خبر العرب المستباحون ..افتتاحية الخليج الإماراتية

الساعة 09:01 ص|27 مارس 2009

من فلسطين إلى لبنان، إلى سوريا، والسودان، وقبلها مصر والأردن (قبل كامب ديفيد ووادي عربة) وبينها العراق (ضرب مفاعل تموز)، ها هي دائرة العدوان الصهيوني تتسع لتشمل رقعة الوطن العربي كله تقريباً، في استباحة متواصلة للسيادات العربية والأجواء العربية والبحار العربية، وأولاً وأخيراً الأمن القومي العربي المفقود منذ زمن.

 

الغارة العدوانية على قافلة شاحنات شرقي السودان الشهر الماضي والذي سبقه، والتي افتضح أمرها أمس، مثل الغارة العدوانية على “موقع الكبر” في سوريا العام ،2007 عملية إرهابية بامتياز، سواء نفذتها “إسرائيل” مباشرة، أو بتسهيل أو بتغطية أو بمساعدة من حليفتها وشريكتها وحاميتها الولايات المتحدة الأمريكية.

 

العدوان على سوريا كان في زمن جورج بوش الابن، والعدوان على السودان يبدو أنه كان على مرحلتين في أواخر عهد بوش وفي مطالع عهد باراك أوباما، وفي الحالتين ثمة أرض عربية استبيحت. وكما بعد الغارة على سوريا ها هو العدو الصهيوني، أثر الغارة على السودان يتبجح ب “الإنجاز”، ويعلن إيهود أولمرت “أننا نعمل في أي مكان يمكننا فيه ضرب قواعد “الإرهاب”، ونوجه ضربات في أماكن بعيدة وقريبة تؤدي الى تقوية وزيادة الردع”. ثم يضيف “بإمكان أي واحد أن ينّشط مخيلته، ومن ينبغي عليه أن يعرف فإنه يعرف”.

 

السودان المستهدف بالفتن والحروب، مستهدف أيضاً بالعدوان الصهيوني، وكان في زمن بيل كلينتون مستهدفاً بعدوان مباشر. وقبل ذلك تعرضت ليبيا لعدوان أمريكي. كما تعرض العراق لغزو أمريكي وما زال محتلاً حتى الآن. والتهديدات “الإسرائيلية” ضد لبنان وسوريا لا تتوقف. والإرهاب الصهيوني في فلسطين حالة يومية. والمكائد الصهيونية مضمرة ومعلنة ضد الأردن وضد مصر على الرغم من معاهدتي “وادي عربة” و”كامب ديفيد”. وتصريحات أفيغدور ليبرمان تهديداً للسد العالي وضد الرئيس حسني مبارك ما زالت ترن في الآذان.

 

إلى متى تبقى الحال العربية على ما هي عليه؟ ومن يوقف هذه الاستباحة للوطن العربي في كل اتجاهاته، من أمريكا ومن “إسرائيل”، مداورة أو بشكل مشترك؟ وهل ثمة نية في إحياء الأمن القومي العربي، بعدما أثخن بالجراح؟

 

قضية حبذا لو تضيفها الجامعة العربية إلى جدول أعمالها وأعمال القمة العربية المقبلة.