بالصور القائد الميداني قريقع.. رفيق الشهداء القادة وحافظ وصاياهم

الساعة 05:11 م|08 يونيو 2021

فلسطين اليوم

في ميادين العزةِ والكرامة والإباء يمضي حراس وحماة الوطن والعقيدة والمقدسات حاملين أرواحهم علي أكفهم وأنفسهم تواقةً للحاق بركب الأطهار والمخلصين حيث جنان الخلد والنعيم.

إنهم رجال سرايا القدس الذين لم يفكروا بحياة الرفاهية، ولم يلتفتوا لهذه الدنيا الفانية، فقد تركوا كل ملذات الدنيا وكان جل تفكيرهم كيفية الوصول إلى الجنة وكيفية حصولهم على شرف الشهادة، فشمروا عن سواعدهم وحملوا بنادقهم وصواريخهم وأصبحوا يسابقون الريح في العمل رغم عتمة وعثرات الطريق.

الشهيد القائد الميداني "كمال تيسير قريقع" يرتقى شهيداً على طريق القدس ملبياً ومنتصراً لنداء القدس في معركة سيف القدس.

ميلاد الفارس

ولد الشهيد القائد الميداني كمال تيسير سلمان قريقع في العاشر من شهر أكتوبر للعام 1987م, في حي الشجاعية بمدينة غزة, لعائلة مجاهدة مقدامة قدمت العديد من أبنائها أسرى وجرحى وشهداء على طريق القدس فكان من بينهم شقيقه الشهيد كامل من مجاهدي وحدة الهندسة والتصنيع الحربي بـ"لواء غزة" واستشهد بتاريخ 4-5-2017م متأثراً بجراحه التي أصيب بها أثناء الإعداد والتجهيز، وابن عمه الشهيد القائد الميداني حازم قريقع الذي استشهد بتاريخ 9-3-2012م في قصف صهيوني خلال معركة بشائر الانتصار.

تلقى شهيدنا كمال قريقع تعليمه الإبتدائي والإعدادي والثانوية العامة في مدارس حي الزيتون فكان من الطلبة المتفوقين في دراسته, محبوباً بين أساتذته وزملائه في الدراسة، وتزوج شهيدنا من ابنة عمه ورزقه الله منها بأربعة من الأبناء والبنات.

على موائد القرآن

بين أروقة مسجد الفضيلة وعلى موائد القرآن والجلسات الدينية كبر وترعرع شهيدنا كمال, حتى أصبحَ من رواده الذين لا ينقطعون عنه, كما كان شهيدنا شديد الحرص على أداء الصلوات في المسجد ولاسيما صلاة الفجر التي كان يحث إخوانه وأصدقائه على الالتزام فهي معيار المجاهد الملتزم بالنسبة له.

الابن البار والزوج الحنون

الابن البار الخلوق المطيع لوالديه الحنون عليهم هذا ما وصفت به والدة الشهيد كمال قريقع خلال حديثها لموقع السرايا عن نجلها التي لم تذكر في يوم من الأيام أنه عصى لها أمراً, فكان دائماً يلبى كل احتياجاتها خدوماً ومطيعاً لها في كل الظروف والمواقف, كريماً مع الجميع صاحب ابتسامة دائمة لا تفارق وجهه.

كان شهيدنا محباً لزوجته, وأبنائه لا يبخل عليهم بشيء ولا يجعلهم يحتاجون شيئاً, شديد الاهتمام بهم والخوف عليهم, فكان في كل وقت وبمجرد أن يخرج من المنزل يوصى والدته وزوجته بأبنائه.

أما عن علاقته مع إخوته فكانت قوية جداً أشبه بالحبل المتين ملؤها الحب والود والاحترام, فكان حنوناً عليهم محباً لهم إلى حد لا يمكن وصفه ودائماً يرسم الابتسامة على وجوههم يمازحهم ويلاعبهم ويسامرهم.

كما كانت علاقته مع جيرانه وأقاربه متميزة أحبه من عرفه ومن لم يعرفه, وكان يصل رحمه بصورة دائمة ويزور أقاربه وجيرانه يقف معهم في أفراحهم وأحزانهم, ويساعدهم في أي أمر يحتاجونه, يسامح من أساء إليه ويعفو عن من أخطأ بحقه.

في صفوف الجهاد والمقاومة

تعلق قلب شهيدنا القائد الميداني كمال قريقع منذ صغره بحب الجهاد والمقاومة والمجاهدين, وكان دائماً ما ينظر ويشاهد بطولات المجاهدين وعملياتهم ضد العدو الصهيوني, فقرر شهيدنا الانضمام إلى صفوف المقاومة فكان خياره الذي انتمى إليه حركة الجهاد الإسلامي مع مطلع العام 2001م, فبرز في صفوف الحركة وأصبح من أبنائها الفاعلين.

لم يَرُق لشهيدنا كمال أن يكون في صفوف القاعدين المتخلفين عن الجهاد, فألح على إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي أن تتسنى له الفرصة للالتحاق في صفوف سرايا القدس, وبعد إصرار شديد ونظراً لالتزامه الديني والأخلاقي وهمته العالية قرر إخوانه انضمامه إلى صفوف مجاهدي السرايا.

حيث انضم شهيدنا كمال قريقع في العام 2003م إلى صفوف سرايا القدس, بعد تلقيه العديد من الدورات العسكرية والقتالية التي أهلته لأن يكون مقاتلاً شرساً عنيداً صامتاً.

شارك شهيدنا في صد الاجتياحات والتوغلات الصهيونية في المناطق الشرقية لقطاع غزة كما شارك في تنفيذ العديد من المهام الجهادية برفقة إخوانه المجاهدين في سرايا القدس.

أبلى شهيدنا كمال بلاءً حسناً في المعارك والجولات التي خاضتها سرايا القدس بدءاً من العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 2008م مررواً بمعركة بشائر الانتصار والسماء الزرقاء والبنيان المرصوص وثأر تشرين وصيحة الفجر وبأس الصادقين وصولاً إلى معركة سيف القدس, من خلال دك المواقع والمغتصبات الصهيونية والمدن المحتلة بعشرات الرشقات الصاروخية.

تميز شهيدنا كمال قريقع بإخلاصه وتفانيه وسرّيته في العمل العسكري, وهذا ما جعله محل ثقة من إخوانه في قيادة سرايا القدس وأهله للارتقاء في العمل, حيث تدرج في العمل العسكري على مدار السنوات الماضية, حتى بات أحد القادة الميدانيين للوحدة الصاروخية في لواء غزة.

حافظ عهد الشهداء

كان لاستشهاد القادة حازم قريقع وعبيد الغرابلي وأحمد حجاج وفايق سعد وشقيقه كامل ومن بعدهم قائد أركان المقاومة الشهيد القائد بهاء أبو العطا الأثر الكبير على شهيدنا القائد كمال في الاستمرار على ذات الدرب الذي خطه القادة الشهداء بدمائهم, فازداد إصراراً على استكمال المشوار والحفاظ على المعادلات التي ثبتتها سرايا القدس وقيادتها.

حيث حافظ شهيدنا كمال قريقع برفقة إخوانه المجاهدين على مشاغلة العدو الصهيوني وتثبيت توقيت تاسعة البهاء والتي كانت نهجاً لحركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس, وكان له وإخوانه المجاهدين دور وبصمة واضحة في ترسيخ نهج توقيت الساعة التاسعة في الرد على أي جريمة يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهلنا في فلسطين المحتلة.

تعرض شهيدنا كمال لثلاث محاولات اغتيال غادرة من الاحتلال الصهيوني باءت بالفشل, لكن ذلك لم يفت في عضده وواصل مشواره الجهادي بكل قوة وعنفوان، وكان قدر الله محسوماً لأن يرحل في معركة سيف القدس.

موعد مع الشهادة

ففي الحادي عشر من شهر مايو للعام 2021م وفي اليوم الثاني لمعركة سيف القدس كان القائد كمال تيسير قريقع على موعد مع الشهادة برفقة إخوانه القادة سامح فهيم المملوك ومحمد يحيى أبو العطا, إثر عملية اغتيال جبانة نفذتها طائرات الغدر الصهيونية في مدينة غزة, ليلحق بركب الشهداء بعد رحلة جهادية مشرفة أذاق فيها العدو الغاصب الويلات.

الشهيد كمال قريقع
الشهيد كمال قريقع
الشهيد كمال قريقع
الشهيد كمال قريقع
الشهيد كمال قريقع
الشهيد كمال قريقع
الشهيد كمال قريقع
 

كلمات دلالية