بالصور "أبو غرابة" .. مواطن غزي يُحول الخُردة إلى سيارة سباق رياضية

فلسطين اليوم

غزة/ أمل خالد الوادية :

أن يرافقك حلم الصغر حتى الكبر، وتبقى تنسج خيال أفكارك لتبتكر شيئاً فريداً من نوعه، وتصنع من اللاشيء شيئاً كبيراً، وتسافر وتخوض المغامرات وتدفع ثمناً باهضاً لتحقق ما حلمت به، ليتحول تعب جبينك إلى دموع الفرح والانتصار رغم الظروف الصعبة.

هكذا كانت حكاية فتحي سلمان أبو غرابة (46عاماً)، من سكان قرية المصدر وسط قطاع غزة، الذي لم توقفه الظروف المادية وحصار غزة عن تحقيق وصنع حلمه الذي كبر معه منذ أن كان طفلاً صغيراً، ليصنع من العدم واللاشيء شيئاً كبيراً يبهر الجميع، ليحتفل بإنجازه الأول وهو صنع سيارة رياضية من نوع (بجي) بأدوات جمعها من أسواق الخردة لكنها ذات مواصفات عالمية.

 

                               بداية الحلم

كل بداية تغلفها الصعوبات والمتاعب والمخاطر، فرغم كل ذلك لم يكل ولم يمل أبوغرابة من التوقف عن تحقيق حلمه، ليبدأ من الصفر ويصنع سيارة رياضية من اللاشيء.

يقول أبو غرابة: "منذ الصغر وأنا أحب السيارات والدراجات النارية، وأتابع بشغف عبر الانترنت صناعة السيارات، فخطرت لي الفكرة بأن أصنع سيارة رياضية من نوع (بجي) وأحقق ما حلمت به".

وتابع حديثه لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": " كانت بدايتي صعبة جداً، لا أملك أي شيء، ولا يوجد عندي ادوات ومعدات خاصة لصنع السيارة، فبدأت بشراء الأدوات الاساسية للصنع مثل (ماكينة اللحام، المقدح، المفكات، الدسك، المفاتيح)، ثم انتقلت إلى أسواق الخردة لأجمع السيارات الخربانة والمقطعة ليستغرق الأمر مني شهرين حتى وجدت الأغراض المطلوبة".

 

                              رحلة الصعوبات

تحلق في الفضاء الرحب تاركاً خلفك مسؤولية كبيرة، لتسافر وتغامر لتكمل الحلم الذي بدأت ببنائه، دون أن تكترث للثمن الباهض رغم  حاجتك الكبيرة له.

يكمل أبوغرابة حديثه الممزوج بالتحدي والقوة :" بحثت كل قطاع غزة لأجد الماتور المطلوب ولم أجده إلا بعد معاناة كبيرة رغم أنه رديء الاستخدام، وكان حصار غزة عائقاً كبيراً أمامي، فلم أجد الأدوات وقطع الغيار المطلوبة في غزة؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي يمنع من دخولها، لأسافر إلى مصر، وأشتري قطع الغيار اللازمة رغم ارتفاع سعرها".

وأشار إلى أنه واجه صعوبة كبيرة في إيجاد عجلات السيارة المطلوبة، لأن الاحتلال يمنع من دخولها لقطاع غزة، ليضطر لإستخدام عجلات مستعملة ويصنع منها سيارة حلمه.

ويضيف أبو غرابة أن الصعوبة الأكبر هي شح الإمكانيات المادية، فكان حين يحتاج لقطعة غيار غير موجودة بغزة يصنعها على يده ليستغرق في صنع السيارة من 6-7 شهور، إلى جانب إنقطاع التيار الكهربائي ليتوقف عمله حتى مجيئها.

 

استخدامات السيارة الرياضية

وأوضح أبو غرابة أن سيارته تستخدم في دول الخارج بالسباق وعلى الرمال، إذ تمتلك ماتور 1200cc   تبلغ سرعته القياسية 360 كيلو متر في الساعة، ويعمل الماتور على البنزين، مؤكداً أن السيارة لا يستطيع استخدامها في قطاع غزة لأن شوارعها غير مهيأة لسيارات سباق ولا يوجد طلبات عليها.

 رسالته وطموحه

وجه ابو غرابة رسالته إلى المؤسسات المعنية بإبداع أبناء بلدها لتتكفل بموهبته، وتدعمه في صنع المزيد من السيارات، كي يصبح قادراً على إنشاء ورشة خاصة به لصناعة السيارات ويكمل حلم الصغر، لأن طموحه لم يتوقف على صنع السيارة الرياضية فحسب؛ بل يفكر في صنع سيارات بجودة أكبر، خاتماً حديثه لمراسلة وكالة فلسطين اليوم: " احنا قادرين نصنع أشياء كتير لكن حصار غزة بمنعنا من تحقيق أحلامنا".