خبر مستقر، حيوي وبارد-هآرتس

الساعة 10:39 ص|26 مارس 2009

بقلم: اسرة التحرير

اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر تحل اليوم الذكرى الثلاثين للتوقيع عليه. ظاهرا، هناك شيء ما غير طبيعي في احصاء سنوات وجود اتفاق السلام. فمجرد العملية تلمح لانعدام الثقة، او على الاقل العجب من انه لا يزال صامدا. بالفعل، فان للتساؤل ما يستند اليه. فقد وقعت مصر على اتفاق سلام مع اسرائيل رغم الضغوط الهائلة التي مارستها عليها الدول العربية والمقاطعة الطويلة التي فرضتها عليها. وهي تمسكت في الاتفاق حديث العهد نسبيا حتى عندما اجتاحت اسرائيل لبنان، وبعد ذلك عندما اندلعت الانتفاضة الاولى وبعدها الانتفاضة الثانية. وبين هذه وتلك فرضت على ياسر عرفات التوقيع على اتفاقات اوسلو ومنحت تسويغا لاتفاق السلام مع الاردن.

اصرار الرئيس حسني مبارك على ان يرى في اتفاق السلام ذخرا استراتيجيا مصريا، جعله في السياق رافعة سياسية شديدة القوة شقت الطريق لتصميم المبادرة العربية التي جعلت السلام مع اسرائيل خيارا استراتيجيا عربيا. وفي نفس الوقت منح السلام مصر امكانية التفرغ للتنمية الاقتصادية، لتحديث وتطوير جيشها، والتمتع بحلف اقتصادي وسياسي مع الولايات المتحدة.

بالفعل، هذا اتفاق بارد، لم يحظ بعناق شعبي مصري او تأييد من النخب الثقافية. العلاقات مع مصر تختلف عن العلاقات التي لاسرائيل مع دول اوروبا او الولايات المتحدة وتنقص الصلة الثقافية، السياحة المتفرعة والتعاون الاقتصادي. ولكن بالمقابل، الولايات المتحدة والدول الاوروبية لم تكن في اي يوم من الايام عدوا لاسرائيل.

يخيل احيانا ان اسرائيل تقرر وضع السلام مع مصر قيد الاختبار. سياسيون، بمن فيهم وزير الخارجية المرشح افيغدور ليبرمان ، يهددونها، يقترحون مهاجمة اهداف استراتيجية فيها او مجرد يسبون رئيسها. وهم ينسون بان اتفاق السلام ليس جميلا تصنعه اسرائيل لمصر، وان الانجازات السياسية والامنية التي حلت في اعقابه لا يمكن لها ان تعد امرا مسلما به.

الاتفاق مع مصر لا ينقطع عن الواقع في الشرق الاوسط، ولا سيما عن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. اذا كان استقرار الاتفاق ليس موضع شك، فان جودته ونوعيته، ولا سيما "مدى سخونته"، ستواصل كونها متعلقة باستعداد اسرائيل لدفع سياقات سياسية جدية مع الفلسطينيين ومع سوريا الى الابد.