"صفقة تبادل الأسرى".. مفاوضات بين حكومة هشة ومقاومة متمسكة بشروطها فمن يصمد؟

الساعة 06:55 م|12 يوليو 2021

فلسطين اليوم

كثُر الحديث في الآونة الاخيرة عن صفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال "الاسرائيلي"، وما يعزز ذلك حديث بعض المصادر اليوم أن الوفد الأمني المصري من المقرر أن يصل لقطاع غزة اليوم الاثنين لمناقشة عدد من الملفات.

كل هذا الحراك يوحي بوجود شيء ما يحاك خيوطه في الخفاء خاصة في قضية صفقة الاسرى وقضية التهدئة وانهاء الحصار المفروض على القطاع، وعلى ما يبدو أن حكومة الاحتلال الجديدة تريد أن تحرز نقاط في رصيدها من خلال المناورة وربط عدة ملفات مع بعضها مثل ربط قضية التبادل بملف الاعمار بحسب رأي بعض المحللين.

الأمر الذي أكدت فصائل المقاومة رفضه بشكل قاطع وأن محاولات دولة الاحتلال ربْط الوضع الإنساني في قطاع غزة بملفّ الجنود أمر مرفوض ولن تقبل به المقاومة.

 

المشهد السياسي لا يبشر بإتمام صفقة

الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، يعتقد أن الاحتلال يحاول الربط بين الملفات من خلال ربط صفقة تبادل الاسرى بملف الاعمار والحالة الانسانية في غزة، مؤكداً أن حكومة الاحتلال تناور في هذا الاطار من خلال ربط القضايا مع بعضها البعض.

ورأى لافي خلال حديث خاص لـ"فلسطين اليوم"، أن الاحتلال يسعى لأن تكون صفقة تبادل الاسرى خارج إطار التوافق الفلسطيني، بحيث تكون خالية من أسماء الاسرى القدامى، لافتا إلى أن احتمالية ابرام صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال والمقاومة هي احتمالية ضعيفة في هذا التوقيت بالذات.

وأوضح أن المشهد السياسي والاعلامي "الاسرائيلي" في الوقت الحالي لا يبشر بقرب الحديث عن صفقة تبادل أسرى، بسبب التناقضات الداخلية داخل الحكومة "الاسرائيلية".

وعن أسباب ضعف اتمام صفقة تبادل أسرى، يعتقد لافي، أن الحكومة "الاسرائيلية" لا تستطيع التقدم بخطوة جريئة باتجاه صفقة تبادل أسرى في الوقت الحالي لعدة أسباب منها:

- وجود احتمالية لانهيار حكومة بينت .

- اتهام نتنياهو حكومة بينت بأنها حكومة يسارية تشكل خطر على "اسرائيل".

-تركيبة حكومة الاحتلال المتناقضة تضعف من امكانية اتمام صفقة تبادل أسرى، بسبب اليمين المتطرف داخل حكومة الاحتلال، وبعض الاطراف التي ترفض اتمام الصفقة وعلى رأسها بينت.

وبين لافي أن الاحتلال بات مقتنعاً منذ صفقة شاليط أنه لا يوجد حلاً أمنياً لاستعادة الجنود إلا بصفقة لتبادل الاسرى، معتقدا بأن صفقة التبادل في حال تمت فإنها ستلبي الرغبة الفلسطينية، حيث سيتم اطلاق الاسرى ذوي الاحكام العالية، وستكون على عدة مراحل لأن الاحتلال يريد أن يعرف مصير جنوده هل هم أحياء أم أموات

 

ربط ملف الجنود بملف أخر مرفوض

من جانبها جددت الفصائل الفلسطينية تأكيدها أن محاولات دولة الاحتلال ربْط الوضع الإنساني في قطاع غزة بملفّ الجنود أمر مرفوض ولن تقبل به المقاومة.

وبينت الفصائل أن المقاومة تدير ملفّ الأسرى بشكل مريح، ولا تأبه لمحاولات الاحتلال الضغط عليها من خلال ملفّات أخرى.

وأوضحت أن الوسيط المصري يدرك أن الوفد المفاوض الفلسطيني ليس في عجلة من أمره، وأن ما يهمّه هو الإفراج عن كلّ الأسماء الواردة في القائمة التي تطالب بها المقاومة، وخاصة مَن تصفهم إسرائيل بأن أيديهم ملطّخة بالدماء

يشار إلى أن وزارة خارجية الاحتلال أكدت في وقت سابق، اليوم الأثنين12/7/2021م، أن ملف الأسرى والمفقودين كان مدار النقاش بين وزير الخارجية يائير لابيد ونظيره المصري سامح شكري خلال لقائهم اليوم في بروكسل، فيما أكدت مصادر فلسطينية أن المفاوضات الهادفة إلى التوصل لصفقة تبادل أسرى بين "إسرائيل" والمقاومة قطعت شوطا مهما لتنفيذ المرحلة الأولى في المفاوضات و إمكانية الاعلان عن ابرام صفقة ممكن أن يكون في أي وقت.

 

 

 

كلمات دلالية