مرضى من غزة يعانون الأمرين للحصول على العلاج والاحتلال يتلاعب بحياتهم

الساعة 01:14 م|01 أغسطس 2021

فلسطين اليوم

تقف والدة المريض عبد الرحمن عقل وسط مستشفى الرنتيسي بمدينة غزة تذرف دموعًا وتنظر بعين الحسرة على حالة ابنها المصاب بمرض السرطان منذُ ثلاث سنوات، والتي ازدادت سوءًا في ظل عدم توفر العلاج المناسب له في القطاع.

والدة الشاب العشريني الذي أصيب بالمرض في منطقة الفك السفلي بالفم ترافقه في جميع رحلاته العلاجية التي بدأت في الأردن ثم انتقلت إلى القدس، لكن الأطباء اخبروها بأن العلاج الكيماوي واجراء عملية جراحية له غير مجدية، على اعتبار أن حالته المرضية نادرة.

و"اضطرت للعودة إلى غزة فيما يخضع المريض للعلاج في مستشفى الشفاء والرنتيسي تحت إشراف إطباء، إلا أن العلاج المقدم مؤقت، ولن يعالج المرض جذريًا"، كما تقول والدة المريض لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

مستشفيات القطاع التي تُعاني من ويلات الحصار "الإسرائيلي"، تشهد عجز في الأدوية والإمكانات الطبية، وانعكس هذا الأمر على مرضى السرطان، إذ اشتكت من توفير الدواء لابنها الذي يتأخر بين الحين والآخر، مشيرةً إلى أن العلاج الأساسي له هو إزالة الورم من الفك عبر اجراء عملية جراحية.

ولفتت إلى أن الأطباء حجزوا لها موعد سفر للمريض في منتصف الشهر الحالي للعلاج في احدى المستشفيات بالداخل المحتل، وتابعت: إن العلاج متوفر فقط في تلك المستشفيات".

وعن التحديات التي تواجهها، ذكرت الوالدة، أن الوضع المادي للأسرة لا يسمح لها بشراء أو توفير الدواء، وطالبت الجهات المعنية بضرورة توفير الادوية وتغطيتها.

أما المريضة زينب الغندور المصابة بسرطان الثدي، لا تقل معاناتها عن الحالة السابقة، وتواجه الأمرين في توفير الرسوم من أجل الحصول على العلاج لا سيما جرعات الكيماوي والسفر إلى الخارج للعلاج.

وأصيبت الغندور (38 عامًا) بالمرض المعروف بـ"الورم الخبيث" منذُ سبعة أعوام، وبشكل دوري تجري فحوصات طبية داخل المشفى، وبناءً عليه يتم تحديد مواعيد أخذ الجرعات، ورغم ذلك فقد تدهورت حالتها الصحية، وباتت الآن بحاجة للسفر بسبب قلة الامكانات الطبية والخبرة داخل المشافي، في حين، يبقى توفير التكاليف المالية واجراءات السفر عائقًا يؤرق عائلتها المكونة من 7 افراد.

ووجه زوجها في مقابله له مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، نداءً إلى الجمعيات والمعنيين بضرورة توفير أقصى متطلبات العلاج وأمور تغطيتها، وتسهيل إجراءات السفر.

أكثر من 8 آلاف مريض

وطالبت وزارة الصحة الفلسطينية، المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لرفع قبضتها والقيود على حركة المرضى وتسهيل وصولهم للمستشفيات التخصصية خارج قطاع غزة.

ودعت الوزارة في بيان لها تلاه مدير مستشفى الرنتيسي محمد أبو ندى في مؤتمر صحفي اليوم الاحد، الهيئات والمؤسسات الدولية والإنسانية كافة إلى مساندة ودعم الحقوق العلاجية لمرضى في قطاع غزة وخاصة مرضى السرطان للتخفيف من معاناتهم المستمرة، والتدخل الفوري لتوفير الادوية التخصصية.

وأوضح أبو ندى، أن خلال الخمس سنوات الماضية بلغ عدد الحالات المشخصة بأنواع السرطان المختلفة 8644 حالة أي بمعدل إصابة 90 حالة لكل 100 ألف نسمة، ما يعني تشخيص 1800 حالة جديدة كل عام.

وبيّن مدير المشفى، أن مرضى السرطان يُعانون من نقص 60 بالمئة من الادوية والبروتوكولات العلاجية وهو مؤشر خطير أمام فرص علاج مرضى غزة.

وأشار إلى أن ما بين 50 إلى 60 بالمئة من مرضى السرطان يحتاجون للسفر للعلاج في مراز تخصصية خارج القطاع للحصول على العلاج الاشعاعي والمسح الذري والعلاجات الكيماوية التي لم تتوفر في مستشفيات إلى المشافي التخصصية.

وأكد أبو ندى، أن الإجراءات والقيود "الإسرائيلية" المشددة تجاه المرضى ومرافقيهم منعت نحو 60 بالمئة من المرضى للوصول إلى المشافي التخصصية.

وشدّد على أن منع هؤلاء المرضى من السفر يعني ان يموتوا بمضاعفات كانت قابلة للعلاج حيص سجلت وزارة الصحة أكثر من 3000 حالة وفاة خلال الخمس سنوات الماضية.

 

كلمات دلالية