خبر قلق أهالي الأسرى يزداد بعد فشل صفقة التبادل ولكن الأمل مازال معقودا على نجاحها

الساعة 11:47 ص|19 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

كان لقرار الحكومة الإسرائيلية الذي أعلنه رئيسها المنصرف ايهود اولمرت بفشل صفقة التبادل مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حول الأسرى وقع الصدمة على أهالي الأسرى الذين كانوا يعلقون أمالا كبيرة أن تكون هذه اخر جولات المفاوضات حول هذا الملف.

 

إلا أن هذا القرار الإسرائيلي ليس نهاية المطاف لأهالي الأسرى لاسيما وأن باب المفاوضات لازال مفتوحا لإتمام تلك الصفقة، ولا زالت آمال أهالي الأسرى معقودة  لنسيم الحرية، ولا زالت أمهات وزوجات وأبناء الأسرى يحلمون بفك اسر أبناءهم المحتجزين خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي.

 

زوجات وأطفال وأمهات ترنو أعينهن إلى أمل اتمام الصفقة والإفراج عن ذويهم  في ظل الحديث عن فشل صفقة تبادل الأسرى.

 

الطفل ثائر، نجل الأسير نزار دهليز القيادي في كتائب "شهداء الاقصى"، والمحكوم 33 عاما  وبنبرة حالمة بحرية والده، وبصوت تملؤه الحسرة وتغلبه الدموع قال "نعد الأيام ونحيا الذكريات ونعد الساعات ليكون ابانا بيننا لقد اشتقنا اليه كثيرا.

 

ومن جانبها تتحدث والدته، السيدة هيام "أم ثائر" زوجة الأسير دهليز أنها لم تستطع زيارة زوجها منذ فترة طويلة، تحت ذريعة "الرفض الأمني"، وتذكر أن الاتصال مع زوجها نادر جدا، ولا يكون إلا عن طريق المحامي، وأنها لا تعلم عنه  شيئا إلا عن طريق التقارير الصحفية التي يصدرها من داخل معتقله.

 

وتقول أم ثائر "زوجي حكم عليه بالسجن 33 عاما، ومعتقل منذ 7 سنوات، وإننا نخشى ألا تتم الصفقة، ونحلم باليوم الذي أرى أولادي في حضن زوجي الذي حرموا منه لسنوات طويلة.

 

وبشوق الصحراء للماء، ينتظرن صابرات ومحتبسات حرية أزواجهن، ففي الحديث عن صفقة تبادل الأسرى يرجع نور الأمل من جديد ليداعب آمالهن في لقاء أزواجهن تأمل زوجة الأسير مجدي البروديني  أن ترى زوجها طليقا بكامل حريته وكرامته، وان تكون عملية التبادل صفقة مشرفة لكافة الفلسطينيين، وأن تضم أكبر عدد ممكن من الأسرى خاصة أصحاب الأحكام المؤبدة والنساء والأطفال.

 

ولا زالت الزوجة المكلومة تهيم في الذكريات، وقالت وهي تضم صورته إلى صدرها: اعتقل زوجي مجدي  بتاريخ 7/3/1993، وحكم عليه بـ(18عاما) وهو ما زال يقبع في سجن (بئر السبع ) الصحراوي حتى الآن ، وكثيرا ما يقوم الاحتلال بعزله والتحقيق معه وتعذيبه.

 

ودعت المقاومة أن ترفع من سقف مطالبها، وقالت "دعونا نتحدث عن الأسرى ككل لا نفرق بين حكم بسنة أو بمؤبد، فالكل يعاني هناك ويموت في اليوم ألف مرة".

 

ووقفت والدة الأسير مريد الأخرس باكية أمام ذكرى اعتقاله، وآلامها في ذاكرتها، غارت الدموع في عينيها، وهي تحلق بروحها حيث مكان ابنها، وقالت "كل يوم هو في قلبي، وذكراه لا تنفك عني، وأنفاسه ممزوجة بأنفاسي ، ولكن ذكرى اعتقاله  تمر علي، وأنا حزينة فهي ذكرى ألم جديد من ذكريات الماسي والآلام المتجددة دائما".

 

وعن سرقة حلمها بأن ترى ابنها حرا طليقا، وعن أسيجة السجن، وعن الأبواب الموصدة، وعتمة الليل الحزين، حلمت بعودته سالما معافى، وابتلت عيناها بالدموع وقالت بحرقة الأيام والسنين "رسمت في مخيلتي مراسيم عودته، وحلمت بزنازين تنهار قبضتها القوية، وقضبان فولاذية تصدأ، وحجارة تتراكم تضرب سوط الجلادين، وحطام الأغلال يتفتت، ويذوب في الأرض إلى غير رجعه".

 

ولم تنس والدة المعتقل مازن النحال المحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات بتهمة العضوية في كتائب القسام  والضلوع في عمليات فدائية وتقول لقد اغتالت قوات الاحتلال ابني مازن  ولا زلنا نسمع الاحتلال يتحدث عن معايير في عمليات الإفراج وجميعها مرفوضة فنحن لا نفرق بين أسير وأخر لأنهم جميعا مناضلين في سبيل حرية فلسطين الذي اغتصب أرضنا وشرد شعبنا فما قام به ابني واجب وطني يؤكد أهمية ان يصر الجميع على ضرورة التصدي للاشتراطات الإسرائيلية المجحفة والغير قانونية.

 

وتضيف رحلة عذابنا مستمرة منذ نكبة تشردنا والاحتلال لا زال يستهدفنا فلم يسلم ابني  من الاعتقال والعقاب الإسرائيلي.

 

وتقول والدة الأسير اسعد زعرب، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، بصوت فرح رغم معاناة  الانتظار: "أنا واثقة بأن المقاومة الفلسطينية ستنجح في إدراج كافه الأسرى أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات في صفقة التبادل، وبإذن الله سأعانق ولدي وأفرح برؤيته".

 

أما أم الأسير علاء أبو جزر  فتقول "حتى لو خرج البعض وبقي الآخر يكفي أن تنجح المقاومة في إبرام هذه الصفقة، ولو كانت محدودة فلقد أهدتنا المقاومة الأمل وأثبتت أنها هنا ومعنا، وبإذن الله سنأسر في المستقبل القريب المزيد من الجنود إلى أن يودع كل أسرانا سجون الموت الإسرائيلية.