خبر أسموها حكومة الطوارئ -هآرتس

الساعة 09:28 ص|24 مارس 2009

بقلم: افينوعم بار – يوسف

مدير عام معهد تخطيط سياسيات الشعب اليهودي

 (المضمون: يتوجب على الاسرائيليين ان يشكلوا حكومة طوارىء تضم القوى المنطقية حتى يتمكنوا من حشد طاقاتهم بمواجهة التهديدات وكسب تاييد الخارج - المصدر).

لو كان من الممكن نقل نواب مؤتمر حزب العمل الى نيويورك وواشنطن قبل اتخاذهم القرار بانضمامهم لحكومة بنيامين نتنياهو، لامكن تغيير طريقة تصويتهم وتفكيرهم: قدرا اقل من السياسة وكمية اكبر من فن السياسة، قدرا اقل من مستقبل الحزب ومزيدا من مستقبل الدولة، قدرا اقل من العلاقات الشخصية وكمية اكبر من مصير العلاقات بين اسرائيل والمهاجر.

من المحتمل ان يكون على رئيس الوزراء الموعود ان يعمل على اقامة "حكومة طوارىء" بدلا من ان يدعو الى "الوحدة" هذا قد يقنع قائدة كاديما ايضا بان تخصص قدرا اقل من الطاقة لـ "تسيبي او بيبي" وان تكرس هذه الطاقة للتهديد الايراني، والازمة الاقتصادية وعلاقات الادارة الامريكية الجديدة مع اسرائيل - كما يحدث لاصدقاء اسرائيل في الولايات المتحدة.

قبل عشرين عاما اثر ما سمي حينئذ "الخدعة النتنة" التي ادت الى انفراط حكومة الوحدة، قامت باطلاع مجموعة من مدراء المنظمات اليهودية في واشنطن على الوضع السياسي في البلاد. عاطفة اليهود كانت مع اسحاق شامير وعقلهم مع حزب العمل. ما زالت عبارة "ويلي" التي صدرت عنهم تدوي في اذني حتى اليوم عندما سمعوا عمن سينضم الى  حكومة اليمين، وولكنهم لم يفكروا للحظة بالخروج من المعركة؟ ايضا في عام 1996 اثار انتخاب نتنياهو المخاوف، ولكن قادة التنظيمات اليهودية هبوا لمساعدته.

الوض اليوم مختلف. اليهود ليسوا قلقين من الليكود. نتنياهو اصبح معروفا لهم ايضا. ايضا في الادارة الامريكة توجد قناعة بانهم سيتدبرون امرهم معه. المؤسسة اليهودية وشخصيات في الادارة وفي الكونغرس قلقون من كيفية نجاح بيبي في اداء دوره وهو يرتكز على اليمين المتطرف من جهة المشبوه بالتطلعات للترحيل الجماعي للفلسطينيين وعلى اسرائيل بيتنا من جهة اخرى التي تطالب بعلاقات خارجية اسرائيلية تنطلق من خلال تعزيز العلاقة مع موسكو. احدهم قد عبر عن الخوف ايضا من ان نجاح افيغدور ليبرمان في الانتخابات يشير الى تطور ونشوء مجتمع اسرائيلي مغاير سيجد اليهود في الغرب صعوبة في التماهي معه.

امريكا اليوم مختلفة هي الاخرى. صداقة براك اوباما مع اسرائيل بحاجة لادلة وبراهين. مراكز التأثير من حوله تغص باليهود ذوي الفلسفة الليبرالية وغير الملتزمين باسرائيل مثل مستشاري الرئيس السابق. وجود اسرائيل عزيز عليهم، ولكن ليس واضحا ان كانوا سيتطوعون للدفاع عن كل ما تلتقطه وسائل الاعلام من مظاهر الفساد المتفشي في القيادة الاسرائيلية وحتى الصور والمشاهد التي تبث من غزة.

اليهود يخشون ايضا على مستقبل الجيل القادم. ان كان من المهم لنا ان يختاروا بان يكون يهودا – وبذلك يتحولون الى ذخر استراتيجي هام لدولة اسرائيل – يتوجب علينا ان نزرع فيهم الاعتزاز. ما حدث في البلاد وفي المهاجر ايضا في السنوات الاخيرة لا يزيد من رغبتهم في الظهور بمظهر اليهود.

اسرائيل تعتبر دولة في حالة طوارىء غير قادرة على اخذ مصيرها بيديها. الخلافات الداخلية تثير القلق في اوساط الاصدقاء وعدم الرغبة في الوقوف الى جانبها. وضع الطوارىء يستوجب حسب رأيهم تحالف القوى والطاقات المنطقية في السياسة الاسرائيلية والتي سيكون من الاسهل تمثيل اسرائيل في مواجهة ادارة براك اوباما معهم.

لن يكون بامكان حكومة الطوارىء ان تزيل عن اسرائيل التهديدات والتحديات الماثلة امامها بحركة سحرية، ولكن ليس بالضرورة  ان تكون حكومة شلل. سيكون بمقدروها ان تعالج القضايا الوجودية وان تعبر عن الامن والاصرار نحو الداخل والخارج بصورة افضل. التاريخ يشير الى ان من تطوعوا وهبوا في فترات الطوارىء قطفوا بعد حين الثمار السياسية المترتبة على ذلك.