ما السيناريوهات المتوقعة من إطلاق البالونات الحارقة اتجاه "غلاف غزة"؟

الساعة 10:08 م|26 يوليو 2021

فلسطين اليوم

أعاد إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة اتجاه البلدات المحتلة إلى واجهة الصراع من جديد، وما تبعها من قصف إسرائيلي جوي لأهداف داخل القطاع امس الاثنين، في ظل تشديد الاحتلال الإسرائيلي حصاره المقيت على القطاع، وذلك رفضًا لسياسة التجويع وتضييق الخناق، وصولاً لفك الحصار الشامل.

وقال محللان سياسيان: إن" الهدف من إطلاق البالونات اتجاه المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، هو الضغط على الاحتلال لفك الحصار المشدّد، سيما بعد معركة سيف القدس الأخيرة"، الذي تسبب بدمار كبير لا سيما على الصعيد الانساني والاقتصادي.

حسن عبدو المحلل السياسي، رأى، أن إطلاق البالونات الحارقة اتجاه المستوطنات هي من إحدى الوسائل الشعبية المبتكرة خلال السنوات الماضية القليلة للمطالبة  بفك الحصار "الاسرائيلي"، وتجددت  الفترة الحالية تعبيرًا عن الرفض الشديد لاستمرار الحصار والمطالبة أيضًا بتسهيلات لسكان القطاع.

وقال عبدو لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": أن المبالغة "الإسرائيلية" نحو الحديث عن البالونات هو  لمجرد تبرير عدوانه على قطاع غزة وما يجري من عمليات قصف ليلي على أماكن داخل القطاع يحيطه أحياء سكنية مدنية.

وأضاف المحلل السياسي: أن استمرار الحصار على القطاع سيما بعد معركة "سيف القدس"، هي محاولة من الاحتلال للانقلاب على نتائجها وانجازاتها العسكرية التي حققتها المقاومة الفلسطينية على مدار احدى عشر يومًا، لافتًا إلى أن "تلك المحاولات ستبوء بالفشل أمام صمود السكان والمقاومة".

ونبّه عبدو، من أنه حال تدهورت الأوضاع الميدانية وخرق كيان الاحتلال اتفاق التهدئة المبرم فإن العدو سيتحمل المسؤولية الكاملة لتبعيات ما سيحدث، وفي الوقت نفسه، مستبعدًا حدوث مواجهة  جديدة في الوقت القصير بين المقاومة والاحتلال، عازيًا ذلك لعدم رغبة الطرفين بالتوجه نحو هذا الخيار، ونظرًا لتدخل الوسطاء سواء إقليميين أو دوليين.

وتابع المحلل السياسي :إن "تشديد الحصار على القطاع سيأتي بنتائج عكسية، قد يدفع الرأي العام والحاضنة الشعبية الداخلية بالضغط على المقاومة للرد على سياسيات الاحتلال العنصرية بحق أهالي القطاع".

 رسالة للوسطاء

من جهته، رأى الكاتب الفلسطيني والمحلل في الشأن الاسرائيلي، حسن لافي، أن إطلاق البالونات الحارقة هي رسالة للوسطاء والمتعهدين بوقف العدوان الأخير ولـ(إسرائيل) بأن صبر غزة "لن يطول على استمرار الحصار" وعلى تنصل الاحتلال من التزاماته التي سبقت معركة "سيف القدس".

وأشار لافي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن اطلاق البالونات جاء أيضًا تعبيرًا عن الغضب الفلسطيني من جهة ورسالة للجميع؛ ولكن بطريقة تؤكد أن غزة حكيمة ولا تريد الذهاب نحو حرف المراحل للوصول لحرب مفتوحة.

وذكر المحلل، أن هناك قرار سياسي واضح لدى المقاومة والفصائل الفلسطينية مفاده أن سياسة التجويع والحصار "لن يقابلها صمت فلسطينيًا بالمطلق"؛ بل سيواجه مقاومة تستعيد الحق الفلسطيني مهما كلف ذلك من تضحيات.

وقال لافي: ان "لم يقف الجميع أمام مسؤوليته أوله الاحتلال سيكون هناك خيارات قد تصل إلى أصعب ممن يتخيله البعض".

واعتقد انه سيكون هناك ضغطًا من الوسطاء على الاحتلال، خاصة أن الإقليم لا يريد في ظل هذه الظروف إعادة معركة جديدة على غرار معركة "سيف القدس".    

وفيما يتعلق بمعادلة رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت التي تنص على أن "بالون مقابل الصاروخ"، رأى أن "بينت لا يستطيع تحمل أعباء هذه المعادلة، رغم انه يحاول فرضها على الأرض الواقع".

ولفت إلى أن هناك معضلة كبرى داخل الحكومة "الإسرائيلية" إذ تُعاني من تناقضات وأجندات سياسية مختلفة لا تستطيع إيجاد خطوات جدية باتجاه تخفيف الحصار أو العودة إلى ما كان عليه قبل العدوان الأخير على غزة التي انتهت بدون التزامات سياسية متبادلة بين الطرفين.

وتحاصر قوات الاحتلال قطاع غزة من جميع الجهات، منذ 13 عامًا، وتمنع بين كل فترة إدخال المواد الأساسية إلى القطاع، وتعرقل سفر المواطنين، وبعد كل تصعيد عسكري تشدد من حصارها بهدف سحب إنجازات المقاومة وتحقيق مكاسب سياسية على ارض الواقع يكون في صالحه الكيان.

كلمات دلالية