من «البنيان المرصوص» حتى «سيف القدس» تطور نوعي في أداء المقاومة

الساعة 12:20 م|08 يوليو 2021

فلسطين اليوم

سبع سنوات على معركة البنيان المرصوص التي خاضتها المقاومة الفلسطينية وأنارت بها وهج القضية وباتت حاضرة على طاولة العالم، وذلك عندما قرر الفلسطينيون أن يصطفوا كـ"البنيان المرصوص" في المواجهة التي وصلت صداها اليوم إلى "حد السيف"وبقيت ماثلة في أذهان الصهاينة.

معركة "البنيان المرصوص" وصولاً إلى "سيف القدس"اجتمعت الإرادة مع الغاية فسطرت فيها المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس أروع ملاحم التضحية والفداء، وأظهرت السرايا تطور تشكيلاتها العسكرية وعلى رأسها الوحدة الصاروخية بين معركة البنيان المرصوص التي استمرت 51 يوماً وصولاً إلى سيف القدس التي استمرت 11 يوماً، وأدخلت خلال المعركة صاروخ القاسم للخدمة العسكرية لأول مرة، واستخدمت صواريخ البراق والبدر3 المطور وغيرها في دك المدن والبلدات المحتلة بمئات الرشقات الصاروخية المتنوعة.

سجلت معركة "البنيان المرصوص" تقدمًا نوعياً في أداء المقاومة، مكنها من صد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وإلحاق هزيمة مدوية بجيش الاحتلال كانت بمثابة مقدمة للهزيمة الكبيرة التي مُني بها في معركة "سيف القدس" التي افتتحتها سرايا القدس بضربة الكورنيت من خلال استهداف جيب قيادة للعدو بصاروخ كورنيت شرق بيت حانون شمال غزة.

معركة مفصلية

الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أمين حطيط أكد أن معركة "البنيان المرصوص" التي خاضتها المقاومة الفلسطينية واستمرت لـ 51 يوماً عام 2014م، شكلت نقطة تحول مفصلية ونوعية في الصراع مع العدو الصهيوني.

وأضاف حطيط خلال حديثه لموقع السرايا: أن المعركة زرعت البذور الأولى والأساسية لمعركة "سيف القدس" عام 2021م، مشيرًا إلى تطور وتمسك المقاومة بعد معركة "البنيان المرصوص" بأهمية القصف في العمق والقدرة على القتال بنفس طويل وبعدم الاستعجال بوقف إطلاق النار أو التهدئة والاستمرار في المعركة حتى تحقيق الأهداف.

زمام المبادرة

ونبه العميد حطيط، إلى اختلاف أداء المقاومة الفلسطينية بعد عام 1987م عما كان عليه سابقًا، لافتًا إلى أن المقاومة تجري بعد كل معركة تخوضها تقييما وتستفيد من الدروس والعبر وتعمل على تطوير الايجابيات ومعالجة السلبيات، مضيفًا أن ذلك تبين في المعارك التي خاضتها المقاومة.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي:" إن معركة "سيف القدس" كانت جمعًا للإيجابيات التي سجلت في المعارك التي خاضتها المقاومة في الفترة ما بين 2008م إلى 2014م، وكذلك معالجة السلبيات التي سجلت في تلك الفترة أيضًا".

وتابع:" سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية ارتكزت  بشكل أساسي على القصف في العمق وبنت دفاعاتها بشكل حرم العدو الصهيوني من التفكير بالاجتياح البري، كما أن المقاومة تمكنت من امتلاك القدرات التي تجعلها في ميدان مفتوح وتستطيع المناورة بشكل يربك ويرهق العدو وهذا ما رأيناه ورأه العالم في معركة سيف القدس، إذ يمكن القول إن المقاومة امتلكت زمام الميدان وتحكمت بمساراتها".

تراكم القوة

وحول كيف استطاعت المقاومة الفلسطينية مراكمة قوتها خلال سبع سنوات من معركة "البنيان المرصوص" رغم التصعيد والحصار، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أمين حطيط:" إن المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس تعمل بذهن المقاومة الرسالية وليست الاستعراضية، وتعمل باستراتيجية تدفيع العدو الثمن الباهظ ما يمكن المقاومة من تحقيق أهدافها الأمر الذي بدى واضحًا في المعركة الأخيرة".

وأوضح حطيط أن المقاومة تعمل دائمًا في خط تراكمي للإنجازات والقدرات وتطوير الاستراتيجيات، مؤكدًا أن مقاومة اليوم أقوى من الأمس ومقاومة الغد ستكون أقوى من اليوم، "وهذا يأتي في إطار الربط البنيوي للمقاومة والارتباط والاعتماد على محور المقاومة"، حسب قوله.

واستطرد أن المقاومة الفلسطينية في غزة تطورت كثيرًا رغم الحصار الصهيوني على القطاع، مشيرًا إلى أنها تستند لظهير استراتيجي قادر على الوصول والإمداد، عبر استنادها "لقوة ثلاثية" متمثلة بالمقاومة العسكرية الذاتية والحاضنة الشعبية والدعم الاستراتيجي من محور المقاومة.

رسم طريق الانتصار

وعدَّ العميد حطيط، أن معركتا "البنيان المرصوص" و"سيف القدس" أحدثتا ركائز أساسية في ميدان الصراع يمكن البناء عليها لرسم طريق الانتصار، بثقة المقاومة الفلسطينية بنفسها بأنها تمتلك من القدرة ما يمكنها من إيلام العدو الصهيوني.

وأكد قدرة المقاومة على كشف "عورة" العدو والثغرات في بنيته الدفاعية والديمغرافية والاقتصادية والأخلاقية، معتبرًا أن المعركتين كشفتا العدو وأظهرتا أنه مكونٌ يُهزم وليس كما يقال بأنه "لا يقهر".

ولفت إلى أنه ظهر التفاوت الكبير في زمن المعارك، مردفًا بالقول:"إن المقاومة تعمل بنفس المدى الطويل والمراوغة في الميدان، أما العدو فلا يستطيع أن يجاريها، وخلال المعارك المتعددة تبين أن الجيش يمتلك نفسًا قصيرً، وحروبه لا تمتد لأسابيع".

ملامح الانتصار في المعارك

وبشأن أبرز ملامح الانتصار التي حققتها المقاومة من معركتي "البنيان المرصوص" و"سيف القدس"، قال العميد حطيط، إن المقاومة تمكنت من تهشيم عقيدة العدو القتالية وحرمته من مبادئه الأساسية في عقيدته، وحرمت العدو من قرار الحرب والسلم متى يشاء.

وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أمين حطيط، فإن المقاومة استطاعت أن تبني قدرتها العسكرية وتؤلم العدو وتخيفه، كما حافظت على انتظامها في محور المقاومة الذي شاء العدو أن يفككها منه، مؤكدًا أن هذه ملامح انتصارت كبيرة سجلت في رصيد المقاومة على المستوى الاستراتيجي والعسكري والميداني.

كلمات دلالية