خطاب النخالة.. خيار المقاومة المُوحِّد ودروس يوم الأرض وجنين.. بقلم/ هيثم أبو الغزلان

الساعة 04:00 م|05 ابريل 2021

فلسطين اليوم

وجّه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، خلال كلمة له في مؤتمر القدس النقابي الأول الذي عُقد في سوريا تحت عنوان "نقابيّون من أجل القدس"، عددًا من الرسائل المهمّة تناول خلالها جملة من التّطورات السّياسيّة، وتطرّق خلالها إلى شهداء ذكرى يوم الأرض، وشهداء معركة جنين البطولية.

إنّ اللافت في خطاب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أنّه كان شديد الوضوح، ويتّسم بالمصارحة والمكاشفة، ووضْع "الإصبع على الجرح"، مع إعادة التأكيد على خيار المقاومة، كخيار طبيعي له الأولويّة لشعب يُواجه احتلالًا استيطانيًّا استعماريًّا إحلاليًّا يقوم على تغيير "البنية الديمغرافية"، وينهب الأرض ويستولي عليها بمستوطناته ومستوطنيه في الضّفة الغربيّة والقدس، وتسريع تلك المشاريع الاستيطانية بشكل عام، وفي القدس تحديدًا، بهدف السيطرة على أكبر مساحة ممكنة وضمّها بشكل نهائي، وتقويض فكرة قيام دولة على "حدود 1967"، وإخراج القدس من دائرة أية مفاوضات محتملة، بهدف تثبيت أن القدس مدينة "يهودية موحدة"، ولا يمكن تقسيمها.

وفي خطاب سابق له طالب النخالة بضرورة إعادة الصراع ضد العدو الصهيوني إلى مربّعه الأول ضد الاحتلال الصهيوني وعدم الاعتراف به، وفي خطابه الأخير في دمشق أكّد بوضوح: "إن مسؤوليتنا المباشرة اليوم هي مقاومة هذا الاحتلال، وعدم الاعتراف بشرعيته، لا أن نتصارع على صناديق الانتخابات، والعدو يصارعنا على الأرض"... وهذا يعني أن الأولوية ليست لإجراء الانتخابات والتنافس والتدافع على سلطة "تحت الاحتلال" وبوجوده، و"أن الانتخابات ضمن برنامج يضمن الاعتراف بالاحتلال وشرعيته على أرض فلسطين، هو تحول خطير، ويعطي شرعية للاحتلال بضم الضفة الغربية والقدس". ومن هنا فإن هذا الصراع "ليس صراعًا على جغرافيا صغيرة، إنه صراع على التاريخ، وصراع على كل الأرض، حتى تسقط أوهامهم وأسماؤهم وأعلامهم..."، وتتحرر كل فلسطين.

أما لجهة ذكرى يوم الأرض، وشهدائها البواسل، وكل الشهداء الآخرين الذين ارتقوا من أجل فلسطين، "وواجهوا العدو واقفين، فكانوا شرارة عودة الروح لشعبنا في فلسطين، وعنوانًا لشعب حي وعزيز لا يمكن نفيه، أو تجاوزه، أو اقتلاعه"؛ فكان خطاب النخالة متّسقًا مع الموقف السياسي الرافض لوجود الاحتلال، ووجوب مقاومته، مترافقًا مع إشارة صريحة وواضحة، أن "الوطن يبتعد عن مسار دمهم، وأن الاحتلال الذي قاوموه أصبح أكثر قبولاً". وكل ذلك يجري والعدو "قد أصبح شريكًا ضد دم الشهداء، وضد الأمة"، ويتمدّد "تحت رايات التطبيع بثبات، إلى نسيج الوطن العربي وبنيته". ودعا العرب والمسلمين إلى وقف حملات التطبيع "المذلة والرخيصة" مع العدو، والوقوف إلى جانب الفلسطينيين "الذين يرزحون تحت الاحتلال، وتصادر بيوتهم بيتًا بيتًا في القدس وغيرها... ويتجاهلون فلسطينيي الشتات الذين يدفعون إلى الرحيل دفعًا من المنطقة العربية، حتى تختفي آثار الجريمة العالمية باحتلال فلسطين".

وفيما خصّ معركة جنين، فقد أشار النخالة إلى بطولة المقاومين واستبسالهم في تلك المعركة، بكل ما حملت من دلالات انتصارِ وحدةِ السلاح الفلسطيني في مواجهة الغزو الصهيوني، وتسطّرت فيها يعبد والقسام، واختزلت كل معاني الصراع الكبير، ليُشكل صمود المقاومين في مخيم جنين علامة فارقة في مرحلة الجهاد والمقاومة، وصنع تاريخ جديد ومجيد لشعبنا.

 

كلمات دلالية