خبر مجموعة الاتصالات الفلسطينية توقع صفقة شراكة إستراتيجية مع نظيرتها « زين » الكويتية

الساعة 06:28 ص|23 مارس 2009

فلسطين اليوم : رام الله

أقر مجلس إدارة شركة الاتصالات الفلسطينية في اجتماع طارئ عقده في العاصمة الأردنية، أمس الأول، صفقة الشراكة الإستراتيجية مع مجموعة (زين) الكويتية بصورتها النهائية وكلّف رئيس مجلس الإدارة صبيح الـمصري متابعة الحصول على الـموافقة الرسمية من السلطة الفلسطينية عليها.

وقالت الشركة، في بيان، تلقته "الأيام": إن الـمجلس "اطّلع على آخر مستجدات الشراكة الـمنوي عقدها مع شركة (زين) الكويتية في ضوء التطورات الأخيرة، وقد أقر هذه الشراكة بشكل نهائي وكلّف رئيس مجلس الإدارة متابعة الإجراءات اللازمة لتوقيع هذه الاتفاقية".

وأضاف البيان: إن الـمجلس ناقش آخر التطورات الخاصة بإجراءات الحصول على موافقة السلطة الوطنية على صفقة الشراكة، وتم تحديد التوجّه العام لهذه الـمتطلبات ضمن ما يكفل الـمصلحة العامة للـمواطن والشركة والحكومة الفلسطينية، وفي ظل هذه الأجواء الإيجابية الـمرافقة لإتمام النقاشات مع الحكومة فقد كلّف الـمجلس السيد صبيح الـمصري إنجاز الحصول على الـموافقة الرسمية مع دولة رئيس الوزراء؛ لتتسنى الدعوة إلى هيئة عامة غير عادية؛ ضماناً لإتمام كل ما يلزم من إجراءات ضرورية لإتمام الصفقة حسب الأصول.

وكان الـمصري التقى رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، أمس، وناقش معه تفاصيل الصفقة وموقف السلطة الوطنية منها.

ونسب البيان إلى الـمصري قوله عقب لقائه فياض: إن "مجموعة الاتصالات واثقة من حرص الحكومة على إنجاز الـموافقات اللازمة لهذه الصفقة بالشكل الـمناسب ونحن قريبون جداً من نهاية الـمطاف".

واعتبر الـمصري "الأجواء الإيجابية السائدة في صالح الجميع وتصبّ بالأساس في صالح تحقيق أهم إنجاز اقتصادي ووطني في لحظات بات الاقتصاد الـمحيط والعالـمي في يأس شديد".

وفي افصاح نشرته سوق فلسطين للاوراق المالية على موقعها اللكتروني، أمس، قالت الشركة ان الجلس "اطلع على اتفاقية الشراكة مع زين، واقر المجلس هذه الاتفاقية، وكلف رئيس المجلس متابعة ما يلزم من اجراءات لغايات توقيع هذه الاتفاقية".

واوضحت الشركة ان مجلس الادارة "ناقش الاطار العام الذي قدمه رئيس الوزراء، والمتعلق بالحصول على موافقة السلطة الوطنية على الصفقة، حيث تم اقرار توجه محدد فيما يتعلق بهذا الاطار، وتم تكليف رئيس مجلس الادارة بانجازه مع رئيس الوزراء، كما تم تكليف رئيس المجلس بالدعوة لعقد هيئة عامة غير عادية، واتخاذ كل ما يلزم من اجراءات لاتمام الصفقة".

وقال المصري في البيان: نحن في مجموعة الاتصالات عندما أقدمنا على هذه الشراكة الإستراتيجية مع شركة (زين) انطلقنا من مبدأ أننا لن نبيع الشركة لأحد، وأن أحداً لن يقبض فلساً واحداً ثمن أية حصة له في هذه الشركة، بل اجتهدنا وأقدمنا على تضحية واضحة عندما قمنا بفتح الـمجال لدخول شريك إستراتيجي بحجم شركة (زين) تكون فيه الحصة الأكبر للشريك الإستراتيجي؛ إيماناً منا بأن في هذه الشراكة منفعةً للاقتصاد الوطني وصالح الـمواطن والـمشترك. هذه الشراكة ستؤمّن توسعاً لرقعة الدخل للحكومة الفلسطينية عندما تصبح الشراكة نافذةً، وتصبح بالتالي شركة بحجم شركة زين العملاقة شركةً محليةً تتمتع بأعداد هائلة من الـمشتركين، وحجم رأس مال وقيم سوقية متاحة ومسجلة تحت القانون الفلسطيني ومدرجة في سوق فلسطين الـمالية، لكن يبقى الـمردود الأهم للصفقة هو قدرتها على خلق مئات الوظائف الجديدة في وقت يشهد فيه القطاع الخاص انحساراً في قطاعات عديدة، هذا كله نعتبره نصرةً للقطاع الخاص والوطن والـمواطن، ومدعاة افتخار واعتزاز لنا جميعاً؛ لأننا استطعنا أن نجذب إلى البلد هذه الشراكة الإستراتيجية في ظروف اقتصادية صعبة للغاية.

وطمأن الـمصري جميع الـمراقبين لهذه الصفقة بأنها لا تنطوي على بيع وقبض للثمن، موضحاً أنها عبارة عن اندماج لكيانين في كيان واحد "وهذا الكيان سيؤمّن لفلسطين ديناميكية اقتصادية غير مسبوقة، عندما يتوحد الجهد مع جهود الـمشغل الثاني ليصبح قطاع الاتصالات من القطاعات الأساسية الـمحركة للاقتصاد الوطني".

وتابع قائلاً: إن مجموعة الاتصالات ومنذ يومها الأول أصرّت على أن تكون من مناصري حرية السوق ومن أشد الدعاة إلى فتحه للـمنافسة، وقدمت في هذا السياق اقتراحاً رسمياً وخطياً للوزارة الـمعنية باستعدادها الطوعي للتعاون مع السلطة الوطنية في موضوع إعادة توزيع التردّدات، إذا كان ذلك فيه خير لقطاع الاتصالات وضمان لـمصلحة الجميع ضمن آليات الـمنافسة الشريفة الواضحة والفرص الـمتاحة للجميع، مع ضمان التحرك في سوق حرة تحكمها شرائع منصفة وواعدة.

وإضافة إلى استعداد الشركة لاعادة توزيع الترددات لصالح الشركة (الوطنية موبايل)، الـمشغل الثاني للهاتف الخليوي، قال الـمصري: إن الشركة قدمت، بشكل طوعي، إطاراً مرجعياً للربط البيني وفق أفضل الـمعايير الدولية ووفق الـمبادئ التي تضمن الـمنافسة العادلة، وهذا الإطار الآن هو بيد السلطة الوطنية، كما أن الشركة توصلت إلى اتفاقيات خطية مع الوزارة بخصوص الـمكالـمات الواردة عبر تكنولوجيا الإنترنت، والـمكالـمات الصادرة وغيرها من البنود الـمحورية لفتح السوق للـمنافسة، والشركة جاهزة للتعاون وفق أقصى الحدود لإبقاء هذا القطاع العمود الفقري لعملية التنمية الاقتصادية في فلسطين.

وقال الـمصري: إن الشراكة الـمرتقبة بين شركة (زين) و(الاتصالات) "باتت موضع ترحاب من الجهات الرسمية في فلسطين ودولة الكويت، وأصبحت هي الـمعيار الذي تقاس به جدية الأطراف لإنجاز الصفقة وإعلانها للـملأ.

وأشاد الـمصري، باسم مجلس إدارة الشركة، بترحيب السلطة بالاستثمار العربي والوطني، والإشادة بالشراكة مع (زين) معتبراً "إنجاز هذه الصفقة يشكل ترجمة حقيقية لهذا التوجه".

كما رحّب الـمصري بزيارة الأمير أحمد الفهد الصباح إلى فلسطين0

وقال: نرى في هذه الزيارة، وفي الصفقة مع (زين)، بداية عهد جديد في العلاقة بين فلسطين ودولة الكويت الشقيقة، ومن خلالها مع بقية العالـم العربي، وننظر إلى اليوم الذي سيتم فيه التوقيع الرسمي على اتفاقية الشراكة برعاية سيادة الرئيس محمود عباس، ومشاركة الـمسؤولين الكويتين وشركة زين على أرض فلسطين كحدث تاريخي وطني من الطراز الأول.