خبر عاموس جلعاد: قيادة مصر قررت عدم التورط في مزيد من الحروب لتُواصل الحياة

الساعة 06:59 م|22 مارس 2009

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

أجرت إذاعة الجيش الأربعاء الماضي لقاءا مع رئيس الهيئة الأمنية والسياسية في وزارة الحرب الإسرائيلي عاموس جلعاد، تحدث فيه عن مضي 3 عقود على توقيع اتفاقية السلام مع مصر خلال الأسبوع الماضي.

 

وردا على سؤال "هل كان يتوقع خلال عام 1979 أن يتم التوصل إلى سلام بين إسرائيل ومصر"، أجاب بقوله "في ذلك الوقت لم أكن بشكل مهني مختصا في شئون مصر، حتى تم تعييني كمسئول لقسم الأبحاث في الاستخبارات الإسرائيلية".

 

وأضاف "بالنسبة لي في ذلك الوقت، كان الأمر بمثابة الحلم حين رأيت السادات ينزل من الطائرة عند وصوله إلى إسرائيل، لأن الاستخبارات قدّرت في ذلك الوقت أنه لا يمكن التوصل إلى سلام مع مصر، بالرغم من أهمية هذا الأمر، لأن مصر هي التي تقود الدول العربية، وتمسكها بالسلام له تأثيره في كل المنطقة".

 

وأشار جلعاد إلى أن العلاقة مع مصر خلال العقود الثلاثة الماضية مرّت بمحن عديدة، من ضمنها، محنة حرب لبنان الأولى، الانتفاضة الأولى، حرب لبنان الثانية، وعملية الرصاص المسكوب.

 

وأوضح أنه وبالرغم من كل هذه المحن إلا أنه لم يحصل أي ضرر لاتفاقية السلام، معتبرا أن خيار السلام هو خيار استراتيجي لإسرائيل التي اختارته في عهد الرئيس "بيغن".

 

وقال: "القيادة المصرية بزعامة السادات ومن بعده مبارك، قررت عدم توريط مصر في مزيد من الحروب، لأنها دولة كبيرة وتحتاج لتسخير موارد ضخمة لكي تستمر في الحياة".

 

ورأى جلعاد أنه وبعد حرب أكتوبر التي يعتبرها المصريون نصرا عظيما، توصلت الدولتان إلى خلاصة مفادها أن السلام أفضل لهما وأهم من أي حرب، وأضاف "ببساطة لو سألت مبارك اليوم لأجابك بوضوح حاد، أنه يفضل عدم توريط مصر في حرب مع إسرائيل".

 

وأوضح أن مصر بالرغم من ذلك تعمل على تطوير قوتها العسكرية بصورة دقيقة، منوها إلى أنه وحسب التقييم الإسرائيلي لا يوجد أي داعٍ للقلق، لأن مبارك يعني فعلا أن مصر لن تخرج لحرب ضد إسرائيل _حسب قوله_.

 

وذكر رئيس الهيئة الأمنية والسياسية أنه الجيش الإسرائيلي يستعد لكافة الخيارات حسب سلم الأولويات الموجود لديه، مؤكدا على أنه لا يوجد ضمن أولوياته فتح جبهة مع المصريين.

 

وادعى جلعاد أن العالم العربي السنّي بمجتمعاته وأفراده، يفهمون حقيقة أن إيران هي العود لإسرائيل ولهم أيضا، لأنها تزحف نحو قنبلة ذرية، ولديها كيانات راديكالية تحاول القيام بثورة في العالم العربي، وتحاول الحفر تحت الأنظمة الحاكمة.

 

ونوه إلى أن مصر تنظر إلى إيران على أنها تهديد استراتيجي، مشددا على أن سلم أولويات إسرائيل يقف على رأسه إيران ومشروعها النووي والكيانات الراديكالية التي تدور في فلكها مثل بعض المنظمات الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

 

ووصف جلعاد الرئيس المصري مبارك، ووزير دفاعه طنطاوي، ووزير مخابراته عمر سليمان، بأصحاب الخبرة الكبيرة على مر الزمن الطويل، معتبرا وقوفهم خلف خيار السلام كخيار استراتيجي بالأمر الهام الذي يجب أن يتطور.