في غزة...فتى المواهب يزيح الستار عن إبداعاته

الساعة 10:06 ص|16 مارس 2021

فلسطين اليوم

سماح أسامة الأيوبي

على الرغم من صغر سنه، ونعومة أظافره إلا أن الفتى عز الدين نبيل بدير (17 عاماً) من سكان مدينة غزة، رسم لنفسه طريقاً من الإبداع والتميز، وفجر الكثير من المواهب التي تعد أكبر منه سناً، لكنه برع فيها وتميز رغم كل المعوقات.

فعلى الرغم من الانتهاكات "الإسرائيلية" المتواصلة، ضد طفولة لم ترى نور الشمس بعينها يوماً في قطاع غزة، إلا أن حقول الإبداع والعطاء لا حصر لها في القطاع المحاصر.

فبعزيمة وإصرار وهمة عالية يُبدع الفتى، عز الدين نبيل بدير (17 عاماً)، بالتعبير عما بداخله بكثير من المواهب كالمونتاج والتصوير محاولاً إيصال رسالته إلى جميع أحرار العالم.

بداية المشوار

بدأت أسرة بدير تكتشف مواهبه الواحدة تلو الأخرى مذ كان صغيراً في الابتدائية، والتي كان أولها قراءته للقرآن الكريم بصوته الجميل، ومن ثم انتقاله للنشيد في الإذاعة المدرسية ثم اكتشفت عائلته موهبة الإلقاء لديه، والتي انتقل من خلالها للمشاركة في أكبر المحافل والمناسبات العامة، ثم التمثيل و التصوير ثم المتحدث التحفيزي وصولاً إلى موهبة المونتاج.

ويقول بدير في حديثه لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "إن بداياتي كانت بالإذاعة المدرسية بأول موهبة وهي قراءتي للقرآن ونشيدي ثم توالى بعد ذلك اكتشافي لموهبة المونتاج والتي شجعني عليها والدي أشد التشجيع وأستاذي الفاضل، أ. إسماعيل غسان إسماعيل."

ويشير بدير إلى أنه يُبدع في جميع مواهبه وخاصة المونتاج أكثر من غيرها.

ويضيف:" بدأت بتعلم هذه الموهبة وأنا في سن الرابعة عشر، وتعلمت المونتاج عن طريق اليوتيوب، وأصبحت أقوم بمنتجة الفيديوهات لكثير من أصدقائي وفيديوهات قناتي على اليوتيوب، حتى تطورت هذه الهواية عندي أكثر.

ولفت بدير إلى كان يُشاهد فيديوهات كثيرة ويركز على المواد الموجودة فيه، ويحاول البحث عنها وتحميلها ليعمل عليها."

ونبه إلى أن منذ بدايته بهذه الهواية وعمله فيها إلى الآن، وهو يقوم بها ويطورها عن طريق الهاتف المحمول فقط، وليس عن طريق جهاز لابتوب أو كمبيوتر .

استثمار أمثل

ويضيف أنه أنشأ قناة له في اليوتيوب، والتي من خلالها يقوم بتطوير مواهبه عن طريق تقديمها بشكل جميل وبمحتوى رائع."

وعلى الرغم من صغر سنه يشير إلى أنه يمتلك فريق خاص به مكون من ثمانية أشخاص أطلق عليه اسم "نقطة ضوء الإعلامي"، موضحاً أنه هو القائم عليه والمسؤول عنه، حيث يقوم الفريق على أعمال هادفة وترفيهية ومازال هناك أعمال جديدة قادمة له في شهر رمضان.

ودون تدريب أو أخذ دورات أو دراسة نظرية، وجد عز الدين نفسه قادراً على تطوير مواهبه بنفسه، وبتشجيع مَن حوله.

تحفيز الأهل

من جهته أكد والد الفتى نبيل بدير لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه "يقدم كل ما يحتاج ابنه عز الدين من دعم مادي ومعنوي وتحفيزه لتطوير مواهبه في المستقبل."

ولفت بدير إلى أنه معتمد بشكل أساسي في تطوير مواهبه على حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم على تشجيع أهله الذين كان لهم الدور الأبرز، وأصدقائه، ومتابعينه على شتى المواقع.

واقع صعب

ويعاني قطاع غزة من قلة وجود المراكز التي تهتم بتنمية المواهب الفنية بكل أشكالها في غزة، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على صقل وتحفيز قدرات الموهوبين وتشجيع أفكارهم.

وأوضح، أن من أبرز الصعوبات التي تواجهه هو عدم تبني المواهب، وافتقار  القطاع إلى وجود مؤسسات ومراكز تفتح الأفق أمام ما يمتلك من قدرات، داعياً المسؤولين للعمل على توفير المعاهد والمؤسسات التي تهتم بهذا الأمر.

ويتابع بدير: "أن عامل الحصار أدى إلى وجود معوقات كثيرة، وأنا أنتظر فرصة جيدة لإظهار مواهبي أكثر فأكثر."

حلم وطموح

واختتم حواره قائلاً: "إن طموحي كبير وأهدافي ما زالت مستمرة ولا نهاية لها، ولدي طاقة غير محدودة، وأسعى إلى تكملة تعليمي بعد الثانوية العامة خارج القطاع، وأطمح بأن أكون إعلامي معروف عالمياً، وأسأل الله التوفيق والتسهيل في أحلامي."

موهبة فتى (2).jpeg
موهبة فتى (1).jpeg
 

كلمات دلالية