خبر قاضي القضاة يحذر من الاستيطان الإسرائيلي الهادف لإفراغ أهالي القدس ومقدساتها

الساعة 08:40 ص|26 مارس 2009

 

فلسطين اليوم- القدس

حذر الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين، رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من معاناة المدينة المقدسة التي تمثل القبلة الأولى للعالمين العربي والإسلامي، جراء ممارسات احتلالية تهدف إلى إفراغها من أهلها وتحويلها إلى مدينة ذات أغلبية يهودية مركزية، وإن الاستيطان الإسرائيلي يبتلع المدينة ومقدساتها.

 

وجاءت أقوال الشيخ التميمي ردا على عزم بلدية الاحتلال الإسرائيلي بناء حيين استيطانيين في حي الشيخ جراح وبلدة أبو ديس، مشيراً إلى أن النواة الاستيطانية في حي الشيخ جراح  قد أقيمت فعلا قبل أكثر من ثلاث سنوات، حيث سيطر اليهود المتطرفون على خمسة منازل  تتاخم مقام الشيخ السعدي، الذي يطلق المتطرفون اليهود عليه اسم 'قبر الصديق شمعون'.

 

وأضاف، أن هذا الحيّ الاستيطاني، سيتم ربطه غرباً بحيّ المتزمتين اليهود المعروف بـ'حيّ ميئا شعاريم' عبر تواصل ديموغرافي واستيطاني في المنطقة الواقعة بين الشيخ جراح 'وميئا شعاريم' والمعروفة بـ'كبانية أم هارون'، وسيكون واحداً من سبعة عشر حياً استيطانياً صغيراً تتاخم البلدة القديمة، وتشكل ما يشبه طوقاً من الاستيطان يحكم القبضة الإسرائيلية على القدس القديمة.

 

أما بالنسبة إلى الحي الاستيطاني المنوي إقامته في أبو ديس، فأكد قاضي القضاة أنه يهدف إلى منع أي تواصل ديموغرافي فلسطيني بين البلدة القديمة، وبلدتي أبو ديس والعيزرية، كما ستؤدي إقامته إلى خلق تواصل مع الأحياء الاستيطانية في منطقة حي رأس العامود وحي جبل المكبر، عدا عن أنه سيشكل جسراً يربط مستعمرة 'معاليه أدوميم' المقامة على أراضي  العيزرية وأبو ديس بمركز البلدة القديمة، وبالتالي إحكام الطوق الديموغرافي الاستيطاني على المدينة المقدسة.

 

وأوضح الدكتور التميمي أن كل الإجراءات التي اتخذتها حكومة الاحتلال والمؤسسات اليهودية التابعة لها ضد القدس والتضييق على أهلها وتهجيرهم منها رغمًا عنهم بفرض الضرائب الباهظة وسحب هوياتهم ومصادرة أراضيهم وإقامة الأحياء اليهودية عليها وإقامة جدار الضم والتوسع حولها وإحاطتها بالمستوطنات هي إجراءات باطلة.

 

وحذر من أن الوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة بات مهدداً بالفناء جراء الخطط الإسرائيلية الممنهجة التي تهدف إلى تصفية كل ما هو فلسطيني في المدينة المقدسة، مبيناً أن القدس هي عاصمة دولة فلسطين الدينية والسياسية والروحية، ولا حق لليهود فيها وهي مدينة محتلة كسائر المناطق الفلسطينية والعربية التي احتلت عام1967م،.

 

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تزييف التاريخ وطمس المعالم العربية والإسلامية للمدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبالأخص المسجد الأقصى المبارك منذ احتلالها العام 1967، منتهكةً بذلك الاتفاقيات والمواثيق الدولية والقرارات التي تنص على أن القدس مدينة محتلة، ولا تنطبق عليها قوانين الاحتلال الإسرائيلي.

 

 وناشد الشيخ التميمي المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو تحمل مسؤولياتهم التاريخية والإنسانية والوفاء بالتزاماتهم تجاه مدينة القدس ومقدساتها لمنع حكومة الاحتلال الإسرائيلي من المضي في تنفيذ مخططاتها بحق الأمة الإسلامية وأعز مقدساتها.