المقدر القومي ودائرة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية أمان توطئة

الساعة 08:55 م|17 مايو 2021

فلسطين اليوم

بقلم الاسير إسلام حسن حامد

عتبر جهاز الاستخبارات العسكرية أمان الجهاز الأمني وليس الوحيد في الكيان الصهيوني، إلا أنه يتفرد بما يميزه عن سائر الأجهزة الأمنية الأخرى بدائرة الأبحاث، وهذه الدائرة تعتبر المقدر القومي للكيان الصهيوني من خلال نشر الأبحاث التحليلية والتوصيات الدقيقة للوقائع.

في الأيام القليلة الماضية والتي سبقت معركة سيف القدس، قدم جهاز أمان ومن خلال دائرة الأبحاث لديه توصيات مهمة تم الكشف عنها في اليوم الخامس من المعركة والتي تدور رحاها على امتداد الأراضي الفلسطينية، وبحسب هذه التوصيات الموجهة لحكومة الكيان الصهيوني والتي على ما يبدو تم رفضها على حساب الحالة العنصرية التي شهدتها المرحلة الطويلة الماضية، والتي أدارتها عصابة اليمين الصهيوني المتطرفة في الكيان.

في هذه التوصيات تم تحذير الحكومة من عدة مسارات يجب الانتباه لها، كان منها أن الأجواء في المنطقة مشحونة وتحديدًا في الداخل الفلسطيني، وعليه كانت المخاوف والتي صدقت كما يبدو أن  حماس مستعدة للقيام بخطوات كبيرة، وتنتظر ذريعةٍ ما، والأحداث التي بدأت في أول يوم من شهر رمضان عند المسلمين كانت تقود إلى ذلك، ومع أن ضجيج الاشتعال كان عاليًا، إلا أن لا أحد استمع لصوت العقل، وكانت الشرارة التي أُعطيت لحماس حتى تشعل المنطقة.

في أمان تم قراءة الموقف بدقة، هناك احتقان شديد في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وعليه كانت التوصيات بعدم السماح لمسيرة الأعلام السنوية الصهيونية، والتي وافقت هذه السنة يوم الاثنين "10/5/2021م" الموافق لـ "28 رمضان 1442 هـ"، بالرغم من أن هذه المسيرة لم تتوقف على مدار السنوات الطويلة الماضية، لذلك الأجدر بالحكومة أن تأخذ قرارات جديدة ووسائل لتخفيض الاحتقان في القدس حتى لا تعطي المبرر الذي تريده حماس.

حماس في الميدان تظهر كأنها هي التي تقود وتقرر في غزة والضفة والقدس، وتعتقد بأنها تستطيع أن تدير دفة الحرب حتى ستين يومًا، وبحسب التقديرات فإن حماس تمتلك مخزون صاروخي يقدر بـ "14000" صاروخ من غير المفاجآت التي تبرع في صنعها، وعليه ستعمل حماس على صنع المفاجأة لتسجيل الانتصار الذي تريده.

ومع أن التقرير حذر من أن حماس ستستهدف مدينة القدس خاصةً بالصواريخ، وعليه يجب زيادة بطاريات القبة الحديدية في المدينة ومحيطها، ومع أن هذا التحذير كان قبل إطلاق حماس الصواريخ نحو القدس بأربعة أيام، إلا أنه لم يستجب أحد للنداء.

هذه التوطئة والتي تعتبر صورة مصغرة لإمكانيات دائرة الأبحاث وصوابية تقديراتها في أغلب الأحيان، تقودنا إلى ترجمة هذه المادة والتي بعنوان "المقدر القومي ودائرة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية أمان للجمهور الفلسطيني عامة، وللمختصين في الشأن الصهيوني بشكل خاص، حتى تصل الفائدة ونعرف عدونا جيدًا.