خبر الجدار الفاصل. هل تذكرونه؟ -هآرتس

الساعة 09:38 ص|29 مارس 2009

بقلم: شاؤول اريئيلي

عضو ادارة مجلس السلام والامن وكان من المبادرين لمبادرة جنيف    

(المضمون: الجدار الفاصل ما زال يراوح في مكانه مليئا بالثغرات رغم الدعاية الهائلة والميزانيات الضخمة التي صرفت عليه فلماذا والى اين - المصدر).

مع مرور عشر سنوات على الانتفاضة الثانية التي قررت اسرائيل بسببها بناء الجدار الفاصل ولحظة قبل ان تقوم حكومة اولمرت باخلاء مكانها – فقط ستين في المائة من  760 كيلومترا المخططة للجدار قد بنيت. اربع ثغرات عملاقة وعشرات الثغرات الصغيرة مع المعابر التي لا يوجد تفتيش امني، ستستقبل وجه التصعيد الذي قد يحدث بسبب غياب العملية السياسية واشعال شرقي القدس من خلال اوامر الهدم المزمعة والبناء المتصاعد في المستوطنات وعدم استكمال المفاوضات حول التهدئة واطلاق سراح جلعاد شليت.

بعد العملية في المحطة المركزية في تل ابيب في عيد الفصح 2006 وجه رئيس الوزراء ايهود اولمرت اوامره الى جهاز الامن بايجاد وسيلة لاغلاق الثغرات. الا ان هذا كان امرا فارغا من المضمون. ثلاث سنوات تقريبا قد مرت والجدار ما زال مستباحا كما كان، رغم ان نائب قائد لواء القدس قال ان هذه الثغرات ستتسبب في دخول اللصوص والعمليات التخريبية في كل ارجاء البلاد. مراقب الدولة قال ان كل الاعمال في الجدار قد توقفت منذ شهر تشرين الثاني 2007.

اضافة الى الفشل الجذري المتمثل في تحديد مسار الجدار وفقا لاعتبارات سياسية واستيطانية، لم تقنع حتى اكبر مؤيدي اسرائيل – او محكمة العدل العليا رغم تفسيراتها المخففة والمرنة – من الممكن الاشارة الى ثلاثة اسباب لهذا التفريط والاهمال المتواصل.

السبب الاول يتعلق بالميزانية. في اواخر 2007 اثر حرب لبنان الثانية وتقرير بروديت، تقرر تحويل نصف مليار شيكل من ميزانية الجدار لاستخدامات اخرى في الاستخدامات الامنية. صحيح ان هذا القرار قد اوقف الضم تحت غطاء امني مثلما يحدث في منطقة بيت اريي – عوفريم، الا ان القرار المطلوب استكمال الجدار في المسار الامني قصير واكثر رخصا – لم يقبل.

السبب الثاني لتجميد البناء هو موقع الثغرات في الجدار – في المناطق التي كانت مسار خلاف بين طواقم المفاوضات الاسرائيلية والفلسطينية – في ارييئيل وكدوميم ومعاليه ادوميم وشرق غوش عصيون وجنوب صحراء يهودا.

"الثلاثية " اولمرت- باراك- لفني، امتنعوا عن حث بناء الجدار خشية رد الفعل الفلسطيني والمس بمكانة محمود عباس وبسبب الموقف الامريكي، الذي يرفض تقطيع اوصال الضفة الى كانتونات وكذلك بسبب الخوف من اهدار اموال ضخمة فوق تلك التي اهدرت بمشروع الجدار بسبب الجشع للارض وبسبب تفكير وادارة غير سليمة ومسرفة، كما جاء في تقرير بروديت. ولكن القاضة الثلاثة امتنعوا ايضا عن استمرار الجدار في مسار اخر، لانهم كانوا يؤمنون بعد بادعاءاتهم بصدد الغاية السياسية من المسار. هذا ما حدث مع تسيبي لفني التي قالت ان محكمة العدل العليا تقوم بتصميم حدود الدولة من خلال قراراتها بصدد الجدار. اما ايهود باراك فقد اوضح قائلا: "عندما نبني جدارا واضحا وتكون هناك مناطق من وراء هذا الجدار فانها لن تكون جزءا من دولة اسرائيل في التسوية الدائمة".

السبب الثالث هو عدم اهتمام الجمهور مع تراجع العمليات والشعور بان الضفة تحت السيطرة، غابت ايضا الاحتجاجات الشعبية والضغط الاعلامي اللذان حثا حكومة اريئيل شارون على اقامة الجدار.

إسرائيل قد تجد نفسها عما قريب في مواجهة موجة جديدة من العنف والارهاب الفلسطيني. ومن هنا يتوجب على الجمهور ان يطالب الحكومة الجديدة ان تستكمل الجدار بسرعة وفي مسار منطقي. على الشرطة والشاباك والجيش الاسرائيلي المطالبة بالميزانية المطلوبة لذلك والاهم – الاصرار على موقفهم المهني بصدد المسار.