الشهيد "أحمد صباح": صولات وجولات في ميادين الجهاد

الساعة 02:05 م|20 يونيو 2021

فلسطين اليوم

الشهداء هم الأطهار الذين يروون بسيول دماء أكابدهم الأرض العطشى، دائما ما يلبون النداء عندما تناجي الثورة أرواحهم، فيتحركون بغريزة الفداء التي غرستها مدرسة الإيمان والوعي والثورة فيهم، قدموا أرواحهم رخيصة فداء للدين والوطن، فتصدوا للهجمات الشرسة وسبحوا ضد تيار السلام المدنس، فكانت لهم الشهادة أجمل وسام، ضحوا وجاهدوا، فلاحقتهم ترسانة العدو الصهيوني بالقتل والدمار، فكل ذنبهم أنهم امتشقوا الحسام دفاعاً فلسطين والإسلام العظيم، فعندما نلوح براية الفخار، فثمة فارس يحمل اللواء إلى القمم، حيث تقترب السماء من أكتاف المجاهدين، وعندما يعلن الفجر تنفسه، فإنه يعلن عن ارتقاء شهيد.

أحمد زياد صباح الشهيد الثائر الذي أنذر حياته للجهاد، رابط وأعد وجهز، فمن الرباط وحفر للأنفاق وصولا الى إطلاق الصواريخ والقذائف على مواقع ومغتصبات العدو الصهيوني ليحولوا أرض فلسطين برباطة جأش المجاهدين إلى مشاريع شهادة.

ميلاد الفارس

لعائلة مجاهدة معطاءة تعود جذورها لقرية الجية المهجرة عام 1948م وتسكن في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ولد الابن البكر للعائلة الشهيد المجاهد أحمد زياد صباح بتاريخ 13 نوفمبر 1992، فترعرع على الأخلاق الحميدة ونشأة نشأةً إسلامية في المساجد، فكان رجلاً رغم صغر سنه.

درس الشهيد أحمد صباح المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في المخيم والمرحلة الثانوية في مدرسة الشهيد أحمد الشقيري، وحصل على شهادة الثانوية العامة، ليلتحق بعدها بكلية المجتمع ودراسة التربية الرياضية.

تزوج شهيدنا المجاهد أحمد صباح من زوجته الصابرة قبل 10 أشهر من استشهاده وزفافه إلى الحور العين مرة أخرى.

صاحب الأخلاق العالية

يقول والد الشهيد أحمد صباح خلال حديثه لموقع السرايا:" كان الشهيد أحمد ابنا باراً يؤثر على نفسه من أجل إرضاء الآخرين، وتميز بعلاقاته المتميزة مع الأصدقاء والجيران وكذلك المجاهدين في الميدان، وعرف بطاعته لي ولوالدته ومساعدة إخوانه، فأحبه كل من عرفه، فكان يألف ويؤلف، وحظي باحترام ومحبة كل من عرفه أو تعامل معه داخل المنزل وخارجه".

ويضيف: كان الشهيد أحمد رحمه الله صاحب أخلاق عالية ودائم النصيحة في المجالس ويوصي الشباب وعائلته بالصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسير على ردب الشهداء لنيل إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة.

السعي إلى الجهاد

من جهته قال محمد صباح شقيق الشهيد أحمد لموقع السرايا:" كان أخي يؤثر على نفسه لمصلحة الآخرين، فأنشأ لنفسه علاقةً قويةً ومتينةً مع العائلة والأصدقاء، فكان يشارك الجميع في كل مناسباتهم، ويحرص على زيارة رحمه وأقاربه، وكان الأحب إلى عائلته والأقرب لشقيقاته ولي أيضا فهو الحريص على مصلحتي ودراستي، وكان دائما ما يحثني على العلم، لأن العلم هو سلاح الأمم.

ويتابع شقيق الشهيد:" أحب أحمد الجهاد في سبيل الله، بل وعشقه، فكان منذ صغره يحلم بمقارعة الاحتلال، فألح على إخوانه المجاهدين من أجل الانضمام إلى صفوف سرايا القدس فكان له ما أراد، فحرص على السمع والطاعة وسابق المجاهدين إلى ميدان الجهاد والتضحية والإعداد، وأحسن الصنيع في المعارك التي شارك فيها مع إخوانه المجاهدين وقد رأينا ما صنعه في معركة سيف القدس من خلال دكه مواقع ومغتصبات العدو بالصواريخ والقذائف، كما كان يسعى دائما لنيل الشهادة في سبيل الله".

مشواره الجهادي

الثائر الهادئ الصامت، فخلف هذا الصمت والهدوء حكاية مجاهد ثابت، عازم على المضي مجاهدا مرابطاً في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجناحها العسكري سرايا القدس، حيث سلاح المدفعية الذي هو شارة عز وفخار لكل من انتمى له فهو السلاح الذي لطالما قال كلمته في ميدان المعركة.

ففي العام 2011م انضم الشهيد المجاهد أحمد صباح إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مشاركا إخوانه في الحركة الفعاليات الحركية وملتزماً بأداء الصلوات الخمس في مسجد الشهيد شادي مهنا، فعمل في الانشطة السياسية في المسجد، كما برز دوره في اللجنة الاجتماعية والاعلامية وكذلك اللجنة الرياضية والتي كان مسؤولاً عنها.

والتحق الشهيد أحمد بوحدة التعبئة التابعة لسرايا القدس عام 2015م، وأنهى العديد من الجلسات الدينية والورش العلمية والدورات العسكرية بتقدير مميز، فكان عند حسن ظن قيادة وحدة التعبئة وسرايا القدس في لواء الشمال، ليلتحق بعدها في صفوف سرايا القدس.

ونظراً للياقته البدنية العالية وحسن خلقه وكتمانه لسره، وقع الاختيار عليه ليكون أحد مجاهدي سلاح المدفعية، حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية المكثفة بتخصص سلاح المدفعية.

وخلال مشواره الجهادي شارك الشهيد المجاهد أحمد صباح في تربيض الصواريخ، وشارك إخوانه المجاهدين في دك المواقع والتحشدات العسكرية والمغتصبات في غلاف غزة بحمم قذائف الهاون.

كما كان للشهيد أحمد دور بارز خلال معركة سيف القدس، حيث شارك إخوانه في دك موقع إيرز العسكري بقذائف الهاون عيار 120ملم، وأشعل لهيب النيران في مبنى المخابرات الصهيونية، ليعترف العدو بعد ذلك بإصابة عدد من جنوده اثنين منها خطيرة جراء قصف السرايا لموقع إيرز العسكري.

موعد مع الشهادة

فور إعلان سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية النفير العام في صفوف مجاهديها للرد على جرائم العدو الصهيوني بحق المقدسيين وحي الشيخ جراح ودفاعاً عن المسجد الأقصى، حمل شهيدنا الثائر لواء المعركة، فأمطر المغتصبات الصهيونية بحمم قذائف الهاون التي قضت وأوجعت وشلت أركان كيانهم الهش.

ففي تاريخ 17-5- 2021م، كان الشهيد المجاهد أحمد صباح على موعد مع لقاء الله، حيث باغتته طائرات الاحتلال الصهيوني واستهدفته في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ونال شرف الشهادة بعد دكه مواقع ومغتصبات العدو بقذائف الهاون، ليرتقي شهدينا أحمد شهيداً مدرج بدمائه ويلقى الله شهيداً مقبلاً غير مدبر، رحل الشهيد أحمد وتبقى سيرته وجهاده مصدر إلهام لعشاق الشهادة والانتصار.

كلمات دلالية