خبر أردتم، حصلتم- معاريف

الساعة 09:41 ص|29 مارس 2009

بقلم: روبيك روزنتال

 (المضمون: سمعت المتمردون في كتلة العمل فقد تحدثوا عن الالتزام، عن الموقف الاشتراكي – الديمقراطي، عن قيم حركة العمل. هذه امور لم تعد ذات صلة. "الشعب" لا يريد هذه البضاعة. الشعب يريد وسط، الشعب حصل على وسط - المصدر).

ايهود باراك دخل في معركة على دخول حزب العمل الى الحكومة وهو مسلح بالاستطلاعات. وقضت الاستطلاعات بان اغلبية سكان اسرائيل تريد الوحدة وكذا ايضا اغلبية اعضاء حزب العمل. واعطته هذه المعرفة القوة للوقوف ضد اغلبية اعضاء كتلته، ومواجهة المهانة التي في كسر الكلمات التي قالها المرة تلو الاخرى بعد الانتخابات. بنيامين نتنياهو عمل على ادخال حزب العمل الى الائتلاف وهو مسلح بالاستطلاعات. هذه ايضا روت له مثلما روت لباراك بان الجمهور يريد الوحدة. هذه المعرفة سمحت له بان يتجاهل اعضاء حزبه، بان يفرغ مخزون المناصب الكبرى بحيث يكاد لا يتبقى حقيبة شاغرة في محيطه. باراك ونتنياهو فهما ما تقوله الحملات الانتخابية المرة تلو الاخرى: "الجمهور" يريد الوسط. يريد حزب وسط واحد كبير، واسع، ولا يهم ماذا يسمى. فما هي الساحة السياسية اليوم؟ يمينية متطرفة؟ هذا فقط على السطح.

الكنيست تتشكل من ثلاثة احزاب انفصلت عن الليكود، بما في ذلك اسرائيل بيتنا وفيها سبعين نائبا. في داخلها، كاديما يضم عدد النواب الذين انشقوا عن حزب الوسط – اليسار المسمى العمل، بحيث ان الحديث يدور عن كيان منشق ظاهرا لحزب الوسط، فيه 83 نائبا، والجمهور يريد لهذا الحزب ان يحكم. المفارقة هي ان حزب الوسط بالذات، الاكثر وضوحا، كاديما، ليس في هذا الحكم، ولكن هذه حادثة تاريخية اكثر مما هي جوهر.

ماذا يعني هذا؟ هذا يعني ان الجمهور في اسرائيل غير معني بحزب او بحكومة تقول شيء ما متطرف، او واضح، او جلي، او مبرر ايديولوجيا، او اي شيء على الاطلاق. الجمهور الاسرائيلي معني جدا بحكومة تجلب له اتفاقا جيدا مع الفلسطينيين دون ان تزيل اي مستوطنة، ان تفكك حماس دون ان تدخل غزة، ان تعيد جلعاد شليت دون ان تحرر سجناء ثقيلين، ان تقرر سوقا حرة وتقدم خدمات دولة الرفاه، ان تنقذ مصانع فاشلة وان تخصخصها ايضا، ان تحافظ على التقاليد اليهودية ولكن ان تعطي ايضا المجال للزواج بوسائل غير دينية لمن يرغب في بذلك. وباختصار، حكومة تفعل كل شيء دون ان تكون ملتزمة بشيء.

نتنياهو وباراك فهما هذا وقدما هذا المنتج للجمهور. بطريقتهما اجملا نهاية عصر السياسة الملتزمة، او السياسة المبنية على مذاهب متصادمة ومترابطة. الاحزاب الملتزمة، الصرفة، تقترب من نسبة الحسم، ميرتس في اليسار الصهيوني، البيت الوطني من اليمين. حزب ليبرمان هو ظاهرة مميزة، لم تثبت بعد حصانتها وصمودها. باقي الاحزاب لا تزال تحافظ على تمثيل مجموعات منفصلة لم تجد طريقها الى حزب الوسط: الاصوليين، العرب، المتدينون، هؤلاء واولئك يبدون كملاحظات هامشية برلمانية لكنيست كلها وسط، اختارها شعب كله وسط.

سمعت المتمردون في كتلة العمل فقد تحدثوا عن الالتزام، عن الموقف الاشتراكي – الديمقراطي، عن قيم حركة العمل. هذه امور لم تعد ذات صلة. "الشعب" لا يريد هذه البضاعة. الشعب يريد وسط، الشعب حصل على وسط.