خبر كواليس جلسات الحوار:ظروف إحتجاز أخوية لإنجاز المصالحة..والإختلاط عند الطعام

الساعة 07:13 ص|24 مارس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

يجد قادة الفصائل الفلسطينية الذين تجمعهم القاهرة لانجاز اتفاق المصالحة متعة خاصة في التندر والتهامس حول ظروف الترتيبات المصرية للحوار والتي تشبه الى حد كبير ما يصفه القيادي في حماس الدكتور موسى ابو مرزوق دعابة بالاعتقال الأخوي، تنفيذا فيما يبدو لتعليمات الرئيس حسني مبارك بحشر الفلسطينيين وإجبارهم على اتفاق معقول .

والإجراءات الصارمة التي يتبعها المستضيف المصري لتجميع الفلسطينيين وتهيئة ظروف التحاورالاجباري أمامهم طريفة احيانا وقاسية او الزامية في بعض الاحيان.

نهار المفاوضين يبدأ بعد تلقي وجبة الافطار في فنادقهم في تمام الساعة العاشرة صباحا وتحديدا في اللحظة التي تأتي فيها سيارات المخابرات المصرية لنقل المفاوضين الى غرفة التفاوض المعزولة تماما، وهي عبارة عن قاعة مجهزة لوجستيا داخل مقر جهاز المخابرات العامة المصري.

احد شهود الإجراءات من الخاضعين لها اكد لـ'القدس العربي' بأن المنظم المصري يتقصد دفع الفرقاء من الفصائل للاختلاط وتجاذب الحديث املا في ان يذيب ذلك بعض التشدد في المواقف.

وحسب الشاهد نفسه بعد الانتقال لقاعة الاجتماع المركزية يتم توزيع ممثلي الفصائل على غرف مستقلة اصغر تمثل كل منها احدى اللجان المتفق على تشكيلها وهي خمس لجان اساسية، ويمنع الدخول لهذه الغرفة من قبل اعضاء اللجان الاخرى، وتستمر عملية التفاوض وجها لوجه اثنتي عشرة ساعة على الاقل في اليوم الواحد، حيث يعود الفرقاء تمام الساعة العاشرة مساء بنفس واسطة النقل الى مقرات الاقامة، فتحصل مجالسات سريعة وغير رسمية في ردهات الفنادق، وتبدأ شبكة الاتصال بتلقي التعليمات والتشاورات الى ان يصل المفاوضون الى فراشهم منهكين فيستسلمون للنوم.

في الأثناء يحظر الخروج من كورودورات المفاوضات، وفي غالب الاحيان لا بد من الاستئذان قبل الاختلاط ما بين مفاوض وآخر في غرفة مجاورة. اما وجبات الطعام فمن طراز النجوم الخمس وتحصل جماعيا وفي نفس صالة التفاوض بما في ذلك اوقات الاستراحة وشرب الشاي والقهوة حيث زود المصريون الوفود الممثلة بكل ما يمكن ان يحتاجه ضيف في مستوى رفيع داخل رواق المفاوضات.

وليس سرا في اوساط الفلسطينيين ان الراعي المصري الذي يلعب دور المنظم والميسر للحوار لا يحب قطع الحوار لاجراء هاتف او اتصال و تلقي تعليمات، ويصر على تذكير اللاعبين بأنهم مفوضون من القيادات المرجعية على الاتفاق بخصوص بعض التفاصيل. كما لا يحب المنظم المصري العودة لمناقشة قضايا نوقشت سابقا او تفاصيل اتفق عليها.

ويجد المفاوضون الفلسطينيون متعة كذلك في التحدث عن صلابة او سلاسة المسؤول المصري لكل لجنة فرعية، حيث قرر الجنرال عمر سليمان وجود ضابط برتبة رفيعة من كادره في كل غرفة ومع كل لجنة. ومن الواضح ان هؤلاء الضباط تم اختيارهم بعناية ايضا من حلقات الكادر المسيسة اولا والمطلعة ثانيا على تفاصيل المشهد الفلسطيني. وبطبيعة الحال نشأت في ظل هذه الظروف من الاحتجاز الودي صداقات واحتكاكات وتبادل الجميع النكات والابتسامات والدعابات بما في ذلك العبارات التي تطالب احد المفاوضين بالعودة لمرجعيته في الخارج قبل ابداء أي رأي او موقف.