خبراء "إسرائيليون": أخفقنا مرتين.. أولاً في تحقيق صورة الانتصار وثانياً في معركة الرواية

الساعة 02:07 م|31 مايو 2021

فلسطين اليوم

قال مسؤول أمني "إسرائيلي" اليوم الاثنين: إن حسابات الحروب الحديثة لا تتعلق بما اسماه ـ"القضاء على المسلحين" أو "تدمير الأنفاق"، مؤكدا في ذات الوقت صعوبة موقف الاحتلال على صعيد معركة "الوعي".

وأوضح روني آل الشيخ، مفوض عام شرطة الاحتلال، والنائب السابق لرئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" قائلاً:" أنه بعد انتهاء القتال في عملية "حارس الأسوار" (سيف القدس) سئلت مرتين عمن انتصر في المعركة، لكني قبل الإجابة عن السؤال تذكرت أن حماس خلقت تقاربا بين القدس وغزة، وطالما أن هذا التقارب ثابت في العقل، "فإسرائيل" في مشكلة صعبة".

وتابع آل الشيخ:" أن المعركة لم تنته بعد، لأنه لم يتم التقاط صورة الانتصار في ختامها، فإجراء مقارنة بين الحرب الأخيرة مع حرب 2014، لا تنتهي بإحصاء الصواريخ التي أطلقت على الجبهة الداخلية، وبالتأكيد ليس بعدد القتلى من "المسلحين"، أو بطول أميال "الأنفاق" التي دمرت، هذه مهمة ومؤثرة عمليا، لكن بعضها في السياق العقلي محدود للغاية".

واشار قائلاً: " إذا لم يتم إعادة أسرى حرب (2014)، فإن أي صورة انتصار "إسرائيلية" ستمحى تماما".

ولفت الشيخ إلى أنه في عصر شبكات التواصل، يبدو من الصواب خوض النضال من أجل صورة النصر، لكن اقتراحي هو البدء في التفكير بلغة جديدة تناسب استراتيجية أعدائنا، الذين تحولوا دون سبب إلى مسار مختلف تماما.

بدوره قالت أوفير ديان، الكاتبة "الإسرائيلية"، :"أن وزارة الخارجية وأذرع المعلومات الرسمية لم تفهم في أي ساحات القتال دارت فيها معركة "حارس الأسوار" في غزة، فخلال السنوات السبع التي شاركت فيها في العلاقات العامة منذ حرب غزة الأخيرة 2014، أثبتت "إسرائيل" أنها فاشلة في سياستها الدعائية".

وأضافت :"ديان أن الفشل بدأ في تكرار الناطق باسم الجيش لعبارة "مترو حماس"، ورغم أن المقصود هو منظومة الأنفاق تحت الأرض، لكن القراء في لندن أو نيويورك الذين قرأوا أن "إسرائيل" دمرت "مترو غزة"، ظهرت أمامهم صورة مختلفة تماما، وتتمثل بتدمير البنية التحتية المدنية في جميع الحالات".

وأوضحت أن أهم إخفاق دعائي وقعت فيه "إسرائيل" أنها وضعت نفسها في موقف دفاعي، كما أن علاقاتها الخارجية، وكذلك الرأي العام، لم يتم الحفاظ عليهما بشكل منتظم من قبل البعثات الإسرائيلية في مختلف البلدان، رغم أن ذلك يبدو صعبا في ظل هذا الوقت الحساس في ظل تقليص موازنات وزارة الخارجية، وإضراب موظفيها".

وأضافت ديان:" أن السلاح الرسمي اليوم لم يعد ما تشهده ساحات القتال فقط؛ لأن المحارب اليوم هو رجال العصابات والمحارب السيبراني، ومن ثم فإن وزارة الخارجية "الإسرائيلية" لم تعد تحارب الفرسان بالسيوف، بل تدور المعارك على Instagram و Tiktok، مما يتعين على إسرائيل أن تتفاعل وفقا لذلك".

ورأت أن الدرس الأهم من حرب غزة يتعلق بمن ينقل الرسائل الدعائية، خاصة المشاهير والاشخاص المؤثرين على الشبكة، وأصوات الشباب "الإسرائيليين"، ممن لديهم أفضل مكانة لتشكيل الرأي العام في الخارج، وستتصرف "إسرائيل" بحكمة إذا زودتهم بالمعرفة التي تمكنهم من المعالجة والتقديم بطريقة تناسب الجمهور الذي يتحدثون إليه على أفضل وجه، وإلا سنعود قريبا في جولة عسكرية مع حماس لنقدم ذات التوصيات دون استفادة".

كلمات دلالية