الساعة الواحدة والنصف فجر الأربعاء 22-5 كان محمد الغفري في منزله بين اطفاله يخفف عنهم حالة الرعب والفزع التي تحدثها طائرات الاحتلال؛ لكنه لم يتوقع أن تلك الطائرات كانت تلقِ قذائفها المتفجرة فوق "بركس" يحتوى على جزء كبير من أمواله.
تلقى "الغفري" مكالمة هاتفية من جاره يبلغه أن مقاتلات "إسرائيلية" استهدفت "بركس شركته" بمساحة 5 دونمات شمال قطاع غزة لتزداد حالة التوتر في المنزل؛ فبدلًا من أن يخفف عن أطفاله أصبح بحاجة ماسة إلى من يخفف عنه آلامه الكبيرة بفقدانه ملايين الدولارت.
مع ظهور شعاع شمس اليوم الثاني توجه محمد مسرعًا إلى "بركس" شركته "راما غفري وحمادة" شمال القطاع ليجده اثرًا بعد عين، فقد دمرت المقاتلات الاسرائيلية أكثر من 4 ملايين دولار دون أن يرف لها جناح ودون رحمة وبدون أي أسباب تذكر في مخالفة واضحة لكل القوانين الدولية والحقوقية والانسانية.
يحتوي بركس الشركة على سيرميك وأدوات صحية تقدر بملايين الدولارات، وهو بركس مغلق بشكل كامل وفيه كاميرات مراقبة علاوة على أنه في منطقة منخفضة لا تستخدم مطلقًا من أعمال المقاومة كما يدعي الاحتلال دومًا.
أكثر من 5 صواريخ استهدفت "البركس" لكن واحدًا من تلك الصواريخ لم ينفجر وما زال متواجدًا ليشكل قنبلة موقتة قد ينفجر في أي لحظة لتخطف مزيدًا من الأرواح.
محمد وشركته يطالبون كافة الجهات المختصة الحكومية والمؤسسات المدنية لمساعدتهم في استعادة جزء من أموالهم، حيث قال: "في كل عدوان إسرائيلي على قطاع غزة تعاني المنشآت الاقتصادية بشكل كبير من التدمير والاستهداف؛ لكن لا يتم تعويضها"
"لا نريد أن نستسلم وسنواصل اعمالنا ومحاولتنا في استعادة عجلة الحياة وهذا يحتاج مساعدة الجميع وسيصب في مصلحة الجميع لنقلل نسبة البطالة ونعزز قدرات الانسان الغزي في مواجهة الفقر والبطالة" القول لـ"محمد الغفري".
ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على القطاع 70 منشأة اقتصادية كبرى، بينها 14 مصنعاً في المنطقة الصناعية شرق غزة وفقًا رئيس جمعية رجال الاعمال ونائب رئيس اتحاد الصناعات الفلسطينية علي الحايك.
وتسبب قصف غزة بأضرار بنحو 40 مليون دولار للمصانع والمنطقة الصناعية للقطاع ومنشآت صناعية أخرى، بالإضافة إلى أضرار بلغت 22 مليون دولار لقطاع الطاقة، كما قدرت وزارة الزراعة في غزة الأضرار بنحو 27 مليون دولار شملت الأراضي الزراعية، بحسب وكالة "الأونروا".
ويعد القطاع الاقتصادي في قطاع غزة هو الأكبر ضررًا خلال العدوان على غزة وخسائره كبيرة جدًا خاصة أن المصانع والمنشآت كانت تستعد لموسم العيد.