خبر في ظل سرقة المياه الفلسطينية...الضفة تشتري معظم مياه الشرب من إسرائيل

الساعة 10:07 ص|22 مارس 2009

رام الله: فلسطين اليوم

قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 48 مليون متر مكعب كمية المياه المشتراة عام 2008 في الضفة الغربية هي من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت).

و اعتبر الجهاز في تقرير له بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يصادف اليوم، أن قضية المياه في فلسطين قضية سياسية و أمنية بالدرجة الأولى، بحيث تشكل السرقة الإسرائيلية الممنهجة للمياه الفلسطينية بل  والعربية تهديداً للأمن المائي الفلسطيني والعربي.

سرقة منظمة...

فقد بدأت سرقة هذه المياه عام 1964 بدأت إسرائيل في استغلال مياه نهر الأردن دون مراعاة حقوق الدول المشاركة في مياهه، وقامت بتجفيف بحيرة الحولة، وتحويل مجرى نهر الأردن، وسيطرت عام 1967 على الجزء الجنوبي من نهر الأردن، مما ألحق الضرر بالأراضي الزراعية العربية الممتدة على جانبي النهر، واستخدمت مياهه في الوقت الذي حرم الفلسطينيون من استخدامها التي كان من المقرر أن تبلغ حصة الضفة الغربية منها وفقاً لمشروع جونستون نحو 220 مليون متر مكعب.

و في عام 1978 تمكنت إسرائيل من السيطرة على مياه نهر الحاصباني الذي يغذي بحيرة طبريا، و أقامت مستوطناتها فوق الأراضي الفلسطينية الرابضة على الأحواض المائية في الضفة الغربية خصوصاً في منطقة الأغوار، واستنزفت مياهها بطريقة مفرطة أخلّت بالتوازن المطلوب بين معدلات التغذية السنوية لهذه الأحواض وبين الاستهلاك الفعلي لمياهها. 

هذا وقامت إسرائيل بمنع الفلسطينيين من الحصول على كامل حصصهم المائية الإضافية التي تقررت في اتفاقية أوسلو الثانية والبالغة 80 مليون متر مكعب.

و في الوقت الذي تقوم فيه اسرائيل بسحب المياه من الأراضي الفلسطينية لتزود بها مدنها، تقوم ببيع الفائض منها لسكان الأراضي الفلسطينية حيث بلغت كمية المياه المشتراة للاستخدام المنزلي من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت) للعام 2008 ما يقارب 47.8 مليون متر مكعب في الضفة الغربية وذلك بحسب البيانات الأولية لسلطة المياه الفلسطينية، إضافة إلى ذلك استنزاف المياه الجوفية المفرط في الأراضي الفلسطينية.

مصادر المياه...

و أشار التقرير إلى إن أغلب مصادر المياه الفلسطينية مشتركة مع دولة مجاورة واحدة أو أكثر، بحيث يتشارك في حوض نهر الأردن خمسة دول هي: إسرائيل، الأردن، لبنان، سورية، والأراضي الفلسطينية، وقد شكلت مسألة تقاسم مياه نهر الأردن بين هذه الدول موضوعاً لمفاوضات مطولة دامت عقود.

بينما يعتبر النظامين الجبلي (الجيري) والساحلي (الرملي) الحاملين للمياه أهم مصدرين للمياه الجوفية في البلاد، بحيث يقسم الخزان الجبلي إلى ثلاث أحواض تحت جوفية هي: الغربي، والشمالي الشرقي، والشرقي. 

و تشارك إسرائيل الفلسطينيين في الحوضين الأولين، فإن الحوض الأخير يقع بالكامل ضمن أراضي الضفة الغربية، ومن هنا شكل حصاد مياه الأمطار – ولا يزال – مصدراً رئيسياً للمياه في الضفة الغربية.

كما تشير بيانات مسح التجمعات السكانية لعام 2008 إلى أن 123 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية لا يوجد فيها شبكة مياه عامة تمثل ما نسبته 22.9% من التجمعات السكانية بعدد سكان يبلغ 177,275 نسمة جميعها في الضفة الغربية.

و أظهرت بيانات المسح أن 116 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية تحصل على المياه من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت)، و يسكنها حوالي 454 ألف نسمة أي ما نسبته 12.1% من السكان  في الأراضي الفلسطينية، وتتوزع هذه التجمعات بواقع 110 تجمعات سكانية في الضفة الغربية و6 تجمعات في قطاع غزة، بالإضافة إلى أن 112 تجمعاً سكانياً في الضفة الغربية يحصل على المياه من خلال دائرة مياه الضفة الغربية.

و تشير نتائج المسح إلى أن 157 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية  تعتمد على آبار المياه الارتوازية كمصدر بديل لشبكة المياه العامة، في حين 421 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية تعتمد على آبار مياه الأمطار كمصدر بديل للشبكة، بالإضافة إلى أن 398 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية تعتمد على شراء صهاريج (تنكات) المياه كمصدر بديل للشبكة.

و بينت نتائج مسح البيئة المنزلي 2008 أن 88.2% من الأسر في الأراضي الفلسطينية تقيم في مساكن متصلة بشبكة المياه العامة، حيث تتوزع هذه النسبة بواقع 84.2% في الضفة الغربية مقابل 97.0% في قطاع غزة، وهذا يشير إلى أن هناك ازدياد في نسبة عدد الأسر التي تقيم في مساكن متصلة بالشبكة مقارنة مع 84.8% من الأسر في عام 1999.  بينما بلغت نسبة الأسر في الأراضي الفلسطينية عام 2008 والتي تعتمد على آبار المياه المنزلية 5.9% من الأسر.

جودة مياه الشرب

وبينت نتائج مسح البيئة المنزلي 2008 أن 45.6% من الأسر في الأراضي الفلسطينية تعتبر المياه جيدة، وتتباين هذه النسبة بشكل كبير ما بين الضفة الغربية (64.3%)، وقطاع غزة (13.8%)، وبالمقارنة مع السنوات السابقة فان هذه النسبة في تناقص مستمر فقد كانت نسبة الأسر التي تعتبر أن المياه جيدة 67.5%.

بالمقابل 24.1%  من الأسر الفلسطينية ( 13.8% في الضفة الغربية و49.8% في قطاع غزة) تعتبر أن المياه سيئة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في المياه وتلوث المياه بالمياه العادمة.

أشارت بيانات تقرير إحصاءات المياه في الأراضي الفلسطينية للعام 2007 إلى أن كمية المياه المتاحة سنوياً في الأراضي الفلسطينية قد بلغت 335.4 مليون متر مكعب.

وبلغت كمية المياه المزودة للاستخدام المنزلي في الأراضي الفلسطينية عام 2007 حوالي 175.6 مليون متر مكعب توزعت بين 85.5 مليون متر مكعب في باقي الضفة الغربية وحوالي 90.1 مليون متر مكعب في قطاع غزة، وبلغت حصة الفرد الفلسطيني من المياه المزودة للقطاع المنزلي 135.8 لتر لكل فرد في اليوم، أقلها كان لمحافظة طوباس حيث بلغت حصة الفرد حوالي 46.6 لترلكل فردفي اليوم.