عبد القادر الحسيني منارة لا تنطفئ .. بقلم/ د جميل عليان

الساعة 03:27 م|09 ابريل 2021

فلسطين اليوم | د. جميل عليان

قبل 73 عاما كانت روح القائد الوطني والعربي الإسلامي الكبير عبد القادر الحسيني تصعد الى بارئها تحتمي به من ظلم وخيانة ذوي القربى ومن هذا الواقع الشيطاني الذي كان مشغولا بتأسيس دولة الشر في العالم.

غادرنا الشهيد عبد القادر بعدما أعياه التوسل ممن اعتقد انهم من بني جلدته ودينه من "زعماء العرب" الذين ربتهم بريطانيا على عينها لهذا اليوم الكئيب والبائس، كان يدرك ان ما يحدث في فلسطين هو المؤامرة على كل المنطقة وليس على فلسطين، فقاتل بريطانيا في العراق، واقام معسكرات للتدريب على الحدود المصرية الليبية للمجاهدين العرب بعيدا عن عيون الأنظمة المتصهينة وذهب الى سوريا والاردن لعله يجد ضالته المقدسة من السلاح والدعم، ولكن هيهات من زعماء زرعتهم بريطانيا في عواصم الامة ليكونوا وكلاءها في حماية هذه النبتة الصهيونية وعندما رفضت الجامعة العربية مساعدته بالسلاح صرخ في وجوههم "ان رجال الجامعة والقيادة العربية يخونون فلسطين" و"نحن أحق بالسلاح المخزن من المزابل، ان التاريخ سيتهمكم باصاعة فلسطبن"  وعاد الى القسطل ولم تفتر عزيمته او لم تثنيه قلة الامكان ليستشهد على تراب القدس في المعركة الشهيرة بالقسطل.

لم تتغير البيئة العربية منذ ذلك التاريخ حتى الآن بل ازدادت غوصا في الوحل والوقاحة.عبد القادر لم يتنازل بالرغم من حجم المؤامرة ولم تمنعه قلة الإمكان من مواصلة رحلة الجهاد والمقاومة حتى النفس الاخير.

ان زعامات فلسطين التي لم تتعظ من هذه التجارب كلها وتركت المقاومة لصالح المشروع الدولي بل وحارب شعبها في أدوات المقاومة وفي لقمة عيشه، بل ونسقت مع المحتل، وخلقت بايعاز من المتآمرين الاقليمبين والدوليين الهيات كثيرة لحرف البوصلة الفلسطينية عن وجهتها الحقيقية والمقدسة وخلقت لهذا الشعب عناوين كلها تبعده عن مشروع المقاومة ولسان حال سلطته تقول ان مشاكلنا هي فلسطينية داخلية واسرائيل ليس لها علاقة بذلك!!.

مشاكل ومصطلحات لم يعرفها العالم ابتدعتها سلطة الشعب الفلسطيني من انقسام وشرعية واستعادة غزة وتقسيم الشعب الفلسطيني الى شرائح كل له احتياجاته الخاصة مثل 2005 و المستنكفين وشهداء 2014   والاسرى المقطوعة رواتبهم وشرائح اجتماعية واقتصادية لاتعد كل يتضور الما وجوعا من ظلم قياداته.

لقد حدد الشهداء معالم الطريق واقاموا علينا الحجة الدينية والوطنية والاخلاقية واجبنا ان نلتحم بسيرتهم ونواصل طريقهم ونعتمد على ذاتنا وادواتنا بعد اتكالنا على الله عندها سنقترب من النصر والعودة والحلم الفلسطيني المبارك ونننقذ كل العالم من هذا الشر الصهيوني الذي لا يعرف الحدود

لقد أضاء عبد القادر الحسيني الطريق لنا واضحا وحدد لنا العدو من الصديق وأكد ان المقاومة هي الطريق الاقصر للوصول إلى الهدف القريب والبعيد وان قوة الجبهة الداخلية هي الأساس ويجب الا نحرف طاقتنا وادواتنا بعيدا عن مواجهة العدو كما اكد ان فلسطين هي الممر الإجباري للأمة العربية والإسلامية من اجل النهضة والتحرر والاستقلال الحقيقي والوحدة وانه من خلال فلسطين فقط ستجد الامة مكانا مرموقا بين الامم

رحم الله شهيد فلسطين والأمة الحسيني وكل شهداء فلسطين وختمت ستنجب فلسطين الالاف من عبد القادر الحسيني وتاريخها مزين بكثير من هذه النماذج منذ العام 1948 حتى الآن

كلمات دلالية