على مدار السنوات شكل مخيم العروب الواقع إلى الشمال من مدينة الخليل، حالة فريدة في مواجهة الاحتلال، فلا يكاد يمر يوم إلا وتشهد مداخله أحد أشكال مقاومة المحتل وجنوده الذين يسعون لتنغيص حياة السكان.
وخلال الأسبوعين الأخيرين ظل المخيم ساحة مواجهات مع جنود الاحتلال الذين استخدموا الرصاص وقنابل الغاز، في محاولة لإخماد ثورة السكان نصرة للمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح ودعماً للمقاومة في غزة.
قابضون على الجمر
وأكد علاء الطيطي أحد سكان المخيم أن جنود الاحتلال ومنذ زمن طويل يتعمدون اعتلاء أسطح المنازل لتسهيل مهمتهم في استهداف الشبان حتى بات هذا المشهد يتكرر عشرات المرات في اليوم الواحد وخاصة في الأسبوعين الأخيرين.
وأشار الطيطي إلى أن أبناء المخيم قابضون على الجمر ويواجهون جرائمه بصدور عارية رغم شدة القمع التي كان آخرها استشهاد الفتى عبيدة جوابرة قبل أسبوع.
ولفت إلى أنّ الاحتلال ونقطة التماس والبرج العسكري والحاجز العسكري ولد عمليات احتكاكات يومية.
وذكر الطيطي أن طبيعة المخيم من حيث الاكتظاظ للمنازل وقربها من نقاط التماس رفع عدد الإصابات بالاختناق لتصل بالمئات.
عبيدة الشهيد
عم الشهيد عبيدة جوابرة أكد أن الاحتلال عندما استهدف نجلهم بالرصاص تعمد منع سيارات الإسعاف من الوصول إليه حتى استشهاده.
وأشار الى أن نجلهم انخرط بالمواجهات كغيره من الفتية متسلحا بالحجارة فقط فأصابه الاحتلال بالرصاص بصدره في جريمة متعمدة.
وقال جوابرة:" جنود الاحتلال حاقدون وساديون وخلال جريمة قتل عبيدة وقتل غيره سابقا كانوا يتعمدون تأخير نقل المصابين ليضمنوا موتهم".
ويشهد مخيم العروب مواجهات مستمرة مع قوات الاحتلال التي تواصل انتهاكاتها اليومية بحق المواطنين وممتلكاتهم فيه.
وسبق أن أصدرت سلطات الاحتلال أمراً عسكرياً بمصادرة 401 دونم من أراضي مخيم العروب وبلدتي بيت أمر وحلحول لشق طريق استيطاني يمتد من عصيون شمال مدينة الخليل حتى حلحول (التفافي العروب) وهذه الشارع سليتهم أكثر من 1273 دونما.
وسيعزل الشارع الاستيطاني مخيم العروب وبلدة بيت أمر وأجزاء كبيرة من مدينة حلحلول.
ويهدف لربط ما يسمى بالقدس الكبرى مع مستوطنة “كريات أربع” ومستوطنة “كرمي تسور” وسيمنع الفلسطينيين من استخدام هذا الشارع في المستقبل.