موعد مع العفو الإلهي: فضل يوم عرفة..!

الساعة 12:01 م|15 يوليو 2021

فلسطين اليوم

يوم عرفة، يوم الوقوف لأداء الحج الأكبر، فيه تغفر الذنوب، ويستجاب الدعاء، وترفع الدرجات، فيه يتجلى الله على عباده بالمغفرة والرحمة والتوبة والخير العميم والثواب الجزيل، هو أحد أيام العشر من ذى الحجة ولياليها،

وهى أيام شريفة ومفضلة، يضاعف فيها العمل ويستحب فيها الاجتهاد فى العبادة وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، حيث أجمع كثير من المفسرين والعلماء، على أن الليالى العشر التى ذكرت فى سورة الفجر، هى العشر من ذى الحجة، بدليل النص القرآنى: «والفجر، وليال عشر».

ومن المعلوم أن العمل الصالح فى أيام العشر من ذى الحجة، أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقى أيام السنة، وروى ابن عباس رضى الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام”، ويعنى الأيام العشر الأوائل من ذى الحجة، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال:”ولا الجهاد فى سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء”، لذا فإنه يستحب فى يوم عرفة الإكثار من الدعاء للبلاد والعباد، واللجوء إلى الله بأن يخرجنا من الضيق إلى السعة، ومن دائرة سخطه إلى دائرة رضاه، وأن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن نسارع فيه بالتوبة ونكثر من العمل الصالح من صلاة وذكر وصيام ودعاء وقراءة قرآن وصدقة وكذلك كثرة النوافل.

وحول فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج، يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، إنه يستحب صيام يوم عرفة –وهو اليوم التاسع من ذي الحجة- لغير المحرم بالحج, وذكر الفقهاء كراهة صيامه في حق المحرم بالحج, وقد ورد في فضل صيام يوم عرفة أحاديث عدة, ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم, منها: حديث أبي قتادة مرفوعا: “صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة, وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية”, وروي عن أبي قتادة قال :”سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟, فقال: يكفر السنة الماضية والباقية”, وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صيام يوم عرفة, إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله”, وروي عن قتادة بن النعمان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:”من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة بعده.

وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حث وحض على صيام يوم عرفة, وهذا في حق غير المحرم بالحج, ولذا فإنه صلى الله عليه وسلم لم يصمه حين كان محرما بحجة الوداع, فقد روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر بعرفة, وأرسلت إليه أم الفضل بلبن فشرب, فقد روت أم الفضل بنت الحارث:”أن ناساً اختلفوا عندها يوم عرفة في صَوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: هو صائم وقال بعضهم: ليس بصائم, فأرسَلتُ إليه بقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقف على بعيره فشربه”, وقد روي عن ابن عمر قال: “حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه, يعني يوم عرفة, ومع أبي بكر فلم يصمه, ومع عمر فلم يصمه, ومع عثمان فلم يصمه”, وسئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة بعرفة ؟ فقال: “ حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه, ومع أبي بكر فلم يصمه, ومع عمر فلم يصمه, ومع عثمان فلم يصمه, وأنا لا أصومه ولا آمر به ولا أنهى عنه”.

الدعاء فيه

وأضاف: إنه ورد في فضل الدعاء فيه, ما رواه عبد الله بن عمرو “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة, وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”، وعن عقبة بن عامر مرفوعاً بلفظ: “يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب”، وورد في الحديث” اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه, فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه”.

كلمات دلالية