القدس حاضرة في يوم القدس العالمي

الساعة 12:20 ص|06 مايو 2021

فلسطين اليوم | أحمد المدلل

بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران مباشرة وفى عام ١٩٧٩ كانت القدس حاضرة في عقل ووجدان الامام الخميني رحمه الله حيث كانت القضية الفلسطينية تُشغل باله وجعلها  قضيته المركزية وفى قلبها القدس، وفى الجمعة الأخيرة من رمضان في ذلك العام كانت القدس مع الامام الخميني على ميعاد حينها اطلق على تلك الجمعة من شهر رمضان المبارك "يوم القدس العالمي" في يوم جمعة وهى الأخيرة أو "اليتيمة" كما كان يسمّيها آباؤنا وأجدادنا، فيها تتحرك نفحات روحانية مباركة ومميزة وتتعالى القيم الايمانية والعقيدية وهو يعلم أن القدس من صلب عقيدة الأمة الاسلامية وأنها آيةٌ في كتاب الله ومحطُّ رحلة إسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة وعلى أرضها صلّى رسول الله إماماً بالأنبياء والمرسلين جميعا كما أنها معراجه الى السموات العلا ليرى من آيات ربه الكبرى، هي أرض المحشر والمنشر وقد اختار الله لها اسماً من أسمائه الحسنى "القدوس" .

دعوة الامام الخميني رحمه الله ليوم القدس العالمي جاءت  تذكيراً  بمكانة مدينة القدس والأقصى في تاريخ وحياة الأمة، حاول من خلالها استنهاض وتحشيد طاقات الأمة وقوتها من جديد  لتوجه بوصلتها الى القدس المغتصبة والمستباحة من الاحتلال الصهيوني رمز الإجرام والرذيلة والشر العالمي لتتقدم من أجل تحريرها حتى تعود القدس إلى حاضنة الأمة من جديد.

في يوم القدس العالمي ينطلق أحرار الأمة في كل مكان يحملوا قضية القدس ويحركوها في قلوب الشعوب التي تزداد حسرتها على تاريخها المنسيّ على  اسوار القدس وتندب عجزها الذى يمنعها من النهوض لتخليص القدس والأقصى من براثن الاحتلال الصهيوني.

فيما على أرض فلسطين تتجدد معركة الشعب الفلسطيني المستمرة في وجه العدو الصهيوني وتتنوع اشكالها بالمواجهات والمظاهرات والمسيرات والاعتصامات والخطابات التي تلهب روح الشباب الفلسطيني وأيضاً بالمقاومة المسلحة ضد الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين.

لم يكن اطلاق يوم القدس العالمي شعاراً فقط في حياة الامام الخميني ولكنه كان نابعاً عن عقيدة لازمها فعل لا يزال حاضرا في مواجهة الكيان الصهيوني المجرم وأمريكا الراعية له والداعمة والمشاركة له في جرائمه ضد فلسطين والقدس، هذا الفعل الخميني وكذلك القيادة الايرانية من  بعده التي لا تزال داعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته بكل ما يحتاجونه من اشكال الدعم وعلى رأسه الدعم العسكري والمادي فيما تخلى الأشقاء والأصدقاء والحلفاء عن الفلسطينيين بل وصل الأمر ببعض الانظمة العربية للهرولة باتجاه الكيان الصهيوني من اجل التطبيع معه وعقد اتفاقيات ونسج علاقات بكافة أشكالها والاعتراف بوجوده واحتلاله، انها نفس الانظمة التي تحاول جاهدة كيّ وعى شعوبها بالإرهاب تارة والإعلامِ الموجَّه تارةً اخرى لكى تقبل هذه الشعوب بالكيان الصهيوني كدولة طبيعية في قلب العالم العربي والاسلامي بل وصل الامر بهذه الانظمة الى عقد تحالفات عسكرية مع العدو الصهيوني لضرب شعوب امتنا الحرة وما يحدث للشعب الفلسطيني والشعب اليمنى من دمار وقتل وتهجير وتضييع للحقوق خير شاهد على تحالفات هذه الانظمة مع امريكا وربيبتها اسرائيل

فيما تبقى صرخة الامام الخميني رحمه الله صادحة في الآفاق لتقول لأهل القدس هنيئا لكم هذا الشرف تقاتلون نيابة عن العرب والمسلمين، لستم وحدكم  إنها معركتنا جميعا، إنها معركة الأمة التي تبحث عن عزتها الغائبة وكرامتها المهدورة لأن القدس كاشفة العورات وطالما ان القدس مغتصبة ستبقى عواصمنا مستباحةً لأمريكا واسرائيل.

يأتي يوم القدس العالمي هذا العام والعالم كله يشهد على تصعيد  العدو الصهيوني عدوانه ضد أهل القدس والاقصى وحى الشيخ جراح حيث يعمل الاحتلال الصهيوني جاهداً لتفريغ القدس من أهلها ليثبّت روايته الزائفة "اورشليم العاصمة الابدية والموحدة لإسرائيل"، فيما يواجه ابناء شعبنا العدو المدجج بكل انواع الاسلحة بصدورهم العارية وبإرادة لا تنكسر ليؤكدوا ان القدس لهم ولن يفرطوا بذرة تراب من أرضها وفداها الارواح وفلذات الاكباد.

في يوم القدس العالمي نؤكد أن مقاومتنا حاضرة مع اهلنا في القدس ولن نتركهم وحدهم قلوبنا معهم وصرخاتنا معهم وصواريخنا حاضرة وقد وصلت رسالتنا الى العدو الصهيوني.