خبر خرافة أولمرت، مشكلة باراك .. هآرتس

الساعة 09:08 ص|23 مارس 2009

بقلم: امير اورن

من قبل ان تجف دموع الحزن على موت حكومة ايهود اولمرت بعد طول احتضار، وها هي خرافة جديدة تنتشر:- اولمرت كان رئيس وزراء جيد. ليس جيدا فقط بل متفوق. صاحب قدرة تقريرية مدركا للتفاصيل والمجريات. كل ما هو معاكس لادعاءات الدفاع في ملفاته الجنائية. هو هناك لا يتحلى بالمسؤولية او تصور ان هذه امور صغيرة تتوقف معالجتها عند مستوى شولازاكين ووكالات السفر.

الجانب الاكثر اثارة في خدعة خرافة اولمرت هو ان من يطرحونها يعترفون بأن الواقع بكل جوانبه الامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي رديء. وضع سيء ورئيس وزراء جيد. بدعة اسرائيلية. هذه ظاهرة معروفة من الجيش الاسرائيلي: يفضلون هناك صاحب قدرة تقريرية سريع وحازم، حتى ولو كان صاحب قرارات سيئة – "سننطلق ونصوب انفسنا خلال الحركة" – على من يتردد ويفكر قبل القرار.

اولمرت، الذي شكل لجنة فينوغراد الا انه كان الوحيد بين من جرى التحقيق معهم الذي حافظ على بقائه بعدها، علل رفضه الاستقالة باصراره على البقاء لتصويب الاخطاء والنواقص. وفي الواقع، هو لم يصوب. مع وصوله الى الموعد ب في الامتحانات في غزة، اتضح ان علاماته، كشريك وحيد في القضيتين، لم تتحسن.

حكومته وصلت الى الحضيض في الاسبوع الماضي، في قضية الاتصالات الجارية لاطلاق سراح جلعاد شليت. الوزراء تنافسوا فيما بينهم في القفز على احدى كفتي الميزان، تلك التي تبدو لهم اكثر تعبيرا عن نبض الشارع، ولكن الحكومة هي ميزان المصلحة الوطنية، وليس من شأنها ان تعمل كجمعية او كمجموعة ضغط في مواجهة الحكومة.

خلال السنوات الثلاث الاخيرة – سنة لكل توصية من الشرطة لتقديم لائحة اتهام ضده، وسيبقى مكان ايضا لتوصية واحدة ستقدم عما قريب – عمل انصاره في الصحافة وفي الاذاعة والتلفاز وبذلوا جهودهم. هؤلاء قريبون من رؤساء الوزراء اكثر من المراسلين للشؤون الامنية القريبين من طاولات وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ورئيس الشاباك. هؤلاء الصحافيون يتحملون المسؤولية بدرجة معينة، ان لم يكن عن الوضع نفسه فعن الفجوة بين الحقيقة والخيال.

من المقلق ايضا ان نرى، ان عادات الرفقة بين الضباط والسياسيين الذين وضعوا من اجل خدمتهم لم تغب عن العالم مع افول عهد اريئيل شارون. في الاونة الاخيرة نشر ان طاقم اولمرت قد نظم له حفلة. بين المحتفلين كان السكرتير العسكري اللواء مئير كاليفي، الذي لم يعرف عنه حتى ذلك الحين بانه متزلف، ولكن مثل كل من سبقوه تقريبا لا يعرف كيف يضع حدود الخدمة العسكرية ويحددها في ديوان سياسي. ربما تعلم كليفي شيئا ما من روح قائده، رئيس هيئة الاركان جابي اشكنازي في حفلة هيئة الاركان التي نظمت لاولمرت. اشكنازي كان في الاسبوع في البنتاغون. خسارة انه لم يستغل الفرصة لسؤال مضيفيه، ان كان الضباط الامركيون قد اكلوا وشربوا مع الرئيس المحتقر ريتشارد نيكسون، قبيل استقالته عندما كان القانون في اعقابه.

الملائم بالتحديد للجهاز الامريكي هو ايهود باراك. من المناسب له ان يكون تعيينا شخصيا لقائد منتخب، وليس كرئيس حزب سياسي بفضل قدراته. وزير خارجية مثل صديقه كولين باول او وزير دفاع دونالد رامسفيلد. كان لباراك تفوق نسبي في الاطلاع وفي فهم النهج الذي يجمع بين الرؤية الواسعة والمعلومات التفصيلية. كسياسي، هو فاشل وتائه. مثل متقاعدين اخرين من سلك الاستخبارات كرافي ايتان وافي ديختر الذين تبين انهم فاشلون سياسيا ولا يستطيعون ان يروا ابعد من انوفهم، ارتكب باراك كل خطأ ممكن. بنود الفرار التي قام بصياغتها من اجل الحصول على ضمانات لنفسه دمرت مصداقيته. وعندما يخسر هو دائما يتطلع للخدمة تحت امرة من هزموه، في البداية شارون والان بنيامين نتنياهو.

باراك يزيف الجوهر عندما يظهر تشوقه بالتحالف مع نتنياهو باعتباره ارادة الناخب. بهذه الطريقة يمكن اظهار كل تشكيلة تحظى باغلبية في الكنيست. ايضا لو شكلت حكومة برئاسة احمد الطيبي وتاييد افيغدور ليبرمان وشاس وباراك فمن المسموح الادعاء ان هذه ارادة الناخب. باراك ونتنياهو يستحقان بعضهما البعض. باراك يخاف من البقاء في الخارج ونتنياهو يخاف من البقاء في الداخل وحيدا. لا تقلقوا: سيأتي يوم ويصبحان فيه خرافة سخيفة هزلية مثل خرافة اولمرت.