بالصور "فلورا".. مشروع زراعي صغير المساحة كبير الأهمية لشابة غزاوية

الساعة 10:24 م|01 أغسطس 2021

فلسطين اليوم

سماح أسامة الأيوبي

يتفجر الإبداع من جديد في قطاع غزة، ليكون فرصة نجاح مختلفة عن سابقاتها، لينطلق هذا الإبداع من سطح منزل صغير لفتاة يُسرق من بين يديها الوقت وهي منهمكة بين الأعشاب والنباتات التي تزرعها بأناملها الذهبية، غارقة في مهام مشروعها الصغير بمساحته الكبير بأهميته.

 (فلورا)، فكرة تحارب بها خريجة التربية الإسلامية الشابة، عزة قرموط (27 عاماً)، من مدينة غزة، مُحاولةً مُحاربة البطالة المنتشرة في القطاع المحاصر، علّها تجد فيه الملاذ الآمن والوقاية العلاجية لكثير من الأمراض المختلفة.

مشروع فلورا (1).jpeg
 

نجاح وانتصار

استطاعت قرموط أن تقوم بهذا المشروع من خلال منحة حصلت عليها من مشروع "نجاحها"، تمكين الشابات الرياديات الفلسطينيات في القطاع الزراعي، والمنفذ من جمعية إنقاذ الطفل بالشراكة مع الإغاثة الزراعية ومركز العمل التنموي معاً، وبالتعاون مع وزارة الاقتصاد، بتمويل من حكومة كندا، الذي يهدف لتمكين الفتيات اقتصادياً واجتماعياً بقيمة 5600 دولار.

بابتسامة فخرٍ وانتصار على حصار خانق بدأت قرموط حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، قائلة: "في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، وانتشار البطالة، وددتُ أن أطور من نفسي وأستغل الوقت بأن أجد عملاً وأساعد أسرتي، وفي ذلك الوقت أعلنت الإغاثة الزراعية عن مشاريع، وأحببت الفكرة فتقدمت لها وتم قبولي في المشروع، وتم دعمي بالتدريبات اللازمة لكي أستطيع إدارة المشروع".

مشروع فلورا (7).jpeg
 

ماهية المشروع

وعن ماهية المشروع، أوضحت قرموط، أن المشروع يتضمن 3 أقسام، أولها: زراعة وتجفيف النباتات العلاجية كـ "المورينجا" التي تحتوي على العديد من العناصر الغذائية ومفيدة جداً لجميع الفئات والزعتر والاستيفيا وهي بديل السكر .

أما القسم الثاني، فهو ايجاد بديل العلف، وذلك عن طريق زراعة "الأزولا" بالزراعة المائية، وهي تعتبر بديلاً ممتازاً يجعلنا نستغني عن الأعلاف المستوردة في حال تم توسيع المكان.

فيما يحتوي القسم الثالث على التصنيع الغذائي، "كالطحينية الطبيعية الخالية من المواد الحافظة، وقد أنتجت ما يقارب 700 كيلو وتم بيعها، إضافة إلى إنتاج الزعتر والدقة الخالية من الحامض، وهناك إقبال عليها بشكل كبير، وزبدة المكسرات الخالية من أي إضافة، "كالكاجو والفستق والفول السوداني واللوز وعين الجمل وزبدة المكسرات المشكلة."

مشروع فلورا (6).jpeg
 

مراحل ونتائج

وأكدت قرموط، على أن مشروعها لم يحدث بمحض الصدفة، بل عن تجربة سابقة، فقد اعتادت هي وأخوتها أن تقوم بزراعة بعض النباتات العلاجية لمحاولة تحقيق الاكتفاء الذاتي، والاستغناء عن منتجات السوق التي عادة ما تكون قد تعرضت للرش بالمبيدات الحشرية ذات الأضرار الصحية.

كما أوضحت، أنه أصبح لدى المواطنين وعي أكثر بمخاطر الأدوية والمكملات الغذائية، فتقول:"بحثت عن فوائد هذه المنتجات، ووجدت أنها تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية المفيدة، وخاصة أنها لا تحتوي على أي مادة اضافية أو مواد."

وأكدت أن مشروع (فلورا) يسد احتياجاتها المادية، ويجعل لها هامشاً من الربح، خاصة أنه لاقى إقبال جيد من المواطنين ومن يأخذ منتج يطلب منه مرة أخرى بفضل الله."

مشروع فلورا (5).jpeg
 

معوقات المشروع

وأوضحت قرموط أنها واجهت معوقات كبيرة خاصة في الفترة السابقة، لاسيما أنها جاءت فترة فايروس كورونا، والعدوان الأخير على قطاع غزة، حيث قالت:  "إن فترة إغلاق القطاع بسبب فايروس كورونا ألحقت الضرر الكبير بمشروعي، وفترة العدوان الأخير على قطاع غزة، حيث  لم أستطع أن أقوم بسقي الدفيئة الزراعية بسبب نقص المياه علينا، عدا عن ذلك المعوقات الأخرى من عدم توفر أدوات خاصة بالقطاع كنت أحتاجها في بداية مشروعي، حيث كنت أطمح أن يتم تعبئة المنتجات النباتية العلاجية في أكياس الشاي الورقية كما في السوق، لكن وجدت عقبة أنها غير متواجدة في قطاع غزة. "

وتتابع قرموط حديثها: "على الصعيد العائلي، أصبح لدي القدرة على المساهمة في دفع بعض التكاليف التي يحتاجها والديّ وإخوتي مع الإشارة الى أن مشروعي لازال في وضع التطوير، لكني كلي إيمان وأمل أنه بعد عام من الآن سيكون مشروعي قد اتسع من حيث الأيدي العاملة، والمنتجات والمستفيدين منه."

مشروع فلورا (4).jpeg
 

طموح وآمال

اختتمت عزة حديثها قائلة: " طموحي اليوم وبعد كل هذا المجهود، أن يكون (فلورا) لزراعة النباتات العلاجية والمنتجات الطبيعة علم في غزة، واسم كبير يستفيد منه الكبير والصغير، وتكثر به الأيدي العاملة ويكون بمساحة أكبر، وأنا متفائلة جداً بذلك، خاصة أنه الفكرة الأولى في قطاع غزة."

وفي ظل الحصار الخانق على قطاع غزة، يحاول الشباب الفلسطيني خلق أفكاراً إبداعية، محاولين التغلب على كل المعوقات التي تكبل أحلامهم، علهم بذلك يختر قون كل الظروف المحبطة، ليقاوموا بطموحاتهم الحياة، ويخطّو أحلامهم بأيديهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا.

مشروع فلورا (3).jpeg
 

كلمات دلالية