الشهيد القائد «المملوك»: رافق القائد بهاء أبو العطا وسار على ذات الدرب

الساعة 04:07 م|05 يونيو 2021

فلسطين اليوم- الاعلام الحربي

في ميادين العزةِ والكرامة والإباء يمضي حراس وحماة الوطن والعقيدة والمقدسات حاملين أرواحهم علي أكفهم وأنفسهم تواقةً للحاق بركب الأطهار والمخلصين حيث جنان الخلد والنعيم.

إنهم رجال سرايا القدس الذين لم يفكروا بحياة الرفاهية، ولم يلتفتوا لهذه الدنيا الفانية، فقد تركوا كل ملذات الدنيا وكان جل تفكيرهم كيفية الوصول إلى الجنة وكيفية حصولهم على شرف الشهادة، فشمروا عن سواعدهم وحملوا بنادقهم وصواريخهم وأصبحوا يسابقون الريح في العمل رغم عتمة وعثرات الطريق.

الشهيد القائد "سامح فهيم هاشم المملوك" يرتقى شهيداً على طريق القدس ملبياً ومنتصراً لنداء القدس في معركة سيف القدس.

ميلاد قائد

ولد الشهيد القائد سامح فهيم هاشم المملوك "أبو فهيم" في الحادي عشر من شهر سبتمبر للعام 1987م, في حي الشجاعية بمدينة غزة، لعائلة مجاهدة مقدامة، نشأ وترعرع في ظل بيئة اجتماعية ثورية ووطنية، زرعت فيه حب الجهاد والمقاومة، وتزوج من فتاة من عائلة كريمة ليرزقه الله منها بأربعة من الأبناء والبنات.

ترعرع القائد سامح المملوك منذ طفولته بين أروقة مسجد الرحمن والقرآن بمنطقة اجديدة بحي الشجاعية على موائد القرآن والجلسات الدينية وتوثقت علاقته بالمسجد يوماً بعد يوم، حتى أصبحَ من رواده الذين لا ينقطعون عنه، وبرز ذلك من خلال التزامه بالصلوات الخمس وصلاة الفجر في جماعة، وحث الجميع على الالتزام بالمسجد والجلسات الدينية.

 

المقاتل الصلب

الشهيد القائد "أبو فهيم" صاحب القلب الطيب والابتسامة الهادئة، أحبه كل من عرفه ومن لا يعرفه بسبب تواضعه ومعاملته, تميز بالهدوء والأخلاق العالية والحميدة، فكان نعم المجاهد المثالي القدوة الذي يجمع ما بين المقاتل الصلب العنيد والابن البار والأب الحنون والأخ والصديق الوفي والمسلم الذي يتمتع بأخلاق الاسلام الحميدة.

كان شهيدنا القائد سامح المملوك باراً بوالديه مطيعاً لهم نعم السند والمعين لهما، كما كان شهيدنا محباً لزوجته وأبنائه لا يبخل عليهم بشيء، ولا يجعلهم يحتاجون شيئاً رغم انشغاله بعمله المقاوم.

تميز القائد المملوك بنسيجه الاجتماعي الواسع، فكان له أصدقاء كثر يلتفون حوله من إخوانه في المسجد والحي والعمل، يصل الرحم ويزور إخوانه، كما تميز بعلاقاته التنظيمية الواسعة مع كل التنظيمات والفصائل المجاهدة، فكان ينسج بحراً من العلاقات الاجتماعية، يشارك الجميع أفراحهم، ويشاطرهم أحزانهم.

 

في صفوف الجهاد والمقاومة

مع بداية انتفاضة الأقصى في العام 2000م، قرر شهيدنا القائد سامح المملوك الانتماء إلى مشروع الجهاد والمقاومة فكان خياره الذي انتمى إليه هو الالتحاق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فبرز في صفوف الحركة وأصبح من أبنائها الفاعلين، والتزم في الأسر الدعوية التربوية التي تعدها حركة الجهاد الإسلامي، وكان يدعو إخوانه إلى الالتزام ونصرة دين الله عز وجل، والثبات على الحق والدين.

لم يَرُق لشهيدنا سامح أن يكون في صفوف القاعدين المتخلفين عن الجهاد، فألح على إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي أن تتسنى له الفرصة للالتحاق في صفوف سرايا القدس، وبعد إصرار شهيدنا ونظراً لالتزامه الديني والأخلاقي وهمته العالية قرر إخوانه انضمامه إلى صفوف السرايا.

 

وانضم شهيدنا القائد سامح المملوك في العام 2004م، إلى صفوف سرايا القدس, وتلقى العديد من الدورات العسكرية والقتالية التي أهلته لأن يكون مقاتلاً شرساً عنيداً صامتاً.

شارك شهيدنا في صد الاجتياحات والتوغلات الصهيونية في المناطق الشرقية لقطاع غزة كما شارك في تنفيذ العديد من المهام الجهادية برفقة إخوانه المجاهدين في سرايا القدس.

وفي المعارك والجولات التي خاضتها سرايا القدس بدءً من العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 2008م، مروراً بمعركة بشائر الانتصار والسماء الزرقاء والبنيان المرصوص وثأر تشرين وصيحة الفجر وبأس الصادقين وصولاً إلى معركة سيف القدس، أبلى شهيدنا القائد بلاءً حسناً برفقة إخوانه المجاهدين في الوحدة الصاروخية من خلال دك المواقع والمغتصبات الصهيونية والمدن والبلدات المحتلة بعشرات الرشقات الصاروخية.

تميز شهيدنا سامح المملوك بإخلاصه وتفانيه وسرّيته في العمل العسكري، وهذا ما جعله محل ثقة من إخوانه في قيادة سرايا القدس وأهله للارتقاء في العمل، حيث تدرج في العمل العسكري على مدار السنوات الماضية قبل أن يتم تكليفه من قيادة سرايا القدس بقيادة الوحدة الصاروخية في المنطقة الشمالية.

حافظ القائد أبو فهيم على تاسعة البهاء والتي كانت نهجاً لحركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس، وكان توقيت قائد أركان المقاومة الشهيد القائد بهاء أبو العطا حاضراً لدى القائد أبو فهيم وإخوانه، حيث أشرف على إطلاق الصواريخ في توقيت التاسعة في حياة القائد بهاء أبو العطا وكان يأخذ القرار منه مباشرة واستمر بالمحافظة على تاسعة البهاء حتى بعد استشهاد البهاء بقرار من إخوان البهاء، وكان له وإخوانه المجاهدين دور وبصمة واضحة في ترسيخ نهج توقيت الساعة التاسعة في الرد على أي جريمة يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهلنا في فلسطين المحتلة.

جاهد شهيدنا القائد سامح بماله ونفسه في سبيل الله ثم الوطن ولم يبخل على وطنه بشيء، حيث قدم منزله في العام 2014م بعد قصف منزله خلال معركة البنيان المرصوص، كما قدم منزله ومنزل عائلته خلال معركة سيف القدس في العام 2021م.

تعرض شهيدنا لمحاولة اغتيال فاشلة في معركة البنيان المرصوص، لكن ذلك لم يفت في عضده وواصل مشواره الجهادي بكل قوة، مسخراً جل وقته في قيادة العمل الصاروخي بالمنطقة الشمالية.

 

موعد مع الشهادة

في الحادي عشر من شهر مايو للعام 2021م، وفي اليوم الثاني لمعركة سيف القدس كان القائد سامح المملوك على موعد مع الشهادة برفقة إخوانه المجاهدين كمال تيسير قريقع ومحمد يحيى أبو العطا، إثر عملية اغتيال جبانة نفذتها طائرات الغدر الصهيونية في مدينة غزة، ليلحق بركب الشهداء بعد رحلة جهادية مشرفة أذاق فيها العدو الغاصب الويلات.

 

كلمات دلالية