تحذيرات ناعمة في مواجهة حلم الحوض المقدس

الساعة 01:04 م|29 مارس 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

خالد صادق

جملة من التحذيرات صدرت خلال الايام القليلة الماضية من الاجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال الصهيوني في القدس والمسجد الاقصى المبارك, لكن هذه التحذيرات بقيت ناعمة بحيث انها لم ترق الى فعل حقيقي على الارض يقلق الاحتلال ويدفعه للتراجع عن خطواته التصعيدية حتى الان, وطالما بقيت التحذيرات ناعمة وباردة فان الاحتلال الصهيوني لا يلقي لها بالا, ولن تردعه عن خطواته التصعيدية, فالاحتلال الصهيوني يسعى لتنفيذ مخطط مشروع ما يسمي بـ «الحوض المقدس» اليهودي، والذي كان من المفترض أن ينفذه في عام 2030, لكنه سارع بتنفيذ خطواته ورسم مخططاته نتيجة عدة عوامل شجعته على ذلك نذكر منها.

حالة التخلي العربي والاسلامي عن حماية المسجد الاقصى ووقف كل التصريحات الرسمية التي كانت تستنكر خطوات الاحتلال في القدس وتدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته.

التطبيع الرسمي العربي مع «اسرائيل» والذي اصبح يتعامل معها على أنها أمر واقع وأن من حقها العيش «بسلام» وانها تضمن حماية الرسميين العرب من اطماع من أسمتهم «بالأعداء الجدد».

تخلي السلطة الفلسطينية عن واجبها بتعزيز صمود اهلنا في القدس وحمايتهم من مؤامرات الاحتلال الهادفة لتهجيرهم من ارضهم بعد ان تخلت السلطة عن كل خيارات المواجهة مع الاحتلال.

اعتراف الادارة الامريكية وبلدان أخرى بالقدس كعاصمة موحدة للكيان الصهيوني, ونقل بعض السفارات اليها, وهو ما اعتبرته «اسرائيل» ضوءا اخضرا لتنفيذ مخططاتها في المدينة المقدسة.

موقف الفصائل الفلسطينية التي اصبحت تتعامل «بواقعية» فرضها الاحتلال, ومنع من خلالها رد فعل الفصائل المقاومة على خطواته التصعيدية في القدس بقصف مواقع ومناطق في قطاع غزة وهو ما جعل بعض الفصائل تحسب حساباتها جيدا قبل الرد على أي انتهاك للاحتلال الصهيوني.  منع السلطة الفلسطينية اهلنا في الضفة الغربية من تفجير انتفاضة جديدة في وجه الاحتلال للتصدي للمخططات الاستيطانية في الضفة والتهويد في القدس والتقسيم للأقصى.

سياسة القمع والابعاد القسري واستخدام القبضة الحديدية من الاحتلال ضد المقدسيين وحراس وسدنة المسجد الاقصى واعتقالهم وتهجيرهم بالقوة من القدس ومنعهم من الوصول للأقصى, وهو عقاب قاسٍ يهدف لمنع المقدسيين من التصدي للاحتلال واحباط مخططاته.

تآمر العديد من الدول العربية مع الاحتلال الصهيوني ومساعدته على تهجير الفلسطينيين منها بشراء عقارات في القدس من المقدسيين باسم جمعيات وهمية واهداء هذه العقارات لجمعيات صهيونية.   

مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين حذر امس الاحد، من تداعيات قرار سلطات الاحتلال الصهيوني، بهدم حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك, وأوضح المجلس أن ذلك سيؤدي إلى تهجير عشرات العائلات وتشريدهم، من خلال تنفيذ عمليات هدم عشرات المنازل، وتحويله إلى حديقة «توراتية» لصالح مشاريع ومخططات تهويدية, كما حذرت مؤسسة القدس الدولية من التداعيات الخطيرة المترتبة على فتح باب زيارات القيادات الرسمية العربية للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدة أنها تمنح الاحتلال فرصة لتأكيد «مشروعية سيادته» على الأقصى. ويأتي هذا التحذير، عقب الكشف عن نية ولي العهد الأردني الأمير الحسين لزيارة المسجد الأقصى، التي كانت مقررة الأربعاء الماضي، قبل أن تلغى لعدم التزام الاحتلال بالترتيبات الأمنية المتفق عليها بين الجانبين, وهو الامر الذي يمثل اعترافا رسميا من الاردن التي تفرض وصايتها على الاقصى بسيادة «اسرائيل» عليه.

رد الفعل الناعم صدر بالأمس عن لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة التي طالبت المجتمع الدولي للتحرك العاجل والفوري لوقف جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين العُزل. يأتي هذا في الوقت الذي دعت فيه ما تسمى «جماعات الهيكل» المزعوم المتطرفة لاقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك، فيما يسمى «عيد الفصح» اليهودي وتتطلع «جماعات الهيكل» هذا العام إلى ذبح قربانها الحيواني في المسجد الأقصى، مروّجةً أن «هذا الذبح سيشكل بوابة خلاص اليهود، وخلاص كل العالم من وباء كورونا باعتباره طاعونًا حديثًا». ويأتي هذا المسعى في إطار فكرة تأسيس «المعبد» المزعوم معنويًا بإقامة كل طقوسه في الأقصى، تمهيدًا لإقامته ماديًا مكان المسجد. وقدمت تلك الجماعات المتطرفة رسالة لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، لإفساح المجال لها لممارسة طقوسها الدينية داخل الاقصى لفرض أمر واقع جديد رغماً عن انف الفلسطينيين.