والسرور على قلب والديها وجميع أهلها.

ما أن سمع والدها النتيجة غادر مسرعًا من المنزل، ليعود بعد نصف ساعة تقريبًا حاملًا بين ذراعيه "صينية الحلويات" في أجواء مليئة بالفرح والسرور، وهنا استجمعت مرح قواها وانقلبت حالة الحزن والبكاء التي سبق اعلان النتيجة إلى حالة من الفرح الذي لا يمكن وصفه وفقًا لمرح.

وأهدت مرح تفوقها ونجاحها في الثانوية العامة إلى أبناء شعبنا لا سيما أهالي القدس والشيخ جراح الذين يواجهون الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعة وإلى شهداء شعبنا عامةً والى روح عمها الشهيد أحمد بنر وخالها الشهيد خالد الزق بشكلٍ خاص.

مرح التي كانت تعيش حالة من الخوف والرعب بسبب الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية لا سيما قطاع غزة من انتشار فيروس كورونا ووقف التعليم الوجاهي، إضافة إلى العدوان الإسرائيلي قبل تقديم الاختبارات بأسابيع قليلة أكدت أن الإرادة في تحقيق الأهداف والطموح لا يمكن أن تتوقف.

"رسمت خطة دقيقة لتحقيق نتيجة ترضيني وترضي والديٍّ تتمثل في تنظيم وقت القراءة والمراجعة لكافة المواد الدراسية حتى لا أشعر بالملل أو الكسل أو الإحباط الذي يلازم الطلبة في كثير من الأوقات" قالت الطالبة مرح.

أهم خطوة من خطوات عدم الشعور بالإحباط والكسل وفقا للطالبة مرح هي المتابعة والقراءة أولا بأول وعدم تأجيل القراءة أو المراجعة لوقت أخر، مبينة أن الأجواء التي يوفرها الأهل أيضًا لها دور مهم في عملية التركيز وسرعة الحفظ والفهم أثناء القراءة.

ووجهت مرح نصيحة مهمة للطلبة التوجيهي العام القادم بعدم الارتباك أو الشعور بالخوف والقلق الزائد، قائلة: "كنت أشعر بالخوف والقلق لكن كنت امارس حياتي الطبيعية والخروج في رحلات ترفيهية مع الاهل بين فترة وأخرى لتغير الأجواء"، مؤكدة ان تغيير الأجواء تساهم في تحسين المزاج لدى الطالب في القراءة والاستيعاب.

وحول طموحها اشارت إلى أنها لم تحسم موقفها في دراستها المقبلة، لكنها المحت إلى أنها قد تدخل كلية التمريض لتقديم يد المساعدة إلى أهلنا وأبناء شعبنا في ظل استمرار حالة الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل أرضنا ويغتصب مقدساتنا ويقتل أبنائنا في كل وقت وحين.

كلمات دلالية