الجهاد الإسلامي أيقونة الجبهات

الساعة 07:58 م|18 مايو 2021

فلسطين اليوم | مجدي خالد

كل ميدان تخوض فيه المقاومة معركتها هو جبهة، وكل مكان تقف فيه أقدام المقاومين أو يصل إليه تأثيره سلاحهم أو صدى موقفهم أيضاً هو جبهة، والمقاومة بحد ذاتها هي محرض وصاعق وظيفته اشعال هذه الجبهة على مستوى الموقف والأداء والفعل والسلوك، والتفاعل معه بشكل يفضي إلى نتائج تنسجم مع رؤيتها وتحقق أهدافها الآنية وهي منع استقرار "اسرائيل".

 

حركة الجهاد ومنذ نشأتها مطلع ثمانينات القرن الماضي نادت بوجوب ابقاء جذوة الصراع مع العدو مشتعلة من خلال جعل الواجب فوق الإمكان وبهذا الفهم والإيمان انطلقت تعبئ الساحات و الميادين على امتداد هذا الوطن على كافة الصُعد فكرياً سياسياً شعبيا ً وعسكرياً فجعلت للكلمة معنى وللموقف قيمة وللتحرك أهمية بشكل يعبر عن دور السلاح ويؤسس لفاعلية إستخدامه.

 

جبهات كثيرة حاضرة وتفرض نفسها بحكم المنطق والواقع، والجهاد الاسلامي وإلى جانب شقيقاتها فصائل المقاومة، تميزت وبشكل طلائعي يمنح كل جبهة من جبهات المواجهة زخماً يتناسب وروح الفكرة.

 

 فعلى صعيد الجبهة السياسية كان لافتاً استقرار مصطلح قتال "اسرائيل" في كل كلمة يلقيها أمينها العام المجاهد ابو طارق النخالة  أو كل خطاب يوجه أو محفل ينزله لا سيما ظهوره العلني الأخير في قلب ضاحية المقاومة ببيروت ليعلن فيه استمرار القتال حتى تحرير كامل فلسطين، ما يعكس ثباتاً سياسياً عز نظيره.

 

وعلى صعيد الجبهة العسكرية فمذ إندلاع شرارة معركة سيف القدس كانت سرايا القدس حاضرةً كعادتها في كل المواجهات والجولات السابقة، وبشكل نوعي أكثر هذه المرة من خلال افتتاح المواجهة مع العدو بضرب جيبٍ قيادة صهيوني بصاروخ كورنيت ومن ثم إحراق خزانات وقود الاحتلال في عسقلان على شاشات الفضائيات من خلال رشقات صاروخية مركزة ، وكذلك كسرها لخطوط العدو الحمراء بقصف عمق الداخل وبقرته المقدسة، معلنةً بذلك شكل هذه المعركة التي ظهرت لاحقاً، وليس انتهاءً بوصول صواريخها إلى ما بعد تل أبيب حيث الحي الأرقى في "إسرائيل" هرتسيليا والخضيرة وأيضاً فرض مدفعيتها حزاماً ناريا بعمق 4 كم في غلاف غزة واعتراف العدو بوقوع خسائر بشرية ومادية هائلة.

 

وأما صعيد الجبهة الشعبية*، فحركة الجهاد يسبق فيها دائماً  حضورها و تأثيرها الفكري بشكل فطري وتلقائي عند أنصارها وجمهورها العاشق للقدس وفلسطين، ليصبح فعلا ًوواقعاً  *ففي الضفة المحتلة  كان أبطالها يلتقطون الفرص لإعادة مجد المواجهة مع الاحتلال فكانت سرايا القدس تُبعث من جديد من خلال ظهور مجاهديها لأول مرة منذ سنوات في جنين المعقل، وكذلك كان خطابها يعلو لتأجيج المواجهة مع الاحتلال في جميع محاور التماس معه، وما استشهاد ابنها المجاهد اسلام زاهدة وهو يقوم بدوره الجهادي على طريق مهند حلبي وضياء تلاحمة وحضور قيادتها المستمر في عمق المواجهة مع الاحتلال إلا دليل على حجم استجابتها لنداء القدس و زخم حضورها إلى جانب جماهير شعبنا وقواه المقاومة.

 وفي لبنان وكان أنصارها يجددون البيعة مع فلسطين في بلدة مارون الراس الحدودية، أما في سورية فكانت وما زالت قيادتها المُبعدة عن فلسطين، حاضرةً مع مجاهديها في كل لحظة ترسم ملامح المرحلة الجديدة حيث إساءة وجوه بني إسرائيل من خلال النصر المرتقب و الأكيد باذن الله تعالى.

كلمات دلالية