الشهيد «أحمد عمار»: مجاهد لا يهاب الموت ولا يخشى الردى

الساعة 06:42 م|21 يونيو 2021

فلسطين اليوم

إن أثمن الصفقات التي تمت وتتم على أرضنا المباركة حتى قيام الساعة، هي الصفقة التي تمت بين المجاهدين وربهم تبارك وتعالى، فقد باعوا أنفسهم والله اشترى على أن يكون الثمن الجنة، فلا تراهم آبهين أو ملتفتين إلى متاع الدنيا وزخرفها، بل سخروا حياتهم وطاقاتهم وأموالهم رخيصةً في سبيل الله تعالى.

شهيدنا المجاهد أحمد كامل عبد الكريم عمار، وهبَ نفسه ابتغاءً لمرضاة الله وإعلاءً لكلمته ونصرةً لمسرى نبيه الكريم، ففاز بالجنة وربح هذا البيع بإذن الله.

بزوغ الفجر

مع صيحات آذان الفجر المبارك، تزين مخيم البريج وسط قطاع غزة بثوب الفرح لاستقبال الشهيد المجاهد أحمد كامل عبد الكريم عمار، حيث تفتَّحت عيناه وأطل نور وجهه الجميل يُضيء حاراتها وأزقتها يوم الثاني من شهر فبراير من العام 1988م.

درس شهيدنا المجاهد أحمد مراحل تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس البريج، ثم حصل على شهادة الثانوية العامة "التوجيهي" من مدرسة فتحي البلعاوي، وكان طالباً مُؤدَّباً ومجتهداً، أحبه زملائه في المدرسة، ونال ثقة معلميه.

ونظراً لظروف الحياة الصعبة التي يعيشها قطاع غزة جراء الحصار الصهيوني، حالت دون إكمال مسيرته التعليمية، فانطلق يسعى في أرض غزة بحثاً عن عملٍ يُوفِّر له ولعائلته قُوْتَهُم ولقمةَ عيشهم ليُوفِّر لهم حياة كريمة.

تزوج شهيدنا المجاهد أحمد عمار في العام 2009م من زوجته الصالحة وكانت نِعم الزوجة المُحافظة على أسراره وتفاصيل عمله، ورُزِق منها بثلاث أبناء.

وكان الشهيد أحمد نِعم الزوج الصالح، العطوف على زوجته، والحنون على أطفاله، والبار بوالديه، والليِّن في تعامله، والصادق في حديثه.

رجل الأفعال

بدوره قال حمزة صديق الشهيد أحمد عمار:" كان صديقي أحمد تقبله الله خير صديق وأوفى أنيس، عرفناه بصدقه وانتمائه وطيبته وتواضعه وأخلاقه الرفيعة".

ويُضيف خلال حديثه لموقع السرايا: شهيدنا المجاهد أحمد كان رجل الأفعال لا الأقوال، مُتقِناً لعمله على أكمل وجه، واتصف بالسِّرية والكتمان في أموره كلها وخاصة عمله الجهادي".

في صفوف السرايا

تعلق قلب شهيدنا المجاهد أحمد عمار منذ نعومة أظفاره بالمساجد، وكان يحرص على أداء الصلاة في موعدها، عابد، زاهداً، مُلازماً للمساجد، فكل ركنٍ وكل صفٍ وكل مُصَلٍ بمسجد الرحمن بمخيم البريج شاهدٌ على هذه الهمة الكبيرة والالتزام المبارك.

وأمام هذه الهمة والعزيمة العالية، التحق شهيدنا محمد عام 2010م بندوات وحلقات الإيمان والوعي والثورة التي تُشرف عليها حركة الجهاد الإسلامي، وأبدى التزاماً واضحاً ومشاركةً فاعلةً في أنشطتها وفعالياتها كافةً.

وشارك شهيدنا أحمد في معظم فعاليات ونشاطات الحركة من مسيرات ومهرجانات وندوات ولقاءات وكان بحق مثالاً للشاب الملتزم بحركته والمنتمي إليها قلباً وقالباً وقولاً وفعلاً.

وفي مطلع العام 2011م، انضم إلى صفوف سرايا القدس، وذلك بعد أن قام بالاتصال على إخوانه في قيادة السرايا وألح عليهم إلحاحاً شديداً أن يقبلوه مجاهداً ضمن صفوف المجاهدين، حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية والحركية والميدانية، وتدرج في عمله الميداني حتى نال ثقة قيادته، مما أهَّلَهُ ليكون أحد مجاهدي جهاز الاستخبارات العسكرية لسرايا القدس بلواء الوسطى.

وأثبت شهيدنا أحمد عمار اتقاناً وتفانياً في عمله، ويُسجَّل له مشاركته في المعارك التي خاضتها سرايا القدس ضد الاحتلال الصهيوني، حيث كان خير مددٍ لإخوانه المجاهدين بالمعلومات والتحليلات والبيانات حول بيئة العمليات للعدو الصهيوني، في أوقات السلم والحروب، والتي تُفيدُهم في عملهم الجهادي وخططهم العسكرية.

قصة استشهاده

في يوم الخميس الموافق 27-5-2021م، كان شهيدنا المجاهد أحمد كامل عمار على موعد مع تحقيق أمنيته، ونيل أسمى غاياته في هذه الدنيا، كان على موعد مع الشهادة في سبيل الله، حيث ارتقى مُتأثراً بجراحٍ أُصيب بها جراء قصفٍ صهيونيٍّ غادر استهدفه شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة خلال معركة سيف القدس، لينال الشهادة التي كان يتمناها، ليلحق بركب إخوانه الذين سبقوه بعد رحلةٍ جهاديةٍ مشرِّفةٍ.

كلمات دلالية