الامين العام يكشف الحقيقة المرة -بقلم : خالد صادق

الساعة 09:38 ص|04 ابريل 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

بقلم : خالد صادق

في كلمته الهامة  المسجلة عبر الفيديو بالأمس خلال المؤتمر النقابي الاول بالعاصمة السورية دمشق وتحت عنوان نقابيون نحو القدس, تحدث الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة عن الانتخابات التشريعية والتمسك بخيار المقاومة ليضع الجميع امام الحقيقة المرة وهى ان هذه الانتخابات المزمع اجراؤها ليست انجازا وطنيا ولا يمكن ان تكون كذلك لان سقفها اوسلو, وان هذه الانتخابات المحكومة بسقف اوسلو لا يجب خداع الناس بها وبانها ستحل مشاكل الفلسطينيين وتحسن اوضاعهم وتضع حلولا للكثير من قضاياهم العالقة, فأي انتخابات محكومة بسقف اوسلو تمنح الاحتلال شرعية في اغتصابه لأرضنا ومقدساتنا, وتكسبه حضورا سهلا على الساحة العربية والاسلامية والدولية, ولا بد من استنزاف طاقاتنا في انتخابات هزلية الاولى ان نعطي اولوية لمقاومتنا المسلحة, وان ندفع باتجاه تعزيز خيار المقاومة بكافة اشكالها كخيار استراتيجي لشعبنا, من اجل تحقيق انجاز له يعيد اليه حقوقه المسلوبة واراضيه المغتصبة, فالشعب الفلسطيني لا زال يرزح تحت نير الاحتلال, والواجب يحتم علينا ان نبقى نقاوم هذا الاحتلال, وان يدفع ثمن وجوده على ارضنا بتصعيد المقاومة وتعدد خياراتها في وجهه حتى يندحر عن ارضنا ومقدساتنا, فصراعنا مع هذا الاحتلال هو صراع تاريخي وحضاري لاسترداد كامل ارضنا وحقوقنا المسلوبة.

 

الامين العام القائد زياد النخالة تحدث في بداية كلمته عن يوم الارض كيوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني يحييه كل عام ليؤكد على تمسكه بالأرض كاملة غير منقوصة, وتحدث عن معركة جنين البطولية التي تعني التمسك بخيار المقاومة كخيار استراتيجي لا نحيد عنه وتعني عدم التفريط بدماء الشهداء الابرار, ثم انبرى في كلمته الهامة ليتحدث عن اولئك الواهمون المتمسكون بأوسلو واللاهثون خلف الانتخابات التشريعية التي يشعرون انها بداية للخلاص من الهموم والاثقال الملقاة على عاتق شعبنا, وكأنهم لا يعلمون ان الاحتلال الصهيوني لا يقدم شيئا لشعبنا مجانا وان الحقوق لا تمنح انما تنتزع انتزاعا, وانه طالما بقى الاحتلال الصهيوني في المشهد الفلسطيني فلا انتخابات ولا ركون ولا هوان, انما مقاومة ومجابهة واشتباك دائم ومستمر, لكن هناك من يأخذنا في منحى اخر وهو التصارع على صناديق الانتخابات, وحرف الانظار عما يمارسه الاحتلال من قتل واستيطان وتهجير وتهويد وتقسيم للأقصى واستيلاء كامل على الخليل, وعندما يغض الفلسطينيون الطرف عن هذه الانتهاكات الصهيونية الخطيرة, فان العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي سيتغاضى ايضا عن هذه الانتهاكات ويتعامل مع سياسة الامر الواقع, فالانتخابات التشريعية المحكومة بسقف اوسلو ستكون لعنة علينا وانتكاسة جديدة لشعبنا ان تعاملنا معها على انها انجاز وطني كبير لصالحنا.

 

القائد زياد النخالة اكد في كلمته على انه لا شرعية لسلطة وهمية قائمة تحت حماية الاحتلال وتعمل تحت حرابه وتأتمر بأوامره وقال "اعطوني قرية لا يدخلها الاحتلال الصهيوني فيقتل ويعتقل ويصادر ما فيها والسلطة عاجزة عن حماية الشعب من بطش الاحتلال, واضاف تريدون اقامة مجلس تشريعي يلاحق نوابع ويعتقلون في سجون الاحتلال كيف تقبلون بذلك, مضيفا اننا نرفض المشاركة في مسرحية الانتخابات التشريعية فهي ليست انجازا وطنيا, لقد ذهب من ذهب الى الانتخابات لانهم لم يستطيعوا صياغة برنامج وطني جامع يتم التوافق عليه ويعمل الجميع تحته, لذلك كان موقف الجهاد الاسلامي الاكثر التزاما ووعيا, لأنه يدرك منذ اللحظة الاولى اننا لا زلنا في مرحلة تحرر وطني, ولا يجب ان نشتت جهدنا ووقتنا في معارك جانبية تستنزف جهدنا ووقتنا وفي النهاية ليس من ورائها طائل, فالصراع يصبح على الصندوق, والبرامج السياسة تحمل الكثير من الشعارات الغير واقعية من اجل جلب اصوات الناخبين, وقد طالب النخالة الدول العربية والاسلامية بالوقوف الى جانب شعبنا الفلسطيني, ووقف مسلسل التطبيع الاجرامي مع العدو الصهيوني, وانه لا يجب اعطاء أي مبرر للشعوب العربية والاسلامية للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني, بحجة ان الفلسطينيين والمقصود هنا السلطة تقيم علاقات مع "اسرائيل" ووقعت على اتفاقيات سلام معها, فلن نكون فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم, وهذه هى ذريعتهم دائما في تطبيعهم مع الاحتلال والتحالف القائم بينهم.

 

خطاب الامين العام يكشف الحقيقة المرة وما وصلنا اليه من انحدار في مواقنا السياسية, انها المصارحة المطلوبة للوقوف امام مسؤولياتنا, وتحمل امانة القضية الفلسطينية, لذلك اكد الامين العام على ان موقف الجهاد الاسلامي اكثر التزاما ووعيا لأنه اخذ على عاتقه حمل ثق الامانة وهو مستعد ان يدفع ثمن حملها!.

كلمات دلالية