في يوم الأم.. الاحتلال يُنغص على الطفلة "أميرة" فرحتها بعد سجن والدتها لسنوات

الساعة 04:45 م|21 مارس 2021

فلسطين اليوم

طوال الستة سنوات الماضية، كانت الطفلة "أميرة" ابنه الأسيرة في سجون الاحتلال الاسرائيلي "نسرين حسن أبو كميل" خلفًا لدور أمها في رعاية أشقائها الستة، حيث أغاب الاحتلال والدتها قسرًا بذرائع واهية، وتسجل هذه الحالة ضمن مئات الحالات التي تعيشها العائلات الفلسطينية يوميًا، جراء انتهاكات الاحتلال.

تستذكر "أميرة" والدتها بكثير من الشوق والألم في يوم الأم بالقول:" لو كانت أمي هنا لكانت حياتنا أجمل... حتى أنني نسيت كيف كانت أيامنا قبلا، ست سنوات ويوم الأم يمر علينا بدون أمي".

أميرة ( 17 عاما) هي الأبنة الكبرى للأسيرة أبو كميل المسجونة منذ عام 2015، كان عمرها 11 عاما حين اعتقالها، وكان الأبن الأصغر " أحمد" ثمانية أشهر فقط، ولا يستذكر والدته إلا من خلال ما يسمعه اشقائه الأكبر منه عمرا، وكانت أميرة هي الأم و الأخت له.

تقول أميرة لو أن والدتي معنا لتغيرت حياتنا بالتأكيد، لما كنت سأحمل هذه المسؤولية لوحدي، أو أن أفكر خلال وجودي في مدرستي عن ما ينتظرني في البيت من مسؤوليات ومتابعة لحياة أخوتي، ودراستهم".

الأسيرة نسرين (46 عاما) من سكان منطقة الرمال في قطاع غزة، وهي أم لسبعة أبناء، حرموا من رؤية والدتهم طوال فترة اعتقالها السابقة، وحتى من اتصال هاتفي معها.

عدم زيارة أبناء الأسيرة أبو كميل أو زوجها ليس بسبب المنع الأمني أو عدم صدور تصريح لأطفالها، ولكن لأنها من قطاع غزة، الذي فرض الاحتلال على أسراه حصارا كما هو الحال على سكانه.

فهي محتجزة في سجن الدامون مع باقي الأسيرات والأسرى الأشبال، ولأنها الأسيرة الوحيدة من القطاع، ترفض إدارة الاحتلال نقلها وحيدة بالبوسطة إلى الزيارة في بئر السبع، حيث يزور أهالي القطاع، أو السماح لها بالزيارة في السجن، وهو ما يحرمها من رؤية عائلتها هي وأسيرة أخرى من القطاع، طوال فترة حكمها.

يقول زوجها حازم أبو كميل:" لم نتمكن من زيارتها منذ اعتقالها، ولم نراها سوى في الصور بعد السماح للأسيرات بالتصوير وأرسلت لنا صورها مع أهالي الأسرى الذين يتمكنون من زيارة أبنائهم".

يتابع:" أبني أحمد الصغير لا يعرف والدته إلا من خلال الصور، والأن سينهي عامه الأول في المدرسة دون وجود والدته معه".

الزوج حازم حاول من خلال المؤسسات القانونية طلب السماح لأبنائه بالتواصل مع والدتهم عبر الهاتف، إلا أن كل هذه المحاولات لم تنجح فكانت أخر مكالمة لها في 2018، ثم سمح لها مع بداية جائحة كوافيد- 19 "كورونا"، باتصال أخر لدقائق لم تكفي ليتحدث الأطفال السته ووالدهم بأكثر من سلام.

تستذكر أميرة العام الفائت حينما أفرج الاحتلال عن الأسيرة ابتسام موسى، وكانت والدتها أرسلت لهم هدايا " أساور مصنوعة من خيوط الحرير، ووسائد طرزت عليها أسمائهم، وكيف كانت فرحتهم بها لا توصف.

قالت:" لأول مرة منذ سنوات كان بين إيدينا شيء من رائحة أمي".

والأسيرة أبو كميل واحدة من أثنى عشر أما فلسطينية في سجون الاحتلال، حرمن أبنائهن في هذا اليوم، بعضهن حكم عليهن بالسجن لسنوات طويلة، أربعة منهن من مدينة القدس وهن وهن إسراء جعابيص، محكومة لـ11 عاماً، وهي أم لطفل. والأسيرة فدوى حمادة، محكومة لـ10 سنوات، وهي أم لخمسة أطفال. والأسيرة أماني حشيم، محكومة لـ 10 سنوات، وهي أم لطفلين، وإيمان الأعور المحكومة بالسجن (22) شهرًا، وهي أم لـ6 ابن وابنه.

ومن بيت لحم الأسيرة حلوة حمامرة، المحكومة بالسجن لـ6 سنوات، وهي أم لطفلة، والأسيرة شروق البدن، المعتقلة إداريًا، وهي أم لطفلة.

والأسيرة إيناس عصافرة، من مدينة الخليل ومحكومة لمدة (30) شهرًا، وهي أم لطفلين.

ومن مدينة رام الله الأسيرة خالدة جرار، والتي حكمت مؤخرا بالسّجن لمدة عامين، وهي أم لابنتين.، والأسيرة المعتقلة إداريا ختام سعافين وهي أم لثلاث أبناء، والأسيرة أنهار الحجة الأم لطفلة، ولا تزال موقوفة بدون حكم حتى الأن.

ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، الأسيرة آية الخطيب، وهي أم لطفلين.

كلمات دلالية