نزار بنات.. مداد النور والدم.. كيف تكون وريثًا لسيد الشهداء!! بقلم الاسير اسلام حامد

الساعة 08:57 ص|29 يونيو 2021

فلسطين اليوم

من النادر في التاريخ أن يُذكر هذا المقام، فكما الحديث النبوي" (سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ، فَقَتَلَهُ) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا إذًا حمزة رضي الله عنه قبل كل شيء؟

لأنه السيف الذي هزّ أركان الوجود، وانتصر للمظلوم دون عهود، وقال كلمة الحق أمام طغيان الظالمين، وحارب حتى أتاه اليقين.

لذلك، من قام مقام الشهادة ورفع لواءها، واقتدى بسيدها حمزة، فإنه حامل السيف الذي لا ينثني، البادئ بموته حياة الشهادة، التارك حجة من الله للناس في خلقه.

وعطفًا على سيد الشهداء، فحامل النور يقف وحيدًا في صحراء العاديات أمام قسوة المشهد ويأس اللحظة، ليقول كلمة الحق في وجه سلطان ظالم، لم يكن وقوفه هذا إيذانًا برخصة سفك دمائه، بل قيد الصحراء الذي ألهب مشاعره، فتحرك الوجدان كما الجبل الصامد في وجه الريح.

نزار، لم تكن كهؤلاء الذين وقفوا طويلًا أمام هول اللحظات الأليمة متمعنين في بطون النصوص والمتون عن مخارج السياسة البلهاء، يبحثون فيها عن درء المفاسد أولى من جلب المصالح، وتقديرات المواقف الجوفاء، استجابةً للمصالح المرسلة على البذل والعطاء.

إن هروب هؤلاء اليوم هو هروب الذل والخنوع، في حين كنت مقتحمًا بحور الظلمة مقتحمًا نحو الحرية.

لماذا الخوف من الذين يلوذون بأفكارهم للموت؟

لأن الفكرة التي تسقى بالدموع والدم تبقى حيةً أقمارًا بين النجوم، يصرخ ويعلن في وجوهكم: أنا الحر وريث الشهداء، من يُضرب بالسوط رفضًا للخنوع والذل.

ها هي قبلة الشهداء نحو السماء بابها.

عروج الشوق للعلياء لمجاورة الرسول الأعظم والأسياد الشهداء.

يا جلادي لا تهنأ اليوم بنزف دمائي ودمع أحبابي ويتم أولادي.

فسيفي صليل، وزندي ثقيل، وجمعي ظهير.

أنا تراب القدس أثور في رحاها، وشجر زيتون غرس في ثراها.

لن أجلي الزعيم للناس، ولن أحليه لعيونهم، ولن أصبح بحمده صباح مساء.

فلقد حطمت أصنام قريش، ولم يبقى منها سوى سمات الجهل.

فإذًا، لن أقف عبدًا أمامكم.

أنا شهيد كل الغزوات.

لم أنحني يومًا ذلًا لتلك السقطات.

أموت واقفًا صارخًا دون استسلام: إلهي حررني من سجون الظلمة، وأجج نار الكرامة فيّ، وأنقش على قلبي معنى اليقين، وارسم بسمتي الحنون على كل المحبين.

أنا سيد الشهداء اليوم!!

كلمات دلالية