خبر الذهاب الى المعارضة المنتخب ضد الناخب- يديعوت

الساعة 10:41 ص|26 مارس 2009

بقلم: دوف فايسغلاس.. مستشار رئيس الوزراء شارون

حسنا فعل مؤتمرو حزب العمل حين ارسلوا حزبهم الى الحكومة. هذه بدقة هي غاية الحزب بعد الانتخابات – التطلع الى اقامة الحكومة الافضل في اقصر وقت ممكن.

معظم الجمهور غير معني بالاحزاب كقيمة بحد ذاتها. بالنسبة لمعظم الناس، الحزب هو وسيلة لاقامة حكومة. نسبة هامشية جدا من اوساط المواطنين نشيط او مشارك في الحياة الحزبية او يكلف نفسه العناء بالنسبة لمصير او مستقبل الحزب.

معظم الناس لا يتذكرون الاحزاب الا في موعد قريب من الانتخابات، وذلك لان التصويت للحزب هو السبيل الوحيد المعروف لاقامة حكومة. ليس للناس اي مصلحة في خطط "اعادة بناء" حزب ما، واحد لا يكرس تفكيرا لاعتبارات "المدى البعيد" لحزب ما اخر، لفرصه في "اعادة البناء" او في "البناء الحقيقي" وما شابه من تعابير يكررها من خدع جمهوره: فقد انتخبوا كي يجتهدوا ويعملوا بكد لاقامة حكومة، ورغم ذلك ادمنوا على العاب القوى والغرور الشخصي بينهم وبين انفسهم ومع انفسهم. وبدلا من ان ينفذوا، وعلى الفور، ما كلفوا به ويقيموا حكومة جيدة تؤدي مهامها قدر الامكان، "يستعدون كما ينبغي" و "يبنون انفسهم من جديد" استعداد للانتخابات المرتقبة في المستقبل.

للجمهور مصلحة هائلة كيف ستبدو الحكومة وذلك لان حياته، عمليا، في يدها. معظم الجمهور قلق اليوم مما يجري في الاقتصاد، في الامن، في التعليم، في الجريمة المستشرية، فيما من شأنه ان يحصل بعد شهر، بعد ستة اشهر او بعد سنة، امور معالجتها هي بيد الحكومة. الجمهور يريد ويحتاج الى حكومة ولا يقلقه مصير هذا الحزب او ذاك بعد عدة سنوات.

معظم المصوتين للاحزاب الصهيونية (وبتقديري قسم كبير من ناخبي الاحزاب العربية) يريدون رؤية منتخبيهم يؤدون مناصب في الحكومة. الناخبون يريدون منتخبيهم في مواقع التاثير العملية وينشغلون في ادارة شؤون الدولة. الجمهور لا ينتخب حزبا كي يذهب الى المعارضة او يخدمه من داخل المعارضة، لانه من هناك لا يمكن خدمة احد.

بالنسبة للجمهور ليس للمعارضة اي معنى. وهو لا يعنى او يهتم بها ليس لها اي تاثير على حياته، وبطبيعة التعريف لا تجري فيها بشكل عام امور مجدية او ذات اهمية. فالقرارات تتخذ في الحكومة وفي الائتلاف.

كتلة تقلصت – املت بعشرات المقاعد في الكنيست وحظيت بقليل منها – محظور عليها ان تعاقب ناخبيها في السير الى المعارضة. اولئك الذين صوتوا لها يريدونها في الحكومة، حتى في تركيبتها المقلصة. جملة "الجمهور يريدنا في المعارضة" هي ذريعة للمنتخبين المنشغلين بانفسهم والذين خانوا ارادة وثقة اولئك الذين ايدوهم وانتخبوهم.

الناخبون، مهما كان عددهم من حقهم ان يحصلوا على كل جهد ممكن للانخراط في الحكومة. ليس بكل ثمن، ولكن لجهد معقول. لهذا الغرض انتخبوا ولهذا الغرض انتخبوا.

مهمة المعارضة هي الاشراف والرقابة على نشاط الحكومة، ظاهرا، اما عمليا فهي تنشغل بالمحاولات المتكررة لاسقاط الحكومة، من اجل استبدالها. بحيث انها هي المعارضة تكون الحكومة. لا يوجد اي رسالة او قدسية في لعبة الكراسي السياسية، ومعظم الجمهور لا يأبه ابدا بمساعي "التنحية" من جانب المعارضة.

عندما تؤدي حكومة ما مهامها كما ينبغي، والجمهور، او معظمه – يكون راضيا عن نشاطها، فان مناورات المعارضة وباقي الاحابيل السياسية تحظى بشكل عام بقدر كبير من التحقير الجماهيري. ليس لدى احد الصبر والوقت للالعاب الزائدة. الحياة في البلاد صعبة، معقدة ومليئة بالمخاطر والمشاكل والجمهور يريد قيادة ناجعة، تدير وتقود، تقوم على اساس افضل الاشخاص وتتصدى بنجاح قدر الامكان، لتحديات الوجود الاسرائيلي.