12 أسيرة ام داخل سجون الاحتلال

والدة الشهيد حنايشة فقدت نجلها قبل يومين من "عيد الأم".. فماذا همست بأذنه لحظة الوداع؟

الساعة 09:30 ص|21 مارس 2021

فلسطين اليوم

ذكريات أمهات الشهداء في يوم الأم 21 آذار مختلفة عن غيرها من كل أمهات العالم فهي التي ضحت بفلذة كبدها، وقدمته فداءً للوطن وفلسطين ليكون لها في عيدها "هدية امتنان وعرفان" من كافة أبناء الوطن للأم التي قدمت نجلها هدية للوطن.

والدة الشهيد عاطف حنايشة (48عاماً) الذي ارتقى الجمعة الماضية قالت بكل قوة وصلابة: "حلمت باستشهاد  نجلي قبل 15 يوماً من استشهاده ..وكنت جالسة مع عاطف وقلت له " أنا خائفة عليك لقد حلمت فيك شهيداً" وصمتت وتذكرت كلمات الشهيد عندما أعلمته بالحلم "هذه أحلى بشارة في الدنيا ..الله يخليك يا إمي.."

وأضاف لها الشهيد: "أنا أتمنى الشهادة منذ سنوات ادعي لي يا إمي " ، لتضيف والدته:"لم يتمكن لساني من الدعاء له فهو فلذة كبدي " .

رغم فرحتها بما ناله نجلها الشهيد حنايشة إلا أنها انصدمت من استشهاده حيث قالت : "كنت ادعو لأولادي بالحماية دائماً، ولكن كتب الله لابني ما يريد فهو يدعو الشهادة منذ سنوات".

ولحظة وداعها لعاطف وهو شهيد " كان وجهه ضاحكاً ، فأخذت أقبله وهمست في أذنه " لقد نلت ما تمنيت الله يرضى عليك ".

كان أذان الجمعة في مسجد بيت دجن الكبير، وهي بلدة فلسطينية تقع إلى الشرق من مدينة نابلس (شمال)، آخر ما صدح به صوت الشهيد الفلسطيني عاطف حنايشة (48 عاماً).

"مؤذن بيت دجن" الكنية عرف الشهيد الذي عمل متطوعاً في مساجد بلدته على مدى أكثر من عقدين من الزمن، دون مقابل مادي.

وخلال تقدم حنايشه المسيرة الأسبوعية الرافضة للاستيطان التي تنطلق في بلدته بعد الجمعة، استهدفه قناص بالجيش الإسرائيلي برصاصة أصابت رأسه بشكل مباشر وأودت بحياته.

والدة الشهد عاطف فقدت نجلها قبل يومين من "عيد الأم" فهي كغيرها من أمهات الشهداء والجرحى اللواتي ضحين وفقدن فلذات أكبادهن، ليكون عيدهن مختلف تقديراً لوفائهن وتضحياتهن.

12 أسيرة داخل السجون

لم تكن المرأة في فلسطين هي شهيدة وأم شهيد، بل هي أسيرة تقبع في سجون الاحتلال في ظروف إنسانية وصحية صعبة، حيث أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن "12" أما فلسطينية أسيرة من أصل 39 أسيرة يقبعن في سجني "الدامون"، و"هشارون" يعانين قسوة السجان الإسرائيلي ومرارة الحرمان من الأبناء، في اليوم الذي تحتفل به كثير من شعوب الأرض بيوم الأم، والذي يصادف الحادي والعشرين من آذار كل عام.

وأوضحت الهيئة، في بيان، أن الأسيرات الأمهات هن: إسراء جعابيص، وفدوى حمادة، وأماني الحشيم، وحلوة حمامرة، ونسرين حسن، وإيناس عصافرة، وآية الخطيب، وإيمان الأعور، وختام السعافين، وشروق البدن، وخالدة جرار، وأنهار الديك (وهي أسيرة حامل).

ولفتت إلى أن أبناء الأسيرات يفتقدون أمهاتهم في هذا اليوم وفي كل يوم من أيام السنة، حيث تحل مناسبة عيد الأم في الوقت الذي تحرم فيه الأمهات الأسيرات من زيارة أبنائهن الأطفال، بحجج أمنية واهية، كما تزداد الأمور صعوبة بدعوى الظرف الراهن المتعلق بالإجراءات الخاصة بفيروس (كورونا) المستجد، ومنها توقف زيارات العائلات.

وقالت، إن الأسيرات الأمهات في السجون الإسرائيلية يعشن أحوالا نفسية صعبة، نتيجة القلق الشديد والتوتر، والتفكير المستمر في أحوال أبنائهن، وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم، والأكثر قسوةً بالنسبة للأسيرة الأم أن يكون زوجها أسيرا أيضا، حيث يعيش أطفالهما دون رعاية الأبوين.

وأوضحت، أن الأسيرات يتعرضن لكافة أشكال الضغط والإجراءات التعسفية المشددة من قبل السجانين، سواء من حيث الإهمال الطبي أو سياسة اقتحام غرفهن وفرض العقوبات عليهن، ويعشن ظروفا حياتية واعتقالية صعبة وقاسية.

كلمات دلالية