مستمرون في الدفاع عن المقدسات

بعد ليلة دامية.. حشود فلسطينية كبيرة تتحدى الاحتلال وتُحيي قيام ليلة القدر في القدس والأقصى

الساعة 10:23 م|08 مايو 2021

فلسطين اليوم

توافدت حشود كبيرة من المواطنين الليلة إلى القدس والمسجد الاقصى لإحياء ليلة القدر المباركة، رغم الانتشار المكثف لقوات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة باب العامود وباحات الأقصى، في وقت تشهد فيه المدينة المقدسة منذ بداية رمضان مواجهات عنيفة تجري بين الفلسطينيين والاحتلال، رفضًا لمخططات الكيان المحتل واحتجاجًا على جرائمه المتصاعدة التي جوبهت بالرفض العارم.

هذا التصعيد الميداني الخطير يحاول الاحتلال من خلاله النيل والتنكيل بالمواطنين نكاوةً بهم، حيث منعت المصلين من الوصول للقدس للصلاة وتهويد وتغيير معالم المدينة وصولاً لطرد سكان حي الشيخ جراح من منازلهم، قسرًا، متجاهلةً كافة الردود الغاضبة، سواء الفلسطينية أو العربية والدولية.

ورغم قمع "القوات الإسرائيلية" الشبان ووقوع إصابات بالمئات، يواصل المرابطين خوض معركتهم المفتوحة ضد العدو؛ حتى تحقيق مطالبهم العادلة والانتصار المتمثل بمنع تدخل الكيان المحتل بمصير القدس وأهلها، وسط تحذيرات من "تحويل الصراع فيها إلى صراع ديني".

حشود كبيرة

وأفاد وليد عبد الرزاق، أمين عام تجمع "بالقدس يهتدون" في مدينة القدس، بأن آلاف المواطنين توافدوا إلى القدس والأقصى مساء اليوم لإحياء صلاة قيام ليلة القدر فيها، مشيرًا إلى أن "هذه الليلة تختلف عن الأعوام السابقة بسبب انتفاضة الهبة الشعبية عبد باب العامود والشيخ جراح، رفضًا لمخططات الاحتلال".

وأكد عبد الرزاق، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأحداث الميدانية والاشتباكات المستمرة مع الاحتلال "أثبتت ان المقدسين أصحاب إرادة وعزيمة قوية، حيث افشلوا للمرة الثالثة نصب البوابات الالكترونية، في هبة باب الاسباط والرحمة، آخرها هبة باب العامود".

وشدّد أمين عام التجمع، على أن المقدسين يدافعون عن كرامة الامتين العربية والإسلامية، لافتًا إلى أن "القدس ومسجدها ليس للمقدسين والفلسطينيين وحدهم، ولكنه لكافة المسلمين في العالم".

وبخصوص خطة المستوطنين لاقتحام الأقصى يوم 28 من رمضان، قال عبد الرزاق: إننا "جاهزون للتصدي لهذه الاقتحامات، وأن الصهاينة يعلمون ماذا ستكون النتائج؛ لكونهم جربوا سابقًا الهبات الفلسطينية المدافعة عن المقدسات والمدينة".

وعن الإجراءات "الإسرائيلية" القمعية، شدّد عبد الرزاق، على أن تهديدات الاحتلال وإبعاد عشرات المقدسيين عن القدس والاعتقال واعتقال آخرين، لن يوقف إرادة الفلسطينيين في الدفاع عن حقهم ووجودهم في القدس وضواحيها.

وأوضح ان المطلوب من الامتين العربية والاسلامية مساندة المقدسين وتعزيز صمودهم وثباتهم في القدس من خلال توفير وسائل الدعم المادي  والمعنوي بالإضافة لتخصيص يوم إعلامي مفتوح على جميع الوسائل الإعلامية، لفضح ممارسات الاحتلال.

وطالب عبد الرزاق، طرفي الانقسام الفلسطيني بضرورة إنهاء الانقسام البغيض وإعلان الوحدة الوطنية من أجل القدس والدفاع عن أهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وعن بقية الأراضي المحتلة، وتابع قائلاً: "يترتب على السلطة الفلسطينية أن تقوم بأخذ دورها تجاه مدينة القدس، فهنالك تقصر واضح ومملوس في مساندة المحتجين في المدينة".

ليلة أمس، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، إصابة 205 مواطن جراء قمع قوات الاحتلال المقدسين في القدس، نقلت منهم 88 إصابة إلى المستشفى، إلى جانب محاصرة المصلبين في الأقصى، وإطلاق قنابل الصوت والغاز صوبهم.

وتعتبر هذه الليلة الدامية الأكثر شراسة وعنفًا منذ اندلاع الهبة المقدسية مطلع رمضان، إذ قمعت "القوات الإسرائيلية" المتواجدين في القدس وباحاته بقوة السلاح وبطريقة همجية، واستهدف جميع المواطنين دون تفرقة.

تفجير الاوضاع

رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب، أكد، أن محاولات الاحتلال "الاستفزازية" في القدس وأزقتها منذ أسابيع، لـ"تفجير الأوضاع الميدانية في المدينة".

وحذر سلهب، في تصريح صحفي، الكيان المحتل من أن المسجد الأقصى منطقة حساسة و"سيتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات اندلاع المواجهات".

وأوضح أن الاحتلال يريد إشعال الفتنة في المدينة المقدسة، وان رد الفعل الفلسطينية الغاضبة، ردًا على استخدام الاحتلال العنف ضدهم، مشدّدًا على أن "العدو لا يمتلك أي حق القدس".

استنكرت الدول العربية في بيانات منفصلة قمع "القوات الإسرائيلية" لأهالي القدس والاعتداء على المقدسات بقوة السلاح، داعيةً إلى وقف تصعيد الأحداث فيها، وحملت المسؤولية الكاملة للسلطات الاحتلال عن تصفدي الأوضاع.

التحذير من صراع ديني

لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب، حذر من محاولات الاحتلال الإسرائيلي من تحويل الصراع إلى صراع ديني، مشيرًا في حديث صحفي، إلى أن الاحتلال "يقودنا رويدًا رويدًا لصراع ديني".

وأكد الخطيب، أن المواجهات الحاصلة في القدس رفضًا لمخططات الاحتلال، دليل "على استحالة ترويض القدس وأهلها وإضفاء جدوى الرفض للكيان المحتل،  مشددًا على دعم المقدسيين في مواصلة صمودهم ونضالهم ضد العدو.

وقال رئيس لجنة الحريات: إن" سنوات الاحتلال الطويلة لم تتغير من أصالة أهالي القدس، وأنهم خط الدفاع الأول"، مؤكدًا أن أحداث القدس أثبتت أن الشعب الفلسطيني لن "يفرط بمقدساته، وسيستمر في الدفاع عنها"، رغم ما وصفهم بـ"خونة التطبيع" بإدارة ظهورهم للفلسطينيين.

وشهدت كافة محافظات الوطن، العديد من الوقفات والمسيرات دعمًا وإسنادًا ونصرةً للقدس وأهلها في مواجهة عدوان الاحتلال واقتحامات المستوطنين، وأكدت المقاومة بغزة على دعمها للهبة المقدسية، وحذرت العدو من المزيد من عدوانه ضد الفلسطينيين.

وفي حي الشيخ جراح المهددة بإخلاء منازلها، أفاد عضو لجنة وحدات سكن لاجئي حي الشيخ جراح عارف حماد، أن 160 فردُا في الحي وصلتهم مؤخرا أوامر لإخلاء منازلهم، بينهم 46 طفلا.

وينتمي هؤلاء إلى 12 عائلة مختلفة، وتعيش 28 عائلة ممتدة لاجئة على مساحة 18 دونما في "كرم الجاعوني" بحي الشيخ جراح ويبلغ عدد أفرادها 500 شخص، وفق حماد.

وأصدرت المحكمة "الإسرائيلية العليا" قرارًا تقنيًا قررت فيه سماع طلب الاستئناف المقدم باسم أهالي الحي أمام هيئة مكونة من 3 قضاة يوم الاثنين المقبل الموافق 10 مايو/أيار، وذلك حسب ما صرح به سامي ارشيد أحد المحامين المكلفين بالدفاع عن عائلات حي الشيخ جراح.

كلمات دلالية