القائد «حازم ارحيم» أذل الصهاينة واحتجز أشلاء جنودهم

الساعة 11:42 ص|22 يوليو 2021

فلسطين اليوم

شمس الحرية أشرقي على ربوع بلادي الحبيبة وألقى أشعة الشموخ والعزة على أبناء قطاع غزة وهم يقفون أمام قوة البغي الصهيونية بصدورهم الفولاذية ويضربون أروع الأمثال في القتال والمقاومة، وهم أيضا يضربون أروع الأمثال في الحب والعطاء والقرب من الله فهم من تعلقت قلوبهم بربهم فاشتاقوا لجنانه وأنهارها وحورها.

فهذا فارساً وأسداً من أسود وقادة سرايا القدس الشهيد المجاهد حازم ارحيم، الذي أذل الصهاينة ومرغ أنفهم بالتراب ومزق أجسادهم وجعلهم يبحثون عن أشلائهم عندما فجر بجانب إخوانه المجاهدين ناقلة جند صهيونية بالكامل بإحدى الاجتياحات لحي الزيتون بغزة، والتي قتل خلالها ستة جنود صهاينة حيث دمرت الناقلة بشكل كامل وتطايرت أشلاء الجنود الصهاينة، وقد احتجز شهدينا "حازم" أشلاء للجنود الصهاينة.

تطل علينا اليوم الخميس الموافق 22-7 ذكرى استشهاد القائد "حازم ياسر ارحيم" أحد القادة الميدانيين لسرايا القدس بمدينة غزة، والذي ترجل عن صهوة جواده بعد رحلة طويلة من الجهاد والعطاء والتضحية.

ميلاد القائد

ولد الشهيد القائد الميداني حازم ياسر ارحيم (أبو حذيفة) في حي الزيتون بمدينة غزة في 8/1/1980م، وينتمي شهيدنا إلى عائلة مجاهدة (عائلة إرحيم) تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، وقد قدمت العديد من أبناءها الأبرار في سبيل الله وعلى طريق تحرير فلسطين، ومنهم: شقيقه الشهيد المجاهد: محمد ياسر ارحيم، والشهيد رامي خليل ارحيم، والشهيد المجاهد: سامي محمد ارحيم، والشهيد المجاهد: ماهر محمد ارحيم.

تتكون أسرة الشهيد حازم ارحيم من والديه الأكارم، وستة من الإخوة، وأربعة من الأخوات، وقدَّر الله أن يكون الشهيد حازم هو الثاني بين أخوته.

درس شهيدنا المجاهد حازم ياسر ارحيم في مدرسة (صفد) فحصل على الابتدائية، وأكمل دراسته الإعدادية في مدرسة (الإمام الشافعي)، وأنهي دراسته الثانوية في مدرسة (عبد الفتاح حمود) "يافا سابقاً"، ومن ثم عمل شهيدنا "أبو حذيفة" مع والده في مهنة صناعة الطوب، وكذلك في مهنة الزراعة للمساعدة في إعالة أسرته الصابرة.

واصل الشهيد الفارس حازم ارحيم تعليمه الجامعي، فالتحق بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية، لكنه لم يُكمل تعليمه؛ بسبب ملاحقة قوات الاحتلال الصهيوني وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية له.

المشوار الجهادي

نشأ شهيدنا المجاهد حازم ارحيم منذ نعومة أظفاره في مسجد صلاح الدين بحي الزيتون، وكان محافظاً على جميع صلواته في هذا المسجد حتى أصبح أحد أعمدته المشرقة، وساهم في تربية الأشبال الناشئة، حيث كان يُلقي عليهم الندوات والمحاضرات في المسجد، كما قد التزم الصلاة في مسجد الشهيد "حسن البنا" القريب من سكناه حتى لحظة استشهاده.

عمل شهيدنا أبو حذيفة وقت كان طالباً في المدرسة والجامعة في صفوف الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكان أميراً للر ابطة الإسلامية في الجامعة الإسلامية، وقد خاض انتخابات مجلس الطلبة في العام 1998م وكان رئيساً لكتلة الشهيدين (أنور الشبراوي وعبد الله المدهون).

عمل الشهيد المجاهد حازم ارحيم مسئولاً عن الجماعة الإسلامية الإطار الطلابي السابق لحركة الجهاد الإسلامي آنذاك بمنطقة الزيتون، حيث كان رئيساً لمكتب الجماعة الإسلامية في حي الزيتون حتى بدايات انتفاضة الأقصى المباركة في العام 2000م.

كان شهيدنا حازم ياسر ارحيم صاحب قلم، حيث كثيراً ما كان يكتب في صحيفة الاستقلال من أشعار وخواطر، وكان مشرفاً على إصدار مجلة (الفرسان) الطلابية في حي الزيتون، وكذلك (صوت الربانيون) المجلة العسكرية في سرايا القدس.

كان شهيدنا المجاهد أبو حذيفة يتمتع بموهبة الخط الجميل، حيث كان يقوم بكتابة الشعارات الحركية في المدارس وعلى جدران الحي، وفي مناسبات حركية عديدة.

مع انطلاقة انتفاضة الأقصى في العام 2000م، شارك شهيدنا الفارس حازم ارحيم في فعاليات المواجهات مع العدو الصهيوني في انتفاضة الأقصى، فكان من الأوائل الذين توجهوا إلى مفترق الشهداء _ البوليس الحربي، حيث استشهد الشهيد الطفل/ "محمد الدرة" فكان يلقي الحجارة والمولوتوف على الجنود الصهاينة، وأصيب وقتئذ في (رقبته)، ولكنه لم يكِلّ ولم يمِلّ، ولم يثنه ذلك عن مواصلة المشوار من جديد.

 التحق الشهيد المجاهد حازم ارحيم بصفوف سرايا القدس مع بداية انتفاضة الأقصى، وشارك من خلال العروض العسكرية لمجاهدي "سرايا القدس" في معظم المناسبات، والاحتفالات التي أقامتها الحركة في منطقته وفي المناطق الأخرى من قطاعنا الحبيب.

قام الشهيد الفارس أبو حذيفة بتأسيس (سرية الاقتحام والانتقام) وهي إحدى خلايا سرايا القدس معاهداً الله على الانتقام لدماء الشهداء الأبرار ومقتحماً بالموت على بني صهيون ما دام حياً يرزق.

كان شهيدنا المجاهد حازم ياسر ارحيم مثالاً للتواضع والعنفوان، شجاعاً لا يخاف الموت، عنيداً في المواقف الرجولية، لا يخشى في الله لومة لائم، وكان استشهادياً، عشق الجهاد وعشق الشهادة حتى باتت كل مطلبه، وكل أمانيه.

كان الشهيد المجاهد حازم ارحيم يكثر من الصلاة وقيام الليل والدعاء... وفي الميدان فارساً مقاتلاً ومرابطاً في سبيل الله، عين تبكي من خشية الله... وعين تحرس في سبيل الله.

ربطته علاقات الأخوة والتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة، فشارك في عدة عمليات مشتركة مع الإخوة في كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى، وقبل يوم من اغتياله شارك شهيدنا المجاهد: "أبا حذيفة" بفعالية في المهرجان التأبيني الذي أقامته فصائل المقاومة المسلحة للشهيد القائد في حزب الله: "غالب العوالي" والذي أُقيم في حي الشيخ رضوان بغزة، حيث كان شهيدنا مسئولاً عن تنظيم العرض العسكري الذي أقامته سرايا القدس.

ارتبط شهيدنا القائد "حازم ياسر إرحيم" بعلاقات حميمة بالشهداء الأبطال: (شادي الكحلوت، نبيل العرعير، محمود شلدان، أحمد حسان، مقلد حميد، محمود جودة، عزيز الشامي، محمود الزطمة).

اعتقل شهيدنا حازم  مرتين في سجون السلطة الفلسطينية، المرة الأولى عندما كان عمره 14 عاماً على خلفية نشاطه الحركي في الجهاد الإسلامي، والثانية عند جهاز الأمن الوقائي أثناء قيامه بمهمة جهادية لرصده أحد المواقع الصهيونية خلال انتفاضة الأقصى، فكان له شرف التعرف في السجن على الشهيد القائد جهاد العمارين مؤسس كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة.

يعتبر الشهيد القائد حازم ياسر ارحيم من القادة الميدانيين البارزين في سرايا القدس، وقد خطط الشهيد حازم للعديد من العمليات الجهادية والاستشهادية، كما أشرف وشارك بنفسه في تنفيذ بعض تلك العمليات.

موعد مع الرحيل

بعد العملية البطولية التي نفذها مجاهدو سرايا القدس الأبطال في حي الزيتون، أثناء الاجتياح الأخير بتاريخ 12/5/2004م، حيث تمكن الشهيد المجاهد فوزي المدهون من تفجير ناقلة الجند الصهيونية، وبإشراف مباشر من الشهيد القائد حازم ارحيم، تلك العملية التي قُتل فيها ستة جنود من سلاح الهندسة الصهيوني، وقام بعدها الشهيد حازم باحتجاز رأس جندي صهيوني وبعض الأشلاء للجنود الصهاينة؛ أعلن العدو الصهيوني بعدها عن اسم الشهيد حازم ارحيم بأنه مطلوب رقم واحد حياً أم ميتاً وأنه لن يفلت من (العقاب) .

وفي مساء الخميس الخامس من جمادى الثانية 1425هـ، الموافق 22/7/2004م، كان شهيدنا القائد حازم ارحيم يستقل سيارته ومعه مرافقه ومساعده الشهيد المجاهد رأفت أبو عاصي حين باغتتهم الطائرات الحربية الصهيونية من طراز (f16)، في منطقة الزيتون، وأطلقت عليهم صاروخين حاقدين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المجاهدين حازم ورأفت.

كلمات دلالية