لا تكاد تمر لحظة حتى يخرج علينا مسؤول في حكومة نتنياهو المجرمة ليقول اننا ماضون في معركتنا ضد "الارهاب" ولن نستجيب للضغوط التي تمارس علينا لوقف المعركة, في الوقت الذي لم نسمع فيه المقاومة الفلسطينية الباسلة تتحدث عن أي وقف للمعركة, وهى تعمل بثقة ولا تلتفت خلفها ولم يشغلها شاغل عن التركيز في الميدان, بالتأكيد اسرائيل مأزومة وهى تجني ثمرة سياسة رئيس حكومتها النازي المجرم بنيامين نتنياهو الذي يسعى باستماتة للبقاء على رأس الحكومة خوفا من الملاحقة القانونية على قضايا الفساد التي تحاصره من كل جانب, وهو "يستهبل" وزير حربه بني غانتس الذي لم يتعلم من الخداع المتتالي له من نتنياهو, حتى ان بيبي يفاوضه اليوم للانضمام لحكومته, ولا يملك غانتس "المخدوع" والمتورط تماما مع نتنياهو الا ان يستجيب, فهو لا يملك من الخبرة السياسية ما يؤهله للعب مع نتنياهو الذي يستسهل خداع غانتس, واليوم تظهر "اسرائيل" امام العالم وهى غارقة في الاخفاقات على كل المستويات, "فإسرائيل" اخفقت سياسيا, وعسكريا, وامنيا, واقتصاديا, وباتت صورتها امام العالم مشوهة, وهى التي كانت تصنف نفسها على انها القوة الرابعة على مستوى العالم, وتملك جيش لا يقهر, وهى الاقوى على الاطلاق في منطقة الشرق الاوسط, وسوقت نفسها على ذلك, فانخدعت بعض الدول العربية في روايتها واقامت علاقات معها بل وسعت لتكوين تحالف تقوده اسرائيل لمواجهة محور المقاومة في المنطقة.
امام اخفاقات نتنياهو المتتالية بات يعاني من انتقادات داخلية حادة لسلوكه وخطواته التصعيدية, وخارجيا بات يتعرض لضغوط امريكية واوروبية وضغوط من حلفاءه العرب في المنطقة لأجل وقف العملية العسكرية على قطاع غزة, طالما انه لم يتمكن من حسم عدوانه لصالحة, وبعد ان اعطيت له الفرصة مرات ومرات بناءا على طلبه بانه سيحسم المعركة في غضون ساعات, لكنه كان يجني الاخفاقات تلو الاخفاقات حتى خرج ما يسمى بوزير الطاقة الصهيوني يوفال شتاينتس ليدعو صديقه الحميم نتنياهو، إلى وقف إطلاق النار من طرف واحد ودون التوصل إلى اتفاق مع حركة "حماس" كما قال, لأنه يعلم ان المقاومة لن توقف المعركة الا بشروطها, ويعلم ان المقاومة قادرة على الصمود في التصدي للعدوان لستة اشهر, وبات نتنياهو وحكومته على يقين انهم لن يستطيعوا حسم المعركة بانتصار لصالحهم, فتغيرت لغة الحكومة الصهيونية وباتت تتعامل مع الواقع بتخفيض سقف الآمال, فنتنياهو بدء المعركة بهدف توفير الامن والامان لسكان المستوطنات ووقف اطلاق الصواريخ من غزة, وشل قدرات حماس والجهاد تماما كما قال, اليوم بات يقول اننا نجحنا في "اضعاف" قدرات حماس والجهاد, وانهم لن يجرؤوا على قصف المستوطنات, بمعني ان اللغة انتقلت من القضاء على القدرات, الى اضعافها وهذا اخفاق, كما انه كان يتحدث عن تدمير مترو حماس ويقصد الانفاق التي تحتوي على الصواريخ والمستودعات واماكن التصنيع كما يزعم, واليوم بات يقول ان حماس بنت مدينة تحت الارض.
هل انتهت الاخفاقات الصهيونية عند هذا الحد بالطبع لا, "فإسرائيل" التي سوقت للقبة الحديدية على انها ستحميها من اية صواريخ معادية, اصبح نتنياهو اليوم يعترف امام وسائل الاعلام ان القبة لن تستطيع التصدي بنسبة 100% للصواريخ, وننتنياهو الذي اخفق في الوصول لقادة المقاومة الفلسطينية السياسيين والعسكريين لاستهدافهم بدء يهذي ويقول انهم يختبؤون في الانفاق وتارة يقول انهم يختبؤون بين المدنيين, ونتنياهو بات يتراجع امام معادلات المقاومة الجديدة القصف بالقصف والبناية بالبناية واسقاط الابراج يساوي قصف تل ابيب ونزول ستة ملايين صهيوني في الملاجئ, وكلما زادت "اسرائيل" تزيد المقاومة, فصواريخ المقاومة وصلت الى 240 كيلو, والقوة التدميرية للصواريخ تزيد كلما زادت "اسرائيل" من عدوانها, وتبقى المقاومة تفرض المعادلات تملي يفعلها الميداني المذهل على الاحتلال حدود المعركة, ولا زال نتنياهو المهزوم يبحث عن لقطة ليسوقها على الاسرائيليين لأجل انهاء المعركة, لقطة ولو شكلية يسوقها على الاسرائيليين كصورة انتصار, ويبقى من خلالها على حظوظه في الفوز بالانتخابات القادمة والتي من المتوقع ان تبدأ جولة خامسة من انتخابات الكنيست الصهيوني في اكتوبر القادم, لكن الصورة التي يبحث عنها نتنياهو لا زالت بعيدة لان المقاومة هي التي تملك صورة النصر, والتي ظهرت بالأمس فيما بثته سرايا القدس وكتائب القسام من صور لمنطقة غلاف غزة وكأنها مناطق اشباح, وتساءلت اين جيشكم, بالفعل "اسرائيل" تغرق في الاخفاقات.