الأسرى المضربون.. معركة معاناة عنوانها "اللحم الحي"

الساعة 06:10 م|02 أغسطس 2021

فلسطين اليوم

يواصل أسرى الاعتقال الاداري داخل السجون "الاسرائيلية" الاضراب عن الطعام على اعتباره وسيلة ناجعة يقاومون بها سياسة الاحتلال التعسفية والظالمة التي تنتهجها بحقهم منذ عقود، إذ أضرب مؤخرًا عدداً من الأسرى عن الطعام احتجاجًا على اعتقالهم دون محاكمة وتوجيه تهمًا لهم مع تمديد مدة الاعتقال.

رحلة معاناة قاسية ترافق الأسير منذ إعلانه الإضراب عن الطعام حتى تعليقه وعادةً يكون بإنهاء اعتقاله الإداري، ويشرع الآن 17 أسيرًا في معركة الصمود والتحدي في وجه السجان، رفضًا لاعتقالهم غير المبرر.

                                                              ليس ترفاً

الأسير المحرر رامز الحلبي، أكد أن الأسرى المضربين عن الطعام داخل سجون الاحتلال "الاسرائيلي" لا يضربون من باب الترف أو من باب وجود فائض قوة في اجسادهم يريدون أن يبذلونها.

وأوضح الحلبي خلال حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن اضراب الاسير عن الطعام لا يكون الا بعد معاناة شديدة في مقاومة السجان واستنفذ كافة الوسائل السلمية والدبلوماسية في التعامل مع السجان من أجل استعادة حقوقه المسلوبة والتي تنتهي دون استجابة فيجبرٍ حينها على خوض معركة الأضراب.

وبين أن البعض عندما يسمع حقوق الأسرى يحسب إنها حقوق مستحيلة  ويصعب تحقيقها، مؤكداً بأن مطالب الأسرى قد تكون تحقيق زيارة لعائلته، أو أسير محروم من تلقي العلاج يقوم بالإضراب من أجل أن يحقق بعض العلاج لحياته أو إلغاء اعتقال جائر بحقه كالمتمثل بالاعتقال الإداري المعمول به فقط داخل سجون الاحتلال "الاسرائيلي" دون غيره من سجون العالم.

وأشار الحلبي أن شروع الأسير بالإضراب يكون بعد محاولات جاهدة تقوم بها الحركة الاسيرة مع السجان لتحقيق ما يريده الأسير من خلال الحوار أو التفاوض الذي قد يكون يوم أو اثنين أو شهرين وربما عام والذي يتعمد السجان بإطالة عمر التفاوض أو الحوار معه ليجعل الأسير في حالة يأس وإحباط يمتنع بها عن المطالبة بحقوقه.

                                                                    رحلة المعاناة

وأوضح الحلبي، أن الأسير المضرب عن الطعام تبداً معركته مع المعاناة بتعمد السجان بالأسير من داخل السجون حيث لا يراعي أي من القوانين التي يجب أن يراعيها مع الأسير، فيقوم بالتنكيل به من خلال نقله من سجن إلى سجن، فمثلاً يكون الأسير مضرب في سجن في شمال فلسطين المحتلة يقوم بنقله لسجن أخر اتجاه الجنوب من أجل أن يفت في عضض هذا الأسير واجباره على ايقاف اضرابه.

وبين أن معاناة الأسير تزداد عندما تقرر مصلحة السجون إطعام الاسير المضرب قسرياً، الأمر الذي يحدث اضرارا كبيرة على صحة الأسير قد تصل به لحد الاستشهاد كما حدث ذلك في تاريخ الحركة الاسيرة.

ولفت الحلبي إلى أن الاحتلال يتعمد عدم الاستجابة والمماطلة في تحقيق اضراب الاسرى بأن يطيل فترة اضراب الأسير ليرسل رسائل عدة، بأن الأسير المضرب لن يأخذ ما يريد من حقوقه إلا انتزاعا بكل ما يملك من قوة.

والرسالة الثانية الذي يريد تحقيقها بأن تطويل مدة الاضراب هي محاولة لتشريد من خلفه من الأسرى التي تفكر في خوض المعركة وجعل المضرب عبرة لغيره من اخوانه بأن كل  مضرب لا يمكن أن يخرج الا بمرض مزمن أو عاهة جسدية لذلك يحاول تطويل فترة اضرابه، مؤضحا بأن كل أسير خاض هذه المعركة الا وحقق نصراً.

من جانبه أكد تامر الزعانين المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، أن الأيام القادمة ستشهد عدة فعاليات مناصرة لقضية الأسرى المضربين عن الطعام والذي تجاوز عددهم الـ17أسيرا.

وبين الزعانين خلال حديث لـ"فلسطين اليوم" أن مؤسسات لجنة الأسرى التابعة للقوي الوطنية والإسلامية ستقعد اجتماعا هاما يوم الأربعاء القادم لمناقشة قضية الأسرى المصربين عن الطعام داخل السجون ووضع برنامج فعاليات  لنصرتهم ودعمهم في معركتهم ضد السجان.

وأوضح أن الاحتلال "الاسرائيلي" يشن حملة همجية ضد الأسرى داخل السجون بفرض سياسة الاعتقال الاداري وسلب حقوهم المشروعة، داعيا كافة المؤسسات الحقوقية  والدولية لتحرك والوقوف عن مسؤولياتها في الدفاع عن الأسرى امام جبروت  المحتل الاسرائيلي".

وطالب المتحدث باسم المهجة، بضرورة التحرك الجماهيري والشعبي على الارض لنصرة الاسرى وعدم الانتظار طويلا لتحريك قضيتهم بعد تجاوز ايام اضرابهم الـ100يوماً ودخولهم مرحلة الخطر وربما حالة الموت، داعيا المؤسسات الاعلامية والمستوي الحكومي لتفعيل قضية الأسرى وابراز حقوقهم.

كلمات دلالية