اختراعٌ من ذهب.. "إطارات مطاطية بلا هواء" لأصحاب ذوي الإعاقة

الساعة 11:06 ص|17 مارس 2021

فلسطين اليوم

غزة – سميرة الإفرنجي

عبقريته المذهلة دفعته إلى الخوض في اختراع من ذهب، ذا أهمية كبرى وهو إطارات مطاطية بلا هواء للكرسي المتحرك لذوي الإعاقة ولأصحاب الدراجات النارية ليحقق الأربعيني عبد الله الرضيع جزءاً من أحلامه البسيطة.

فالأربعيني الرضيع، من سكان مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، اندفع بحب لتنفيذ هذه الفكرة ليقدم استفادة كبيرة لمجتمعه وسط المعاناة التي يعانها في ظل الحصار الخانق على قطاع غزة وانعدام الدعم سواء كان مادياً أم معنوياً، فالكثير من يملك تلك الأفكار ولكن القليل من يحسن باستخدامها.

إطارات مطاطية بلا هواء (3).jpeg
 

الرضيع وهو سكان منطقة المنشية في بيت لاهيا، توجه في البداية للتعلم في مصنع بلاستيك لاكتساب الخبرة قبل البدء في صناعة "إطارات مطاطية بلا هواء"، التي برع فيها.

الرضيع قال خلال حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "رغبتي الوحيدة من فكرة الإطارات المطاطية هي حل مشكلة الشباب الذين يملكون دراجة نارية، وعدم مقدرتهم المالية لشراء مركبة، حيث تم حل المشكلة قبل "3" سنوات، وتم تصنيع إطار للدراجة النارية بدون هواء.

إطارات مطاطية بلا هواء (9).jpeg
 

وأضاف الرضيع :"نحن نعمل على أن يكون ذلك الإطار لا يتمدد بالحرارة ولا ينكمش بالبرودة، ولدقة العمل عملنا على وضع إطار هذا المطاطي "مطاط" يوضع داخل الإطار، حتى يخدم إلى عشر سنوات، وإذا لم يتم وضع ذلك المطاط يؤدي إلى التلف السريع للمطاط الهوائي وهو ما يطلق عليه اسم "إطار الموت" ".

وأوضح الرضيع، أنه تلقى مناشدات كثيرة من قبل أصحاب السيارات الكهربائية لذوي الإعاقة، يطالبون بصناعة تلك الإطارات كون أن ثمن الإطار لتلك السيارات 300 شيكل، ومهو مكلف بالنسبة لهم، لافتاً إلى أنه برغم تكلفة ثمنها إلا أن النظام الداخلي للإطارات يخدم لسنة واحدة فقط، ولكن تم التنفيذ لمطالبهم.

وأشار الرضيع إلى مايعانيه ذوو الإعاقة من ظروف قاسية وصعبة وعدم تلقيهم دعم كاف، خلافاً للأزمات النفسية مع قلة فرص العمل بالنسبة لهم، وعدم الاستقرار، الأمر الذي يشعرهم بصعوبات الحياة.

وتصاعدت أعداد الشباب الذين يعانون من الإعاقة جراء استهدافهم من قبل جنود الاحتلال "الإسرائيلي" خاصةً فقدانهم لبعض أجزاء من جسدهم، خصوصاً في مسيرات العودة الأخيرة .

إطارات مطاطية بلا هواء (8).jpeg
 

وعن المعوقات التي تواجهه في عمله، لفت الرضيع إلى أن الكثير من المعوقات التي تواجهه تكمن في الحصار على قطاع غزة، وعدم وجود إمكانيات متاحة له، الأمر الذي يقيده في بعض الأعمال.

كما تطرق إلى عدم وجود اهتمام من قبل أي مؤسسة سواء كانت خاصة أو حكومية من قبل غزة أو رام الله.

ويحاول الرضيع استخدام إمكانيات متوافرة لديه، فبدلاً من استخدام سمك الحديد (20سم)، وعلى العكس يجب أن يكون (12سم) ويحاول بتذويب الحديد وتشكيله ولكن يصبح تكلفته غالية الثمن.

إطارات مطاطية بلا هواء (4).jpeg
 

وبين الرضيع، أن فكرته واجهت الكثير من المعارضة، حيث أن وضعه المادي متأزم، وأنه متزوج من ثلاثة ولديه (14) من الأبناء، وهذه مسؤوليات ليست هينة بالنسبة له.

ولكن هذه الأوضاع الصعبة لم تمنعه من تطبيق الفكرة، قائلاً:"كنت أتوجه من مدينة بيت لاهيا إلى جباليا مشياً على الأقدام، للوصول لمصنع البلاستيك، وكان إصراره سر نجاحه، حيث من بعد الانتشار بأنه مخترع تم رفع التأمين الصحي له إلى (900 شيكل).

إطارات مطاطية بلا هواء (3).jpeg
 

ويتمنى الرضيع أن يصل صوته إلى جميع المؤسسات في قطاع غزة خاصة ًأصحاب ذوي الإعاقة، حيث يجب تقديم الرعاية لهم والاطلاع على مطالبهم.

كلمات دلالية