خبر تأملات في مفهوم الوحدة الوطنية ..إبراهيم غوشة

الساعة 07:43 م|20 مارس 2009

تواتر بصورة مكثفة استعمال مفهوم أو شعار "الوحدة الوطنية"·· ونحن هنا نحاول أن نتناول هذا المفهوم بالبحث وتسليط الاضواء عليه.

 

 

أبسط ما يمكن أن نفهمه هو توحّد الرؤية والإجماع على مصلحة الوطن من كافة الجوانب، أو استحضار مصلحة الوطن لتكون الجامع على الوحدة بين المواطنين؛ أي أنّ كل حركة أو حزب يتمسّك بالثوابت الوطنية المتعلّقة بوحدة الشعب، ووحدة الأرض، ويضمّنها برنامجه السياسي.

 

فالحركة التي تتمسّك بتحرير الأرض من الاحتلال أولا يمكن أن تدخل في وحدة وطنية مع حركة أخرى تؤمن بهذا التوجّه مهما كان التوجّه في الفكر إسلاميًا أو وطنيًّا أو قوميًّا، ولكن لا يمكن لها أن تدخل في وحدة وطنية مع من لا يؤمن بالمقاومة طريقًا للتحرير، أو من يؤمن بالتعاون والتنسيق مع الاحتلال، ويجعل المفاوضات فقط طريقًا وحيدًا للتخلّص من الاحتلال·

 

لذلك لم تستطع الوحدة الوطنية أن تجمع بين الجنرال "ديغول" الثائر والمقاتل الفرنسي ضد الاحتلال النازي وبين الجنرال "بيتان" الفرنسي المتعاون مع الاحتلال، ولا بين "جبهة التحرير الجزائرية" التي انطلقت ثورتها في (1- 11- 1954) ضد الاستعمار والاحتلال الفرنسي وبين "جماعة مصالي الحاج" التي كانت تؤمن بالتفاوض والتعاون مع الفرنسيين؛ ومن هنا فإن فصائل المقاومة الفلسطينية مثل "حماس" و"الجهاد" وغيرها، لا يمكن أن تدخل في وحدة وطنية مع سلطة "أوسلو" التي تهزأ بالمقاومة، ولا تؤمن إلا بالتعاون مع الاحتلال، وبالمفاوضات فقط، وذلك منذ 18عامًا بدون أي نتيجة، أو تحرير شبرٍ واحدٍ من الوطن·

 

 

هذا التناقض الفلسطيني الداخلي هو تناقض في البرامج، ولا يمكن الخروج منه إلا بالاحتكام إلى مرجعية واحدة، وهي هنا "منظمة التحرير الفلسطينية"من خلال مؤسساتها وأولها المجلس الوطني، بحيث يُشكّل على أسس سياسية ديموقراطية تسمح لأكثر من عشرة ملايين فلسطيني يقيمون في داخل فلسطين المحتلة وخارجها باختيار ممثليهم بانتخابات ديموقراطية نزيهة، وهذا المجلس هو الذي يحدّد ميثاقه الوطني القومي والإسلامي، ويقول كلمته في السلم والحرب، وينشئ أو يلغي الاتفاقيات والمعاهدات والقرارات، كما يتم تشكيل اللجنة التنفيذية وبقية المؤسسات بحسب الأوزان السياسية داخل المجلس الوطني·

 

وعليه فإن أهم لجان الحوار الحالي في القاهرة هي لجنة المجلس الوطني الفلسطيني، بحيث يتم تفعيله، وانتخابه بحرية ونزاهة تضع العربة الفلسطينية على السكة الصحيحة، حتى يكون بديلا عن هذا الصراع المسلح المرفوض من كافة الشعب الفلسطيني، وتكون الكلمة الأولى والأخيرة للشعب الفلسطيني الذي يختار ممثليه في هذا المجلس·

 

===========

 

نقلا عن جريدة المجد الأردنية