المقدسي أبو الحمص.. "هبوب الريح" الذي لم يوقفه تهديد وتنكيل الاحتلال

الساعة 03:27 م|03 يوليو 2021

فلسطين اليوم

يحارب الاحتلال الاسرائيلي، المقدسيين بشتى الوسائل المتمثلة بالاعتقال والابعاد والضرب وهدم البيوت وذلك في محاولة منه لكسر صمودهم ليفتح أمامه المجال للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من المدينة المقدسة.

الناشط المقدسي محمد أبو الحمص (55 عاماً) أطلق عليه أهل العيساوية لقب "هبوب الريح"، لأنه في شبابه لم يتمكن الاحتلال يوما من الإمساك به وكان يقفز بين "حواكير" القدس حاملاً الخبز والحليب لتوزيعها على الجيران.

ورغم الإصابة برصاص الاحتلال تجد الناشط أبو الحمص في جميع الفعاليات المناهضة للهدم والتهويد، مقبلا يتكئ على عكازين، ولا يفارق الميدان ويرفض التخلي عن العمل النضالي الذي بدأه مع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987.

شرف لأهل القدس

وأكد أبو الحمص أن ما مرّ بهم كعائلة هو شرف الدفاع عن الأقصى، موضحا أنه تعرض أكثر من مرة للاعتقال بما مجموعه 8 سنوات، كما أبعد عن القدس وعن بلدته العيساوية، واعتدي عليه بالضرب وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي أكثر من مرة.

وأضاف أبو الحمص أن الاستهداف انتقل منه كأب الى أولاده، فباتوا يتعرضون للضرب والاعتداء من قبل قوات الاحتلال، مؤكدا أن هذا الثمن متوقع أن يدفعه كل مدافع عن عقيدته ووطنه ومقدساته.

وأشار الى أن ابنه أنس تعرض للضرب الشديد والاعتقال، كما احتجزت ابنته لمدة 9 ساعات ثم أبعدت عن المسجد الأقصى وهو ما سيؤثر سلباً على دراستها.

هدم المنزل

وقال أبو الحمص:" استهدفوني وأولادي باستمرار وتلقيت اخطاراً بهدم لبيتي، لكن هذا لن يمنعني من المشاركة في أي حراك يستهدف الدفاع عن القدس وأحيائها عامة، فكل اعتداءات الاحتلال الممنهجة لن تفقدني انتمائي لعقيدتي ووطني ومقدساتي وسأتواجد دائما في ساحات الأقصى وباب العامود."

وشدد أبو الحمص على أنه سيبقى مقصر بحق الوطن والمقدسات، مؤكداً أنه في كل مرة يشعر بأن وجوده يستفز الاحتلال سيكون في المكان المناسب.

وأضاف: "نحن نقارع الاحتلال منذ أن ولدنا، وهذه مسيرة نمضي بها، فالأخ سيسلم لأخيه والأب لابنه وصامدون حتى زوال الاحتلال".

عائلة مجاهدة

من جهته، أكد أنس أبو الحمص نجل الناشط محمد أنه تعرض للضرب والسحل في المسجد الأقصى من 10 جنود كسروا يديه عن سبق إصرار وترصد.

وقال أنس:" أخذوني مشيا على الأقدام مسافة كيلو متر تقريبا وهم يضغطون الكلبشات على يديه المكسورة ومقيدين لها بلا أدنى رأفة، ودون ارتكاب أي ذنب"

وأوضح أن الألم كان شديد جدا، وحاول الصراخ لهم وشرح حجم الوجع الا أنه لم يلتفت لصراخه وألمه أي أحد.

وتشهد بلدة العيساوية، اقتحامات شبه يومية، من قبل قوات الاحتلال، يتخللها اعتقالات واعتداءات بالضرب، وإطلاق لقنابل الغاز المسيل للدموع وسط المنازل الفلسطينية المكتظة بالسكان.

كلمات دلالية