خبر فروانة : الإجراءات الانتقامية المتوقعة بحق الأسرى هي عقاب جماعي وجزء من سياسة ممنهجة

الساعة 03:15 م|19 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

قال الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إن إقدام حكومة الاحتلال على تشكيل لجنة برئاسة وزير العدل الإسرائيلي لدراسة وتقييم أوضاع الأسرى بهدف التضييق عليهم واستحداث أساليب وإجراءات أكثر شدة وقساوة بحقهم، يعكس جوهر العقلية الإسرائيلية الانتقامية والإجرامية تجاه الشعب الفلسطيني.

 

وأشار فروانة في بيان له، اليوم، إلى أن ذلك يكشف حقيقة القضاء الإسرائيلي الذي لا يعتمد على قانون حقوقي أو أنساني، وبما يؤكد بأن حكومة الاحتلال تنتهج سياسة العقاب الجماعي كمنهج وممارسة ثابتة بحق الشعب الفلسطيني عامة .

 

وقال فروانة: إذا كانت اللجنة التي شكلتها حكومة الاحتلال ستوصي باستحداث وابتداع أساليب أثر قسوة وألماً وشدة على الأسرى، فمن واجبنا كفلسطينيين التوحد واستحداث وابتداع أساليب أكثر تأثيراً ومناصرة ومساندة للأسرى.

 

وأوضح بأن إدارة السجون الإسرائيلية ومن خلفها حكومة الاحتلال لم تنتظر التوصيات الجديدة، بل شرعت فعلياً منذ أول أمس باتخاذ إجراءات تصعيدية جديدة بحق الأسرى تمثلت بإجراء حملة تنقلات في صفوف الأسرى يرافقها التنكيل والضرب والإهانة، كما أقدمت بالأمس على عزل عدد من قيادات الأسرى ممن يُعتقد بأن أسماءهم وردت في القائمة، وبدأت بسحب بعض أجهزة التلفاز من بعض أقسام السجون.

 

وأضاف: لم تقتصر الإجراءات على الأسرى، بل أقدمت قوات الاحتلال ليلة أمس على اعتقال عدد من القيادات وعدد من نواب المجلس التشريعي.

 

وتوقع فروانة بأن تشهد الأيام القليلة القادمة تصعيداً جديداً وخطيراً ضد الأسرى، من شأنه أن يحول السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى مسرح للأحداث والجرائم الإنسانية، وأن تطال الاعتقالات في الضفة الغربية شخصيات وقيادات جديدة، وقال: قد تُقدم قوات الاحتلال على ارتكاب جرائم انسانية جديدة بحق  أبناء قطاع غزة.

 

وتابع: بأن تلك الإجراءات الانتقامية إنما تذكرنا وتعيد للأذهان تلك الإجراءات والممارسات التي أعقبت أسر شاليط، وفشلت جميعها باستعادته، أو إجبار الفصائل الفلسطينية على القبول بالشروط الإسرائيلية.

 

وأكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل مسؤولية فشل إتمام 'صفقة التبادل'، وأنها ترفض على الدوام مبدأ التبادل، وتحاول استعادة جنودها دون ثمن، وحينما تفشل في ذلك، فإنها تسعى لفرض شروطها، وان إجراءاتها القمعية الأخيرة ما هي إلا مناورة ووسيلة لتحقيق ذلك.

 

وأكد فروانة بأن دولة الاحتلال لم تكن يوماً إنسانية في تعاملها مع المعتقلين الفلسطينيين– كما تدعي-، وأن قائمة الانتهاكات الجسيمة التي اقترفتها طويلة جداً.

 

وقال فروانة: فيما لو تصاعدت تلك الانتهاكات، وأُقرت إجراءات جديدة بحق الأسرى حسبما هو متوقع، فهذا يعني بأن حياة قرابة تسعة آلاف أسير في خطر شديد، يستوجب التحرك الفوري وقبل فوات الأوان بما يوازي حجم الخطورة.

 

ودعا فروانة المجتمع الدولي بكافة مؤسساته، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية والتحرك الجاد والفعلي لإنقاذ حياة آلاف الأسرى المحتجزين في سجون ومعتقلات إسرائيلية هي أقرب لوصفها 'مقابر للأحياء'.