خبر حكومة الأول من نيسان -هآرتس

الساعة 09:39 ص|29 مارس 2009

بقلم: امير اورن

(المضمون: على حكومة نتنياهو ان تتعاون مع اوباما في الشأن الفلسطيني والسوري ان ارادت تعاونه معها في الشأن الايراني - المصدر).

أربعة سياسيين في اسرائيل عادوا الى رئاسة الحكومة التي فقدوها من خلال الاستقالة او الهزيمة: بنيامين نتنياهو هو خامسهم. دافيد بن غوريون، اسحاق رابين، اسحاق شامير وشمعون بيرس كانوا رؤساء وزراء لمرتين. بعد توقف قصير او طويل. ولكن لان رئيس الوزراء في الماضي، بما في ذلك بن غوريون (الذي استقال وخاض المنافسة ضد خليفته ليفي اشكول منشقا على راس قائمة رافي)، لم ينجح في استرجاع وتكرار نهوضه وانتعاشه للمرة الثالثة. ان فوت نتنياهو الفرصة الحالية فلن تقوم له قائمة.

هذا الخوف هو حافز هائل للنجاح، في الوقت الذي يستعد فيه نتنياهو لطرح عشرات الوزراء الذين يشكل منهم حكومته امام الرئيس شمعون بيرس. هذا سيحدث في موعد ملائم في الاول من نيسان مساء او صباحا.  وهذا اليوم يوم الكذب العالمي ملائم للوزراء الذين لم ينتخب اثنين من كل ثلاثة منهم لا نتنياهو ولا ايهود باراك اللذان حصلا على 40 عضو كنيست. الادعاء بان باراك يلتوي ويراوغ هو نوع من الاسفاف والظلم للمراوحة نفسها. ونتنياهو ان لم يرغب في الفشل فسيكون عليه ان يخون امانة وثقة ناخبيه.

بعد اسابيع قليلة من كشف اسنانها لعدسات الكاميرا، ستفقد حكومة الاول من نيسان عزيزها وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. استكمال ملف التحقيق ضده بتوصية بتقديمه للمحاكمة ينتظر اخذ شهادته. البيان حول استدعائه للالتقاء مع المحققين بعد ان يؤدي يمين القسم كوزير سيكون بداية العد التنازلي لاستقالته القسرية. توازن القوى في حكومة نتنياهو – باراك لن يكون متكافئا. من دون باراك، لا يمكن لنتنياهو حتى وان رغب بان ينفذ عملية عسكرية، ولكن باراك في المقابل لن يمتلك قوة لمنعه من الدخول في جمود سياسي. مثل هذه القوة موجودة فقط لدى الرئيس باراك اوباما.

منذ 1960، طوال الستة عشر عاما دخل البيت الابيض حكم ديمقراطي برئاسة رئيس شاب نسبيا في الاربعين من عمره (جون كيندي، بيل كلينتون، براك اوباما) او على الاكثر خمسون عاما، الامر الذي يعتبر ملائما لاثارة تحدي تغيير العلاقات مع اسرائيل. كيندي تصادم مع بن غوريون في قضية ديمونا. جيمي كارتر وكلينتون اللذان فوجئا بالاتصالات التي اجراها بيغن ورابين مع مصر وم.ت.ف التحقا بالركب واصبحا عرابين للعملية. اوباما حتى وان اعترف ان المسؤولية الاسرائيلية عن الوضع ملقاة على كاهل الجانب العربي، لن يسمح لنتنياهو بان يتلاعب بمياه الصراع.

مستشار نتنياهو للامن القومي عوزي اراد، عاد قبل اسبوع من زيارة قصيرة في اوروبا حيث شارك في حدث دولي كان وزير السويد من بين مشاركيه الكثيرين (عما قريب ستصبح السويد الرئيسة الدولية للاتحاد الاوروبي) كارل بيليت، ومفوض الخارجية والامن في الاتحاد خافيير سولانا ووزراء امريكيون.

        ما سمعه اراد من محادثيه وابلغ به نتنياهو بقي طي الكتمان، ولكن اسرائيليون اخرون كانوا هناك تلقوا من كل صوب رسائل متناغمة مفادها انهم سيحكمون على نتنياهو وفقا لاعماله وليس وفقا لدعايته الانتخابية، وان العالم ينتظر منه مرونة سياسية. وان خرجت اسرائيل في عملية كبيرة مرة اخرى ضد ايران او ضد تنظيم ارهابي، فمن المحظور عليها ان تقوم بنصف المهمة. مسؤول صديق من دولة معادية قال ان من الجنون دفع ثمن كامل مقابل انجاز الى هذا الحد. قتل هذا العدد من المدنيين الفلسطينيين في غزة وتلقي انتقادات تعاظمت حتى درجة الكراهية وفي نفس الوقت الابقاء على حكم حماس في غزة؟ ان فشلت مساعي ثني ايران عن مشروعها النووي واضطرت اسرائيل لشن عملية وقائية فيجب ان تؤدي هذه العملية الى تدمير الذرة وليس الى اصابتها بالجراح فقط. لا يشككون في مشاعر المقاطعة في اسرائيل، في السياق الايراني وانما يشككون في الاصرار والمواظبة على متابعة هذه السياسة على المدى الزمني.

اعتبار ايران هدفا اوليا واعلى امام حكومة نتنياهو – باراك وقيمة عليا بالنسبة لرؤساء حكومة اسرائيل باجيالهم المتعاقبة يجب ان يؤدي الى التفاهم مع اوباما في المسار الفلسطيني وفي المسار السوري. الاشارة الضوئية الاقليمية تهبهب في كل الاتجاهات عند المفترق. ان تجرأ نتنياهو واعطى اشارة لاوباما بالاحمر في مواجهة رام الله ودمشق، فلن يكون بامكانه ان يطلب من الرئيس الامريكي ان يطفأ الاحمر في مواجهة ايران. وان افترض ان بشار الاسد والقادة الفلسطينيين سيتطوعون للعب دور الرافضين فسيتضح ان الكذ   ب ليس مقتصرا على الناخبين فقط في إسرائيل.