"أبو داير".. لجأ لبيت شقيقه الأكثر أمنًا فباغته صاروخ الاحتلال

الساعة 09:37 ص|23 مايو 2021

فلسطين اليوم

باغت صاروخ ألقته طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزل زياد أبو داير لحظة استعداد عائلته لتناول طعام الغداء في منزل شقيقه الذي لجأ إليه بعد أن دمرت الطائرات الحربية عدداً من البنايات السكنية في محيط منزله بشارع الوحدة وسط مدينة غزة، لترديه شهيدا وابنته "زياد" وتصيب باقي أفراد العائلة.

على الفور، استشهد زياد برفقة ابنة شقيقه الطفلة رفيف (11 عامًا)، فيما أصيب 16 آخرون من أفراد العائلة الذين تناثرت من حولهم مائدة طعام، كانوا ينتظرون "زياد" للانضمام معهم لتناول أكلة "المجدرة".

بيت أبو داير يبعد عن العمارة المستهدفة نحو 25 متراً، إلا أن أحد الصواريخ وشظايا صواريخ أُخرى طالت العائلة التي كادت تتعرض لمجزرة كبيرة

إلى جانب ذلك، تسبب القصف بدمار كبير في المنزل بفعل القصف الذي طال مبنى لعائلة الشوا يضم مكتب الهلال الأحمر القطري، بعدد من الصواريخ.

كما طال القصف ذاته عيادة الرمال ومقر وزارة الصحة الرئيس في غزة، ما أدى إلى إصابة عدد من الموظفين وتوقف عمل المختبر المركزي لفحوصات كورونا للعمل على مدار 3 أيام قبل أن يتم استئناف العمل فيه لاحقاً.

كان أفراد العائلة في بانتظار أن ينهي "زياد" قراءة القرآن الكريم، وما هي إلا ثوانٍ معدودة حتى تساقطت الصواريخ وشظاياها الكبيرة على رؤوسهم بعد أن أطلقت طائرة إسرائيلية عدة صواريخ على مبنى عائلة الشوا التي يوجد فيها مقر الهلال الأحمر القطري، ومكتب أخرى، كما يقول شقيق زياد.

وبشأن ادعاءات الاحتلال بأن القصف طال مبنى تستخدمه "حماس"، أضاف أنه "مجرد أكاذيب"، مشيراً إلى أن المؤسسات العربية والدولية، مثل الهلال والصليب، لا تستأجر شقق لمكاتبها إلا في عمارات لا تستخدم إلا للعمل المكتبي الآمن.

وتعرض الشهيد لشظية كبيرة في الرأس أدت إلى استشهاده، فيما أصابت شظية أُخرى رأس ابنة شقيقه الطفلة رفيف واستشهدت على الفور هي الأخرى.

وأشار إلى أن جميع من كان في المكان أصيب بجروح متفاوتة، من بينهم الابن الوحيد للشهيد زياد الذي تعرض لصدمة عصبية كبيرة بفعل استشهاد والده.

وكان زياد قد غادر منزله قبل يومين من استشهاده بعد المجزرة الكبيرة التي حصلت في البنايات السكنية لعائلتي أبو العوف والكولك، ويتابع شقيقه: أن "منزله لا يبعد عن منزل شقيقه الذي استشهد فيه سوى نحو 150 متراً، وهو يقع في شارع الوحدة نفسه الذي تعرض للمجزرة".

واعتقد الراحل أن بيت أخيه ملجأ آمناً، وأنه يمكن أن مقر الصليب الأحمر والهلال يحمي أحداً؛ لكن بيت أخيه مثل أي بيت بغزة كان معرضاً للقصف والإبادة والمجازر.

واستشهد على مدار العدوان "الإسرائيلي" على غزة، 248 مواطناً، من بينهم 66 طفلًا و39 سيدة و17 مسنًا، في حين أصيب 1948 بجروح مختلفة.

 

 

كلمات دلالية